02-أكتوبر-2024
استهداف مقر الموساد من إيران.jpg

(Getty)

أعلن الحرس الثوريّ الإيرانيّ، أنّ الهجوم جاء ردًّا على اغتيال رئيس المكتب السياسيّ السابق لحركة حماس إسماعيل هنّيّة في طهران أواخر تمّوز/يوليو المنصرم، والأمين العامّ لحزب اللّه اللبنانيّ حسن نصر اللّه في الضاحية الجنوبيّة لبيروت الجمعة الفائت، و"تنفيذًا لحقها المشروع في الدفاع، وتشديد جرائم الكيان في غزّة والعدوان على لبنان".

قالت مصادر لـ"العربيّ الجديد"، إنّ بعض الصواريخ الإيرانيّة استهدفت مرابض المدفعيّة الإسرائيليّة في مستوطنات "غلاف غزّة"

ونقلت وكالة فرانس برس عن الحرس الثوريّ الإيرانيّ، أنّ الهجوم الصاروخيّ استهدف "ثلاث قواعد عسكريّة" في محيط تلّ أبيب.

وأضاف الحرس الثوريّ الإيرانيّ في بيان آخر أنّ الهجمات استهدفت "مواقع استراتيجيّة" داخل الأراضي المحتلّة، منها قواعد جوّيّة وقواعد راداريّة و"مراكز المؤامرة والتخطيط لاغتيالات ضدّ قادة المقاومة"، وخصّ بالذكر إسماعيل هنّيّة وحسن نصر اللّه "وقادة عسكريّين في حزب اللّه والمقاومة الفلسطينيّة وقادة لحرس الثورة".

بدورها قالت مصادر لـ"العربيّ الجديد"، إنّ بعض الصواريخ الإيرانيّة استهدفت مرابض المدفعيّة الإسرائيليّة في مستوطنات "غلاف غزّة"، كما أشارت المصادر إلى استهداف الصواريخ الإيرانيّة موقعًا عسكريًّا مهمًّا لجيش الاحتلال في مدينة عسقلان المحتلّة.

وأضافت المصادر أنّ القصف الصاروخيّ استهدف محطّة الغاز البحريّة الإسرائيليّة قبالة سواحل قطاع غزّة، كما استهدف محور "نتساريم" الّذي يفصل شمال قطاع غزّة عن جنوبه. كما استهدف موقعًا عسكريًّا مهمًّا لجيش الاحتلال في مدينة عسقلان المحتلّة.

وظهر على مواقع التواصل الاجتماعيّ مقطع فيديو يظهر صاروخًا إيرانيًّا ينفجر على بعد أقلّ من كيلومتر واحد (أو 0.6 ميل) شمال غرب مقرّ الموساد في أطراف تل أبيب، وفق تحليل "سي إن إن".

وتمكّنت شبكة "سي إن إن"، من تحديد موقع الفيديو، وتبيّن أنّه صور من مبنى سكنيّ شاهق في هرتسليا، على بعد أقلّ من ثلاثة كيلومترات (1.8 ميل) من مقرّ جهاز الاستخبارات الإسرائيليّ.

وحدّدت شبكة "سي إن إن" موقع مقطع فيديو آخر يظهر تأثير الصاروخ في موقف سيّارات قريب. ويظهر في الفيديو حفرة كبيرة، وتراب من جرّاء الاصطدام يغطّي المركبات القريبة. وتقع الحفرة على بعد بضع مئات من الأمتار من مجمّع سينمائيّ.

وأظهر مقطعا فيديو جديدان عددًا من الصواريخ الإيرانيّة تضرب قاعدة نيفاتيم الجوّيّة في جنوب إسرائيل، استنادًا إلى تحليل الموقع الجغرافيّ الّذي أجرته شبكة "سي إن إن". وكانت إيران قد استهدفت القاعدة نفسها في هجوم مماثل في 13 نيسان/أبريل الماضي.

وصوّرت مقاطع الفيديو من بلدة عرعرة النقب، وهي بلدة تقع إلى الجنوب مباشرة من القاعدة الجوّيّة، في صحراء النقب. وتمكّنت شبكة "سي إن إن" من تحديد المواقع الجغرافيّة للمقاطع من خلال مطابقة المباني الّتي شوهدت في مقاطع الفيديو مع الصور الأرشيفيّة للبلدة والقاعدة الجوّيّة.

وأثناء تحرّك الكاميرا نحو السماء، يمكن رؤية عشرات الصواريخ، وهي تتساقط باتّجاه القاعدة. ويمكن سماع صفّارات الإنذار في الخلفيّة.

وبعد ذلك، في كلا الفيديوهات، يمكن رؤية صاروخ اعتراضيّ واحد ينطلق من بطّاريّة بالقرب من القاعدة قبل أن يخرج من الإطار.
ويظهر في أحد الفيديوهات برج المراقبة في القاعدة الجوّيّة، حيث بدأت الصواريخ ترتطم بالأرض وتنفجر، وبدأ الدخان يتصاعد في أنحاء القاعدة، مع سماع أصوات المزيد من الاصطدامات، وسماع المزيد من الانفجارات.

بدوره، قال قائد الأركان الإيرانيّ محمّد باقري: "الكيان الصهيونيّ ضاعف جرائمه باغتيال نصر اللّه ما جعلنا غير قادرين على التحمّل"، مضيفًا: "ضبطنا النفس منذ اغتيال هنّيّة بطلب من أميركا وأوروبا لإحلال وقف إطلاق النار في غزّة". وأكّد "ضربنا 3 قواعد جوّيّة رئيسيّة ومقرًّا للموساد في الهجوم".

وتابع قائد الأركان الإيرانيّ محمّد باقري: "استهدفنا في الهجوم قاعدة حتسريم المسؤولة عن اغتيال نصر اللّه"، وتابع: "استهدفنا في الهجوم رادارات وتجمّعًا للدبّابات وناقلات الجند في محيط غزّة".

استخدمت إيران صاروخها الفائق السرعة من طراز "فتاح1" لأول مرة خلال هجومها على إسرائيل، الثلاثاء، بحسب وكالة "مهر نيوز" الإيرانية شبه الرسمية. ويعتبر صاروخ فاتح أول صاروخ فرط صوتي يتم إنتاجه محليًا في إيران.

وكشف الجيش الإيراني عن هذا السلاح العام الماضي، قائلًا إنه قادر على السفر بسرعة تصل إلى 15 ضعف سرعة الصوت وهو قادر على "استهداف أنظمة الدفاع الصاروخي".

وقال الخبير العسكري الإيراني مرتضى الموسوي لـ"العربي الجديد"، إن مدى صواريخ "فتاح 1" يبلغ 1400 كليومتر، وهي مزوّدة برؤوس حربية قادرة على المناورة، مشيرًا إلى إنتاج إيران صواريخ "فتاح 2"، وهي النسخة الأحدث للصواريخ الباليستية الفرط صوتية ومداها يقدر بين 1800 إلى 2200 كيلومتر". 

وأضاف أن "أهم ميزة لهذه الصواريخ هي إمكانية إطلاقها من داخل السفن التجارية والغواصات والسفن الحربية ومقاتلات سوخوي 24 الروسية وإف 4 الإيرانية". وأشار الموسوي إلى أن طول صاروخ "فتاح 2" الفرط صوتي يبلغ 12 مترًا بقُطر جزئه الأول 80 سنتيمترًا وجزئه الثاني 50 سنتيمترًا، وبرأس حربي يزن 500 كيلوغرام، وبسرعة تصل نحو ستة آلاف كيلومتر في الساعة.

وأوضح الخبير الموسوي أن هذه الصواريخ قادرة على تجاوز جميع أنظمة الدفاع الجوي، سواء داخل الفضاء أو خارجه، و"لن تكون هناك تقنية حتى بعد عشرات السنوات لمواجهة هذه الصواريخ"، مؤكدًا أن هذه الصواريخ تستهدف أيضًا أنظمة الدفاع الجوي لـ"الأعداء وهي تمثل نقلة كبيرة في أجيال الصواريخ".

وقال الموسوي، إن إيران دخلت نادي دول الصواريخ الفرط صوتية في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، بعدما كشف قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة، عن أن إيران أصبحت تمتلك هذا الصاروخ، مضيفًا أن الصواريخ الفرط صوتية أو (هايبرسونيك hypersonic) هي صواريخ باليستية إيرانية تزيد سرعتها عن نحو ستة آلاف كيلومتر في الساعة، ما يعادل خمسة أضعاف سرعة الصوت.

كما استخدمت إيران صواريخ قدر، وهي صواريخ بعيدة المدى، وهو صاروخ أرض - أرض باليستي، يبلغ مداه 2000 كيلومتر. 

ويرى الموسوي أن هذا الصاروخ يعد نسخة متطورة من صاروخ شهاب 3 الإيراني، ويبلغ طوله 15.86 مترًا، وقطره 1.25 متر ويزن رأسه الحربي 700 إلى ألف كيلوغرام. 

وتبلغ سرعة صاروخ قدر نحو 9 ماخات. ويشير الموسوي في حديثه مع "العربي الجديد" إلى أن "قدر" يعمل بالوقود السائل في المرحلة الأولى، والوقود الصلب في المرحلة الثانية، قائلًا إنه قادر على التخفي عن الرادارات، ويمكن إطلاقه من منصات متحركة.

واستخدم الجيش الإيراني صاروخ عماد في استهداف دولة الاحتلال، ويصل مداه إلى 1700 كلم، وطوله إلى 5.15 أمتار وقطره 2.18 متر. يضيف الموسوي في حديثه مع "العربي الجديد" أن وزن الصاروخ يصل إلى 1750 كيلوغرامًا، مشيرًا إلى أنه صاروخ باليستي أرض- أرض، والنموذج المتطور من صاروخ قدر. 

ويؤكد أن الصاروخ يتمتع بقدرات توجيه وتحكم عالية منذ إطلاقه، ويمكنه إصابة الهدف بدقة، لافتاً إلى أن "عماد" من صنع وزارة الدفاع الإيرانية التي كشفت عنه في 5 تشرين الأول/أكتوبر 2015.