وشهد جنوب لبنان، اليوم الجمعة، استمرارًا للهجوم الإسرائيلي رغم بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحزب الله. وأفادت وسائل إعلام لبنانية بإصابة شخصين بجروح جراء إطلاق جيش الاحتلال النار على مدخل مدينة بنت جبيل. كما أطلقت قوات الاحتلال النار على مواطنين في بلدة الخيام أثناء تشييع أحد أبناء البلدة، وفق ما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام.
ومع بدء سريان وقف إطلاق النار، شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت عودة الأهالي لتفقد منازلهم والمباني المدمرة والمتضررة. ورغم المخاطر الناجمة عن تصدّع المباني، أصرّ البعض على المبيت في منازلهم. وحتى الآن، لم تتمكن البلديات من إجراء مسح شامل للأضرار، باستثناء إزالة الأنقاض لتسهيل حركة المرور، وسط ترقب لخطط إعادة الإعمار.
تتزامن هذه التطورات مع عودة تدريجية للجيش اللبناني إلى جنوب البلاد لتأمين المناطق التي تم اجتياحها وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار
وفي مدينة صور، لا يزال الدخان يتصاعد من المباني المدمرة، فيما تحاول العائلات العودة إلى شققها رغم انعدام الماء والكهرباء. وأوضح سكان أن الغارات الإسرائيلية استهدفت بشكل مكثف البنية التحتية والأبنية السكنية، مما يعقّد ظروف الحياة اليومية.
وفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، حظرًا على عودة النازحين إلى عشرات البلدات والقرى جنوب لبنان، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع "حزب الله" حيز التنفيذ.
وشملت المناطق المحظورة بلدات مثل شبعا، مرجعيون، والناقورة، وبنت جبيل، وعشرات القرى الأخرى، مع استمرار منع النازحين من العودة إلى منازلهم.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه قبل أيام، على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في غضون 60 يومًا، على أن تحل محلها قوات الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل). ويشمل الاتفاق إزالة البنية التحتية العسكرية التابعة لحزب الله حتى نهر الليطاني، إلا أن الاحتلال لم يلتزم بعد بكامل بنود الاتفاق.
في بيان أصدره مساء الخميس، أعلن الجيش اللبناني تسجيل عدة خروقات إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في اليومين الماضيين، شملت غارات جوية وقصفًا استهدف مناطق مختلفة جنوب البلاد. وأكد الجيش اللبناني أنه يتابع هذه الانتهاكات بالتنسيق مع الجهات الدولية المعنية. وادعى قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، اليوم الجمعة، أن قواته ملتزمة بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع "حزب الله"، لكنها على استعداد للعودة إلى العمليات العسكرية في أي وقت. وأضاف أن المهمة الحالية تتمثل في ضمان تنفيذ بنود الاتفاق، مشددًا على أن إسرائيل "لن تسمح بعودة حزب الله إلى المناطق الجنوبية".
بدوره، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه نفذ غارة جوية استهدفت "منشأة لحزب الله لتخزين الصواريخ متوسطة المدى" في جنوب لبنان، مدعيًا أنها كانت تشكل تهديدًا. وقال بيان الاحتلال إن الغارة جاءت بعد "تحديد نشاط مشبوه في الموقع"، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
وفي حادثة منفصلة، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية، مساء الأربعاء، ساحة في بلدة مركبا بقضاء مرجعيون، ما أسفر عن إصابة شخصين بجراح متفاوتة. وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن الهجوم استهدف مركبة في المنطقة المحظورة لإبعادها عن الحدود.
تتزامن هذه التطورات مع عودة تدريجية للجيش اللبناني إلى جنوب البلاد لتأمين المناطق التي تم اجتياحها وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.