02-نوفمبر-2018

توفيت الطفلة اليمنية أمل حسين التي بدت على شكل هيكل عظمي نتيجة المجاعة ونقص العلاج اللازم وأثارت صورتها ضجة عالمية.

وقد بدا مظهر أمل حسين -وهي طفلة في السابعة من عمرها ملقاة بصمت على سرير بمستشفى في شمال اليمن- تلخيصا مخيفا للظروف القاسية لبلدها الذي مزقته الحرب.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز نشرت صورة أمل الأسبوع الماضي، وهي طفلة في السابعة من عمرها وكانت تتلقى العلاج في مستشفى شمالي اليمن، وعكست جانبا مأساويا من الحرب التي تمر بها بلادها منذ قرابة 3 أعوام.

وتدهورت صحة الطفلة في مخيم اللاجئين الذي كانت تقيم فيه مع أسرتها على بعد 4 أميال من المستشفى، وفقدت حياتها بعد معاناتها من القيء والإسهال المتكرر الذي لم تصمد أمامه لأيام.

وكان الطبيب المحلي حث عائلتها على نقلها إلى مستشفى آخر يبعد 15 ميلا، لكن الوضع المادي للعائلة حال دون ذلك، في ظل ظروف إنسانية واقتصادية غاية في الصعوبة.

وقالت والدة أمل: "قلبي مكسور.. كانت أمل تبتسم دائما.. الآن أنا قلقة على أطفالي الآخرين" وفقا لـ"الأناضول".

وأجبرت صورة أمل، موقع فيسبوك على تغيير سياساته بشأن الصور المؤذية التي يعتبرها الموقع انتهاكا لمعاييره، ونقلت عنه صحيفة نيويورك تايمز أنه عالج مسألة حذف المشاركات التي تضمنت صورة الطفلة.

وشارك عشرات الآلاف من قراء الصحيفة الأمريكية الصورة على فيسبوك، لكن بعضهم تلقى رسالة تبلغهم بأن المشاركة لا تتوافق ومعايير المنصة المجتمعية.

الضنك والكوليرا

وكانت أم أمل أيضا مريضة، حيث تعافت من حمى الضنك التي كانت على الأرجح قد سببها البعوض الذي يتكاثر بالمياه الراكدة في مخيمهم. وقد عانى اليمن العام الماضي من أكبر وباء للكوليرا في العصر الحديث، مع أكثر من مليون حالة.

وأجبرت الضربات الجوية للتحالف بقيادة السعودية أسرة أمل على الفرار في الجبال منذ ثلاثة أعوام. كانت الأسرة في الأصل من محافظة صعدة، وهي مقاطعة تقع على الحدود مع المملكة، وقد شهدت 18 ألف غارة جوية على الأقل منذ عام 2015. كما أن صعدة موطن للمتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على شمال اليمن، وينظر إليهم من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كوكيل إيراني.

وخرجت أمل من مستشفى أسلم الأسبوع الماضي دون أن تتعافى. لكن الطبيبة مكية قالت إن الأطباء احتاجوا مكانها لإفساح المجال أمام مرضى جدد. وأضافت "كانت طفلة نازحة تعاني من المرض والتشريد.. لدينا العديد من الحالات مثلها".

وكانت الطبيبة قد حثت الأم على نقل الطفلة إلى مستشفى "أطباء بلا حدود" في عبس، على بعد حوالي 15 ميلاً. لكن العائلة لم تكن تملك المال للتنقل، فقد ارتفعت أسعار الوقود بنحو 50% العام الماضي، مع انهيار اقتصادي أوسع، الأمر الذي دفع حتى الرحلات القصيرة المنقذة للحياة بعيدًا عن متناول العديد من العائلات. تقول والدتها بأسى "لم يكن لدي المال لأخذها إلى المستشفى، فأخذتها إلى المنزل".

 

اقرأ/ي أيضًا:

ملايين اليمنيين يعيشون على وجبة واحدة كل يومين

فيديو | تشييع عشرات الأطفال اليمنيين الذين قتلهم التحالف