02-سبتمبر-2024
تفجير مركبة في غوش عتصيون

تفجير مركبة مفخخة في غوش عتصيون

حظيت عمليات "غوش عتصيون"، و"كرمي تسور"، و"حاجز ترقوميا"، في محافظة الخليل، خلال الأسبوع الأخير، باهتمام خاص في تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية، وسط تحذيرات من انتقال عمليات التفخيخ وتفجير العبوات الناسفة من شمال الضفة الغربية إلى جنوبها، ما يُشكل مرحلة جديدة خطيرة في المواجهة المشتعلة في الضفة.

أكد نير دفوري، أن الوضع الحالي في الضفة الغربية قد يؤثر في تحقيق الأهداف العسكرية للحرب، واستعادة الأسرى، وربما يؤخر أو يعقد جهود إعادة المستوطنين في شمال فلسطين إلى وحداتهم السكنية في المستوطنات

وأعلنت كتائب القسام، يوم الإثنين، مسؤوليتها عن تنفيذ عمليتي "غوش عتصيون"، و"كرمي تسور"، وتعهد بمواصلة إمداد المقاومين في الضفة الغربية "بالعتاد والمعلومات"، وبتجهيز "الاستشهاديين".

وأكدت كتائب القسام، "كافة محافظات الضفة بلا استثناء ستبقى تخبّئ بين أحيائها المزيد من المفاجآت المؤلمة والكبرى للمحتل".

أما عملية "حاجز ترقوميا"، فقد نفذها الشهيد مهند العسود، وهو عنصر سابق في جهاز الحرس الرئاسي، استقال منه قبل 9 أعوام.

وفي تغطيتها للتطورات في الخليل، نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" تقريرًا لمراسلها للشؤون العسكرية، يوسي يهوشع، تحت عنوان "تصاعد التهديدات في الضفة الغربية: خطر العبوات الناسفة"، قال فيه، إن جيش الاحتلال وجهاز الشاباك نجحا على مدار 330 يومًا من الحرب في الإبقاء على الضفة الغربية كجبهة ثانوية مقارنة بقطاع غزة، لكنه حذر، في الوقت ذاته، من إمكانية انفجار الوضع في أي لحظة.

ويضيف يوسي يهوشع، أن العمليات الأخيرة في الضفة الغربية أظهرت أن الحظ فقط هو ما حال دون حدوث تصعيد كبير حتى الآن، مؤكدًا أنه لا يمكن الاعتماد على الحظ، "ويجب التعامل مع الوضع وكأن العمليات قد بدأت بالفعل، إذ إن العمليات التي وقعت مؤخرًا في الخليل أظهرت وجود بنية تحتية وتخطيط دقيق".

من جانبه، يقول الضابط الكبير السابق في جهاز الشاباك، موشيه بوزايلوف، إن الخليل "عادة ما تأتي في الموجة الثانية من العمليات، لكنها قادرة على تعليم الجميع كيفية تنفيذ الهجمات"، حسب قوله.

ورأى موشيه بوزايلوف، أن هناك مؤشرات على دخول الخليل بقوة في سياق العمليات بالضفة، و"هذا يستدعي تعزيز انتشار الجيش في الضفة الغربية"، معربًا عن "أمله في أن لا تكون التطورات الحاصلة مؤخرًا مؤشرًا على توجه عام لتصعيد العمليات في الخليل ومناطق أخرى بالضفة".

ويؤكد نير دفوري، مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ12 الإسرائيلية، أن التهديد الأمني في الضفة الغربية لم يعد مقتصرًا على الشمال، بل يشمل الخليل أيضًا، وإلى جانب العمليات الأخيرة، تم العثور على مختبر لتصنيع المتفجرات في الخليل.

وأكد نير دفوري، أن الوضع الحالي في الضفة الغربية قد يؤثر في تحقيق الأهداف العسكرية للحرب، واستعادة الأسرى من غزة، وربما يؤخر أيضًا، أو يعقد الجهود الجارية لإعادة المستوطنين في شمال فلسطين إلى وحداتهم السكنية في المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان.

 من جانبه، يقول إيتان دانغوت، منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الضفة سابقًا، إن محافظة الخليل تظهر "سمات إرهابية" تختلف عن تلك الموجودة في شمال الضفة الغربية.

وأكد إيتان دانغوت، في حديث للقناة الـ12 الإسرائيلية، أن هناك تحذيرًا استراتيجيًا يتعلق بحجم الهجمات المتوقعة في الضفة ونوعيتها، وأنها قد تسفر عن إصابات كبيرة.

وفي تقريرها عن العمليات الأخيرة، أكدت كرمل دنغور، مراسلة هيئة البث الإسرائيلية "كان"، أن العملية المزدوجة في "غوش عتصيون" و"كرمي تسور" تجاوزت العتبة التصعيدية المعتادة، وهي نوعٌ من العمليات لم يُشاهَد في الضفة منذ سنوات.

وأشارت كرمل دنغور إلى أن المقاومين يحققون نجاحات في عمليات تفجير العبوات الناسفة، خاصة في جنين وطولكرم، حيث تم قتل ثلاثة جنود في الشهور الأخيرة عن طريق العبوات الناسفة.

يأتي ذلك، بينما أعلنت سرايا القدس، في بيان يوم الأحد، أن مقاتليها في الضفة "دخلوا مرحلة جديدة من تصنيع وإنتاج العبوات الناسفة، سيرى العدو أثرها في الميدان".

وتحدث إيلون شالوم، مراسل الشؤون العسكرية في قناة i24، عن زيادة في استخدام العبوات الناسفة والتفخيخ في المناطق جميعها، يقابلها تراجعٌ في عمليات إلقاء القنابل على الجنود، وهذا لم يقتصر على الضفة فقط، بل امتد ليشمل تل أبيب في إحدى العمليات.

بينما رأى روعي شارون، محلل الشؤون العسكرية في هيئة البث "كان"، أن الخليل رغم تأخرها في الانضمام إلى موجة العمليات في الضفة، إلا أنها الآن تُعدُّ منطقة رئيسية في العمليات المسلحة.

ويشرح رون بن يشاي، معلق الشؤون العسكرية في "يديعوت أحرونوت"، أسباب تأخر انتقال الكتائب المسلحة من شمال الضفة إلى الخليل وجنوب القدس، مبينًا أن هناك عدة أسباب، أبرزها أن "ظاهرة الكتائب" في شمال الضفة ظهرت قبل وقت طويل من عملية يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وأوضح رون بن يشاي أسبابًا أخرى لمنع وصول ظاهرة الكتائب المسلحة إلى جنوب الضفة، وهي "قوة السلطة الفلسطينية في جنوب الضفة مقارنة بشمالها"، إضافة إلى أن "تهريب الأسلحة عبر الحدود إلى شمال الضفة أسهل من تهريبها إلى الجنوب".

وأعرب بن يشاي عن قلقه من أن العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش في شمال الضفة قد تؤدي إلى ارتفاع معدل العمليات المسلحة في مناطق أخرى.

يعتقد شلومي هيلر، مراسل موقع "واللا"، أن الوسائل المتاحة للتنظيمات في الضفة الغربية "مقلقة، ويجب أن تشعل الضوء الأحمر في المنظومة الأمنية"

من جانبه، يعتقد شلومي هيلر، مراسل موقع "واللا"، أن الوسائل المتاحة للتنظيمات في الضفة الغربية "مقلقة، ويجب أن تشعل الضوء الأحمر في المنظومة الأمنية".

ويرى هيلر، أن الوضع في الضفة الغربية يحتاج إلى نشاط أعمق وأكثر كثافة من الجيش الإسرائيلي، "من أجل تخفيف الاحتكاك". علمًا أن 23 إلى 26 كتيبة ووحدات خاصة في الجيش الإسرائيلي تعمل حاليًا في الضفة الغربية، بحسب ما ورد في مقال رون بن يشاي في "يديعوت أحرونوت".