12-أكتوبر-2024
ملاحقة كتيبة طوباس

صورة أرشيفية: عناصر أمن أثناء تفريق محتجين في الضفة الغربية

شهدت مدينة طوباس اشتباكات مسلّحة مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وإغلاق طرق، احتجاجًا على ملاحقة أجهزة الأمن لعناصر "كتيبة طوباس" واعتقال المطارد أحمد أبو العايدة.

تحدّث مصدر خاص أن الأزمة بدأت بملاحقة عناصر كتيبة طوباس الأسبوع الماضي، وإطلاق أجهزة الأمن النار نحو مركبة كان بداخلها اثنان من المطاردين لقوات الاحتلال ما أدى لإصابتهما بالرصاص واعتقال أحدهما

وأفاد شهود عيان لـ"الترا فلسطين" بتجدد الاشتباكات ليلة السبت وإطلاق النار باتجاه مقر المقاطعة، فيما تشهد المدينة اليوم السبت إغلاقًا مستمرًا لبعض الشوارع والمتاجر.

وأضاف الشهود أن العشرات في طوباس خرجوا ليلة السبت في مظاهرة منددة بسلوك الأجهزة الأمنية، فيما قامت الأخيرة بمحاصرة المظاهرة في منطقة الدوار وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع عليها، ما أدى لإصابة سيدة كبيرة في السن، وتجدد المواجهات والاشتباكات وإغلاق الشوارع.

وتحدث مصدر خاص لـ "الترا فلسطين"، أن الأزمة بدأت بملاحقة عناصر كتيبة طوباس في الأسبوع الماضي، وإطلاق أجهزة الأمن النار نحو مركبة كان بداخلها اثنان من المطاردين لقوات الاحتلال ما أدى لإصابتهما بالرصاص، وقد استطاع أحدهما الإفلات من عناصر الأمن، أما الثاني فمازال يتلقى العلاج في حالة صحية خطيرة.

وأوضح المصدر، أنه قبل ثلاثة أيام قام عناصر أجهزة الأمن بمحاصرة سيارة يستقلها قائد كتيبة طوباس أحمد أبو العايدة قرب بلدة سريس بمحافظة جنين، وأطلقوا النار عليه، ما أدى لإصابته ثم اعتقاله.

وبين المصدر، أن أحمد أبو العايدة، يُعدُّ قائد كتيبة طوباس وأحد مؤسسيها، "والشخص الوحيد الباقي من الرعيل الأول فيها، وبالتالي يحظى باحترام وشعبية كبيرة في الشارع"، حسب وصفه.

وقال: "اعتقال أبو العايدة قبل 3 أيام فجر الأحداث، ودفع بعناصر كتيبة طوباس إلى إطلاق النار نحو مقرات الأمن ومقر المقاطعة في طوباس، وتبع ذلك إطلاق النار على مقر المقاطعة في جنين أيضًا".

وتحدث مصدرٌ آخر لـ"الترا فلسطين" عن تنفيذ أجهزة الأمن حملة أمنية واسعة في مدينة طوباس وإقامة عدد من الحواجز فيها، وملاحقة مقاتلي كتيبة طوباس ومن له صلهم بهم، وقد تخلل ذلك مواجهات مع الأهالي.

وأوضح المصدر، أن أجهزة الأمن أعطبت وفجرت عددًا من العبوات الناسفة. وأكد المصدر، أن هذه الحملة الأمنية تخللها اعتقال عدد من الشبان، ولا يُعرَفُ إن كانوا من كتيبة طوباس أو مقربين منها، و"لكن بالمجمل فالمعتقلون هم أسرى سابقون وذوو شهداء وأشخاص من أقارب مقاومي كتيبة طوباس".

وأشار إلى أن الحملة الأمنية تزامنت مع اقتحام قوات الاحتلال لبلدة عقابا، قضاء طوباس، واغتيال الشاب عبد الرؤوف راجح في منزل هناك، واقتحام مخيم الفارعة والقيام بعدوان واسع فيه، مع تحليق مكثف ومستمر لطيران الاحتلال المُسيّر في المدينة ومحيطها.

من جانبه، قال عضو لجنة التنسيق الفصائلي في طوباس باسل منصور لـ"الترا فلسطين"، إن هناك حالة توتر شديد في طوباس، وشعورًا بأن أيدي الاحتلال تعبث بالشارع، وتلعب دورًا في زيادة التوتر.

وفي تعليقه على الأزمة، أضاف باسل منصور أن "هناك رواية لدى أجهزة الأمن، رواية أخرى لكتيبة طوباس، ولكن مع كل ما يجري هناك اجتماعات لتدارك الوضع وحل الخلاف، يغيب عنها طرف مهم وهي كتيبة طوباس".

وحاول "الترا فلسطين" التواصل مع محافظ طوباس أحمد الأسعد، لكن دون الحصول على أي رد.

في غضون ذلك، أصدرت حركة الجهاد الإسلامي بيانًا صحفيًا أدانت فيه "إقدام الأجهزة الأمنية على ملاحقة المجاهدين في مدينة طوباس ومناطق أخرى من الضفة، ومطاردتهم وإطلاق النار عليهم والسعي إلى اعتقالهم، والكشف عن أفخاخهم وعبواتهم".

وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن "هذه الممارسات لا تمت للأعراف والقيم الوطنية بصلة، وتتعارض مع ما يتوجب على السلطة القيام به في حماية شعبنا في مواجهة إجرام جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين".

ودعت الجهاد الإسلامي، السلطة "إلى كف يد أجهزتها الأمنية عن مقاومينا، ووقف تغولها على شعبنا الذي يمارس حقه الطبيعي في مواجهة الاحتلال". وتابعت: "ندعو العقلاء في حركة فتح وكل الشخصيات والقوى الوطنية إلى إلجام أجهزة السلطة عن ممارساتها".

من جانبها، قالت حركة حماس إن "ممارسات السلطة الفلسطينية رغم نداءات الحركات الوطنية والمجتمعية، ينذر بمستوى خطير من التعامل مع المسائل الوطنية، ويستلزم وقفة جادة من المجتمع والفصائل ومن قيادة حركة فتح".

دعت الجهاد الإسلامي، وحماس، في بيانين منفصلين، السلطة إلى "كيف يد أجهزتها الأمنية عن مقاومينا وأبناء شعبنا". 

وأكدت حماس، في بيان السبت، أن "استمرار اعتقال المطاردين وآخرهم المقاوم أحمد أبو العايدة، وغيره من المقاومين والمعتقلين السياسيين، هو تجاوز خطير وضرب جديد للنسيج الوطني والمجتمعي، وتساوق تام مع عدوان الاحتلال وبطشه بشعبنا المتعطش للحرية".

وأضافت، أن هذه "الممارسات المشينة" تأتي في وقت تستمر فيه حرب الإبادة "التي تتطلب موقفًا وطنيًا من قيادة السلطة تنحاز فيه باتجاه حماية شعبنا، لا أن تقوم بقمعه والتنكيل به".

ودعت حماس، قيادة السلطة "للوقف الفوري والتام لملاحقاتها واعتداءاتها، وكف يد أجهزتها عن مقاومينا وأبناء شعبنا، والإسراع في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين".

وطالبت، كافة الفصائل والقوى والهيئات القانونية والحقوقية "بالوقوف في وجه ممارسات أجهزة السلطة، لما لها من تداعيات خطيرة على مجتمعنا وقضيتنا".

محافظة طوباس: لن نسمح بأي مظهر مسلح

بدورها، أصدرت محافظة طوباس، بيانًا قالت إنه "للرأي العام"، ووصفت الاشتباكات بين عناصر كتيبة طوباس والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بـ"الأحداث المؤسفة".

وأكد بيان المحافظة على وجود "حملة أمنية" في المدينة، قائلًا إن الهدف منها "⁠حياة المواطن الفلسطيني ومصلحته في العيش والاستقرار"، وفق ما ورد في البيان.

وأضاف البيان: "سيتم فرض النظام والقانون في المحافظة ضمن خطة أمنية واضحة هدفها مصلحة المواطن الفلسطيني من أجل أن ينعم الجميع بالأمن والأمان"، بحسب تعبير بيان المحافظة.

واستمر البيان، في القول: "⁠لن يسمح بأي مظهر مسلح (استعراضي) يجعل من حكومة الاحتلال تستغله لتنفيذ أجنداتها الإجرامية"، على حد قول البيان.

كما قال البيان إنه "يمنع إطلاق النار في الهواء"، و"إغلاق الشوارع وتأثير على المسيرة التعليمية"، متابعًا القول: "⁠سيتم الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه (بالقانون والنظام) أن يعتدي أو يستغل هذه الظروف الصعبة من التعدي أو استغلال أي مواطن، وسنتصدى لهم بالقوة"، وفق لغة بيان محافظة طوباس، الذي يُعد أول تعقيب إعلامي على الاشتباكات بين عناصر كتيبة طوباس، على خلفية اعتقال المطارد أحمد أبو العايدة، وملاحقة عناصرها، والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.

بيان محافظة طوباس
بيان محافظة طوباس