22-سبتمبر-2024
نتنياهو يتحول إلى منبوذ

(Getty) من المقرر أن يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي كلمة يوم الجمعة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ظهور من المؤكد أنه سيؤدي إلى خروج المظاهرات والاحتجاجات في شوارع وسط مانهاتن

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إنه "في المرة الأخيرة التي تحدث فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة، كان يروج لرؤيته لـ’شرق أوسط جديد’. والآن أصبح على شفا الكارثة".

وتناول مراسل الصحفية البريطانية للشؤون الدولية أندرو روث، مسار نتنياهو بين خطابين، وقال: "قبل عام واحد، جاء بنيامين نتنياهو إلى الأمم المتحدة حاملًا رؤية ’شرق أوسط جديد’ ترتكز على العلاقات المتنامية [التطبيع] بين إسرائيل والدول العربية في المنطقة. والآن أصبح على وشك إطلاق تصعيد كبير ضد حزب الله، متجاهلًا دعوات حلفائه إلى ضبط النفس بشأن حرب غزة ومتحديًا الانتقادات التي تتهمه بالمماطلة في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار".

الغارديان: إذا اتخذت لجنة قضاة المحكمة الجنائية الدولية قرارًا مفاجئًا هذا الأسبوع باتهام نتنياهو بارتكاب جرائم حرب في غزة، فسوف يشكل ذلك إحراجًا إضافيًا له مع تحوله من شخص منبوذ إلى هارب دولي

وتابع المقال: "من المقرر أن يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي كلمة يوم الجمعة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ظهور من المؤكد أنه سيؤدي إلى خروج المظاهرات والاحتجاجات في شوارع وسط مانهاتن. وقد أرجأ نتنياهو وصوله إلى الولايات المتحدة ليوم واحد على الأقل مع تصاعد التوترات مع لبنان، بعد عملية لتفجير آلاف أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها حزب الله، والتي قد تشير إلى بداية حرب أوسع في المنطقة".

وأضاف: "ربما توفر له الرحلة إلى نيويورك فرصة لتقييم الدعم للتصعيد في لبنان، أو لإعلام جو بايدن وحلفاء آخرين بأنه اتخذ قراره ولن يتراجع عن حرب أوسع نطاقًا".

وتابع روث، موضحًا: "تأتي زيارة نتنياهو للأمم المتحدة بعد عام من إراقة الدماء في غزة، والتي خلفت أكثر من 41 ألف ضحية، مما دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى النظر في إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو. ويشاع بانتظام أن قضاة المحكمة الجنائية الدولية على وشك الموافقة على مذكرة قد تتهم نتنياهو بارتكاب جرائم حرب". واستمر في القول: "من بين الضحايا خلال حرب غزة 200 عامل إغاثة إنسانية تابعين للأمم المتحدة".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه لم يتحدث مع نتنياهو منذ بداية الحرب، لكنه مستعد للقاء به على هامش القمة إذا طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي ذلك.

وأوضح غوتيريش "لم أتحدث معه لأنه لم يرد على مكالماتي الهاتفية، لكن ليس لدي سبب لعدم التحدث معه". وانتقد "الافتقار إلى المساءلة" عن مقتل عمال الإغاثة الإنسانية، الذين قُتل معظمهم في ضربات وصفتها الأمم المتحدة بأنها عشوائية.

وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، ردًا على سؤال في وقت سابق من الشهر الجاري عما إذا كان نتنياهو سيلتقي غوتيريش إن جدول أعمال رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يتم الانتهاء منه بعد.
كانت آخر زيارة لنتنياهو إلى الولايات المتحدة في تموز/يوليو، عندما ألقى كلمة في جلسة مشتركة للكونغرس، ووعد "بالنصر الكامل" في الحرب وسخر من المتظاهرين ضد ظهوره في مبنى الكونغرس الأميركي.

وأوضح الكاتب في "الغارديان": "لا يزال يتعين علينا أن نرى ما إذا كان نتنياهو مستعدًا لاتخاذ خطوة أخرى نحو الهاوية. ففي أعقاب الغارة الجوية على بيروت يوم الجمعة والتي أسفرت عن اغتيال أحد كبار قادة حزب الله إبراهيم عقيل وما لا يقل عن 13 آخرين في منطقة الضاحية الجنوبية ببيروت، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت: حتى في الضاحية الجنوبية ببيروت - سنواصل ملاحقة عدونا من أجل حماية مواطنينا"، وفق ما ورد.

وأضاف أن "سلسلة العمليات في المرحلة الجديدة من الحرب ستستمر حتى نحقق هدفنا وهو ضمان العودة الآمنة لسكان البلدات الشمالية في إسرائيل إلى منازلهم".

وقال غوتيريش إنه ينظر إلى الهجوم على حزب الله باستخدام أجهزة النداء المفخخة كمقدمة محتملة لتصعيد عسكري من جانب إسرائيل في لبنان، وحذر من أن المنطقة على "شفا الكارثة".

وتابع: "لكن ما زال من غير الواضح ما إذا كان نتنياهو مستعدًا للتصعيد، بما في ذلك شن عملية برية. ولكن مكتب نتنياهو أعلن يوم الجمعة أنه سيؤجل وصوله ليوم واحد بسبب الوضع، وقال دانون في وقت لاحق للصحافيين إن موعد وصول نتنياهو سيعتمد على الأحداث في إسرائيل".

وألقى نتنياهو خطابًا أمام الأمم المتحدة العام الماضي مشيدًا بـ"اتفاق أبراهام" للتطبيع. وقد أدى هذا الاتفاق إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولتين عربيتين، البحرين والإمارات.

وحينها، قال نتنياهو وهو يمسك بخريطة عليها عبارة "الشرق الأوسط الجديد": "عندما يرى الفلسطينيون أن معظم العالم العربي قد تصالح مع الدولة اليهودية، فإنهم أيضًا سيكونون أكثر ميلًا إلى التخلي عن خيال تدمير إسرائيل واعتماد طريق السلام الحقيقي معها في النهاية".

وأشار المقال، إلى "تراجع" إمكانية التطبيع مع السعودية، وختم بالقول: "إذا اتخذت لجنة قضاة المحكمة الجنائية الدولية قرارًا مفاجئًا هذا الأسبوع باتهام نتنياهو بارتكاب جرائم حرب في غزة، فسوف يشكل ذلك إحراجًا إضافيًا له مع تحوله من شخص منبوذ إلى هارب دولي".