تناول تقرير نشرته وكالة "رويترز"، العدوان الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، ضمن ما يعرف بـ"خطة الجنرالات"، التي تسعى إلى تهجير سكان شمال قطاع غزة.
وفي مقابلة مع "رويترز"، يعتقد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد غيورا آيلاند أن إسرائيل تواجه "شهورًا من القتال في غزة ما لم يستغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفرصة التي أتاحها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار لإنهاء الحرب"، وفق قوله.
قال الجنرال يوم توف ساميا، رئيس القيادة الجنوبية السابق للجيش الإسرائيلي، لإذاعة "كان" العامة: "إن الحكومة الإسرائيلية تتصرف في معارضة تامة لمفهوم الأمن الإسرائيلي"
ومنذ استشهاد السنوار، كان آيلاند واحدًا من مجموعة من كبار ضباط الجيش السابقين الذين يشككون في استراتيجية الحكومة الإسرائيلية في غزة، حيث عادت قوات الاحتلال في وقت سابق من هذا الشهر إلى مناطق في شمال قطاع غزة، توغلت فيها مرتين على الأقل. ومنذ حوالي شهر، يهاجم جيش الاحتلال جباليا، للمرة الثالثة منذ بداية العدوان.
ويقول العديد من المسؤولين الأمنيين السابقين إن "الجيش الإسرائيلي، بدلًا من النهج المفضل الذي يعتمد على اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة، يخاطر بالتورط في حملة مفتوحة تتطلب وجودًا دائمًا للقوات".
وقال الجنرال يوم توف ساميا، رئيس القيادة الجنوبية السابق للجيش الإسرائيلي، لإذاعة "كان" العامة: "إن الحكومة الإسرائيلية تتصرف في معارضة تامة لمفهوم الأمن الإسرائيلي".
وكان آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، المنظر الأساسي لـ"خطة الجنرالات"، والتي من شأنها أن تؤدي إلى إخلاء شمال غزة من المدنيين من خلال قطع إمدادات المياه والغذاء عنهم.
وبينما نفى جيش الاحتلال أنه يتبع أي "خطة الجنرالات"، ويعتقد آيلاند نفسه أن "الاستراتيجية المتبعة لا تمثل خطته ولا احتلالًا كلاسيكيًا". وقال آيلاند لـ"رويترز": "لا أعرف بالضبط ما يحدث في جباليا. ولكنني أعتقد أن القوات الإسرائيلية تفعل شيئا يقع بين البديلين الهجوم العسكري العادي وخطتي".
منذ بداية الحرب، أعلن نتنياهو أن إسرائيل ستعيد الأسرى، وتفكك حماس كقوة عسكرية وحاكمة، وأنها لا تنوي البقاء في غزة. ولكن حكومته لم تعلن قط عن سياسة واضحة للتعامل مع عواقب العدوان. منذ أشهر، كانت هناك خلافات مفتوحة بين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، مما يعكس انقسامًا أوسع بين الائتلاف الحاكم والجيش الإسرائيلي، الذي فضل منذ فترة طويلة التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال وإعادة الأسرى.
و"في غياب استراتيجية متفق عليها، تخاطر إسرائيل بالبقاء محاصرة في غزة في المستقبل المنظور"، كما يقول عوفر شيلح، مدير برنامج أبحاث سياسة الأمن القومي الإسرائيلي في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب. وقال "إن الوضع بالنسبة لإسرائيل خطير للغاية في الوقت الحالي. نحن نتجه نحو وضع تعتبر فيه إسرائيل الحاكم الفعلي في غزة".
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير سابق لديه خبرة مباشرة في القطاع، طلب عدم الكشف عن هويته: "مع مقتل السنوار، لم يعد هناك منطق في البقاء في غزة". وقال المسؤول السابق إنه ينبغي تنفيذ عمليات "منهجية" محددة في المستقبل إذا أعادت حماس تنظيم صفوفها، واستأنفت أي حرب، لكن خطر ترك القوات بشكل دائم في غزة يشكل خطرًا كبيرًا، داعيًا إلى تأمين الأسرى والخروج.