تتجّه شرائح أوسع من الفلسطينيين هذه الأيام لاستعمال تطبيق التراسل الفوري "تيليغرام"، نظرًا لهامش "حرية" يوفّرها التطبيق حتى الآن، بخلاف الملاحقة والتضييق الذي تتعرّض له الرواية الفلسطينية على منصّات مثل "فيسبوك" و"انستغرام" و"تيك توك" و"تويتر".
بات يُلحظ مؤخرًا زيادة في إقبال الفلسطينيين على استعمال تطبيق تيليغرام، في ظل التضييقات التي تمارسها التطبيقات الأخرى على المحتوى الفلسطيني
ووثق مركز "صدى سوشال" أكثر من 990 حالة انتهاك بحق المحتوى الفلسطيني منذ بداية 2022، نحو نصفها كانت بحق صحفيين وحسابات إعلامية، وذلك بضغط إسرائيليّ.
وقبل أيّام، ذكر التلفزيون الإسرائيلي "قناة كان" أنّ "إسرائيل" طلبت رسميًا من إدارة تطبيق "تيليجرام" إغلاق القناة المرتبطة بمجموعة "عرين الأسود" المسلّحة في مدينة نابلس، إلّا أن إدارة التطبيق رفضت الطلب الإسرائيلي لأنّ "الامتثال للمطلب الإسرائيلي يشكّل انتهاكًا لحرية التعبير المكفولة للمشتركين".
اقرأ/ي أيضًا: تزايد الإقبال على تطبيق "تليغرام" بنسبة تجاوزت 500%
وبات يُلحظ مؤخرًا زيادة في إقبال الفلسطينيين على استعمال التطبيق، تحديدًا بعد أن استخدمته مجموعة "عرين الأسود" لبثّ بياناتها من خلال قناتها عليه، والتي وصل عدد مشتركيها إلى 196 ألفًا، رغم أنه لم يمض على إنشائها أكثر من شهرين، وتخطّى بعض منشوراتها المئتي ألف مشاهدة.
مئات القنوات الفلسطينية تنشط عبر تطبيق تيليغرام
مئات القنوات الفلسطينية تنشط عبر تطبيق تيليغرام، أبرزها "غزة الآن" والتي وصل عدد مشتركيها 339 ألفًا، وقناة جنين القسّام - 267 ألفًا، وقناة الصحفي حسن اصليح - 216 ألفًا، وشبكة قدس الإخبارية - 193 ألف مشترك، وقناة كتائب عز الدين القسام - 183 ألفًا، وقناة الناطق العسكري "أبو عبيدة" والتي بلغ مشتركيها 177 ألفًا، بالإضافة للقنوات الخاصّة بمعظم الفصائل السياسية الفلسطينية، وأجنحتها العسكرية الأجنحة، وكذلك قنوات وسائل الإعلام، والصحافيين العاملين فيها.
المختص في الإعلام الرقمي سمير النفار يقول في حديثه لـ "الترا فلسطين" إنّ أكثر من نصف من مستخدمي الانترنت في فلسطين باتوا يستخدمون منصة تيليغرام بسبب ملاحقة المحتوى الفلسطيني بشكل شرس على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، و"حُبًا في المقاومة"، ولرغبتهم في استقاء المعلومات كاملة غير مشفّرة وغير مموّهة، وهي أساليب يلجأ إليها الفلسطينيون أحيانًا، عند النّشر على منصّات لا تحترم الحق الفلسطيني في النشر وحرية الرأي والتعبير.
النفار: ربما بات الفلسطينيون يتوقون إلى رؤية الكلمات الثورية الفلسطينية، فلجأوا للنشر على تيليغرام الذي يعطي مساحة حرية أكبر
ويضيف النفار: ربما بات الفلسطينيون يتوقون إلى رؤية الكلمات الثورية الفلسطينية، فلجأوا للنشر على تيليغرام الذي يعطي مساحة حرية أكبر، معربًا عن أمله في أن يستمر التطبيق في هذه السياسة، حيث لم ترد أي انتهاكات أو مضايقات بحق المحتوى الفلسطيني عبر التطبيق، حتى الآن، وهو ما يفسّر إقبال الفلسطينيين عليه.
اقرأ/ي أيضًا: مترجَم: ماذا نعرف حقًا عن تطبيقي تليغرام وسيغنال وما سرّ شعبيتهما؟
ووفق المختص في الإعلام الرقمي فإن تطبيق تيليغرام لا يعتمد "قوائم الإرهاب الأمريكية" ولا ينضوي ضمن السياسة الأمريكية، ولربما أن سياسة التطبيق في منح حرية الرأي والتعبير، تعود إلى كون التطبيق روسي المنشأ، فربما تبقى هذه المنصة في الصف المقابل للمنصّات الأمريكية، مضيفًا أن تيليغرام غالبًا ما يحارب القنوات التي تنتهك حقوق النشر والملكيّة.
وتتوفّر في تطبيق التراسل الفوري "تيليغرام" عدد من المزايا التي لا تتوفر في تطبيق واتساب مثلًا، فبإمكان المستخدم تعديل الرسائل دون حذفها وإرسالها مرة أخرى، كما أن بإمكانه فتح التطبيق على أكثر من جهاز، والتطبيق الخاصّ بتيلغرام على جهاز اللابتوب مثلًا مميّز وسهل الاستخدام، ويمكن من خلاله إدارة الأعمال دون الحاجة إلى أن يكون الهاتف موصولًا بالإنترنت، إضافة إلى إمكانية جدولة الرسائل، لإرسالها لاحقًا.
اقرأ/ي أيضًا: حروب تطبيقات المحادثة.. لماذا حذّرَ مؤسس تليغرام من استخدام واتساب؟
كما أن التطبيق يمنح المستخدمين ميزة البحث عن القنوات والمجموعات، وإجراء مكالمات فيديو جماعية تصل إلى 100 شخص، إضافة إلى إمكانية البثّ المباشر عبر المنصة بالفيديو أو المقاطع الصوتية، واستقبال ملفات كبيرة الحجم لدرجة أن البعض أصبح يستخدمه كمساحة تخزين سحابيّة.
تجدر الإشارة إلى أنّ تطبيق تيليغرام جرى إطلاقه عام 2013 على يد الأخوين نيكولاي وبافيل دروف الروسيين، وقد نجحا في إطلاق البرنامج ثمّ سجّلاهُ كمنظمة مستقلة مقرها العاصمة الألمانيّة برلين.