26-يناير-2024
نازحون في غزة

نازحون من خانيونس في ظل القصف الإسرائيلي. 23 يناير 2024

الترا فلسطين | فريق التحرير 

كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان اليوم الجمعة، أنه وثق جريمة إعدام تعسفي وخارجة عن نطاق القانون والقضاء، وجريمة قتل عمد مروعة نفذتها وحدات القناصة في الجيش الإسرائيلي استهدفت فيها شقيقين، أحدهما طفل، وقتلا أمام أعين والديهما وباقي أفراد أسرتهما في وقت كانوا يستعدون للنزوح القسري عن منزلهما في حي الأمل غرب خانيونس، الذي اجتاحته القوات الإسرائيلية، وترتكب فيه العديد من الانتهاكات والجرائم، بحسب ما وثقه الأورومتوسطي.

وأفاد شاهد عيان، طلب عدم ذكر اسمه، لفريق الأورومتوسطي أنه ما بين الساعة العاشرة والنصف والساعة الحادية عشرة صباح الأربعاء الموافق 25 كانون الثاني/يناير الجاري، خرج الطفل "ناهض عادل بربخ" (14 عامًا)، وهو يحمل في يده راية بيضاء من منزله القريب من مدرسة "حي الأمل" غرب خانيونس، في مقدمة مجموعة من أفراد أسرته الذين كانوا يستعدون لمغادرة منزلهم للنزوح عن المنطقة بسبب صدور أوامر إخلاء إسرائيلية لها، والطلب منهم التوجه نحو المواصي. 

أكد الأورومتوسطي أن التحقيقات الأولية أكدت أن الطفل لم يشكل أي خطر على جيش الاحتلال، وكان يمشي في شارع يستخدمه السكان للنزوح.

وبمجرد أن مشى الطفل نحو 3-4 أمتار عن منزله خلال قطعه الشارع باتجاه الرصيف الآخر، سقط على الأرض بعد إصابته بعيار ناري في ساقه، وسُمع صوت العيار الناري، وكان من الواضح أنه قادم من جهة بناية سكنية في الجهة الشرقية بجوار مسجد "حسن البنا". 

وخلال لحظات، تبين أن هناك قناصة لجيش الاحتلال الإسرائيلي تعتلي إحدى البنايات في تلك المنطقة التي تبعد حوالي 100 متر عن مكان سقوط الطفل، وحاول الطفل النهوض فأطلق القناص الإسرائيلي رصاصة ثانية تجاهه وأصابته في جانبه، وحين كرر محاولة النهوض للمرة الثالثة، أطلق القناص عيارًا ناريًّا آخر أصابه في رأسه ليقتله على الفور.

عندها أسرع شقيقه "رامز" (20 عامًا) تجاهه لمحاولة سحبه على جانب الشارع بعيدًا عن مرمى القناص الإسرائيلي بهدف محاولة إسعافه؛ وحين وصله، أطلق القناص الإسرائيلي عيارًا ناريًّا أصابه في مؤخرة رأسه ليسقط فوق شقيقه، وبقيا في منتصف الطريق ينزفان حتى الموت، دون أن يتمكن أحد من باقي أفراد أسرتهما من مساعدتهما، بمن فيهم والديهما.

وأكد الأورومتوسطي أن التحقيقات الأولية وإفادات شهود العيان تؤكد أن الطفل "ناهض" كان في مرمى رؤية القناص الإسرائيلي، ولم يكن يشكل أي خطر عليهم، وكان يمشي في شارع يستخدمه السكان للنزوح.

وأشار الأورمتوسطي إلى أنه سبق أن وثق قبل هذه الواقعة بيوم، إطلاق الجيش الإسرائيلي النار تجاه أربعة أشخاص كانوا يرفعون رايات بيضاء وبطاقات الهوية وأيديهم للأعلى خلال محاولتهم الوصول لمنزلهم من أجل إخراج 50 شخصًا من أفراد عائلاتهم من منزل محاصر غربي مخيم خانيونس، ما أسفر عن استشهاد أحدهم وهو رمزي أبو سحلول.

وأكد الأورومتوسطي أن قوات الاحتلال صعدت، منذ يوم الأربعاء الماضي، هجومها على الجزء الغربي من خانيونس، خاصة المخيم الغربي وحي الأمل، وأطراف من منطقة المواصي، وقصفت ما لا يقل عن خمسة مراكز إيواء، في مقدمتها مركز تدريب "الصناعة" التابع للأونروا، ما أدى إلى استشهاد 14 مدنيًّا وإصابة أكثر من 50 آخرين داخله، إضافة إلى استشهاد آخرين في جامعة "الأقصى" و"الكلية الجامعية"،  كما استشهد عدد من النازحين في خيامهم أو خلال محاولتهم الانتقال إلى رفح.

وذكّر الأورومتوسطي أنه سبق أن قدم ملفًا أوليًّا إلى مقررين خاصين للأمم المتحدة ومدعى عام المحكمة الجنائية الدولية يشمل عشرات حالات الإعدام الميداني التي نفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، داعيًا إلى التحقيق الفوري بها لمحاسبة مرتكبيها وإنصاف الضحايا.

دلالات: