28-أكتوبر-2023
gettyimages

شكوك أمريكية في قدرة دولة الاحتلال على تحقيق أهدافها من العدوان (Getty)

في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" حشد جيش الاحتلال غالبية جنوده الاحتياط على حدود قطاع غزة، وبينما دار الحديث الإسرائيلي عن "إعادة احتلال غزة"، فإن التوجه الإسرائيلي انخفض بشكلٍ تدريجي إلى "احتلال شمال غزة"، أو القيام في عمليات مناورة مستمرة، وسط انقسامات واضحة داخل الإدارة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، حول هدف العدوان البري ومداه وموعده.

ووفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، اعتمد على مقابلات مع قادة في جيش الاحتلال ومصادر في المستويات السياسية الإسرائيلية، فإن تأجيل العدوان البري "يهدف جزئيًا إلى منح المفاوضين مزيدًا من الوقت لمحاولة تأمين إطلاق سراح بعض الأسرى في قطاع غزة". بالترافق مع عدم القدرة على التوصل إلى اتفاق حول العدوان البري.

تتحدث مصادر عسكرية إسرائيلية للصحيفة الأمريكية، عن قلق من وقوع جيش الاحتلال في "معركة حضرية مستعصية داخل غزة"

وتتحدث مصادر عسكرية إسرائيلية للصحيفة الأمريكية، عن قلق من وقوع جيش الاحتلال في "معركة حضرية مستعصية داخل غزة". ويخشى آخرون "نشوب صراع أوسع نطاقًا، حيث يقوم حزب الله، بإطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه إسرائيل". كما يدور بعض الجدل، حول تنفيذ العدوان البري ضمن عملية واحدة كبيرة، أو سلسلة من العمليات الأصغر نطاقًا، بالإضافة إلى سؤال مركزي، يصطلح عليه في الإعلام الإسرائيلي بـ"اليوم التالي"، أي ماذا بعد احتلال قطاع غزة ومن سيحكمه.

وقال عضو الكنيست عن الليكود داني دانون: "لديك حكومة ذات آراء مختلفة. قد يقول البعض إن علينا أن نبدأ، وبعد ذلك يمكننا التفكير في المرحلة التالية. لكننا كقيادة، كرجال دولة، علينا أن نحدد الأهداف، ويجب أن تكون الأهداف واضحة للغاية. لا ينبغي أن تكون غامضًا".

وفي السياق نفسه، حثت الولايات المتحدة دولة الاحتلال "على عدم التسرع في القيام بغزو بري، حتى مع تعهدها بتقديم الدعم الكامل"، وقالت الصحيفة: "بعيدًا عن الرهائن، هناك مخاوف بشأن حصيلة العملية، وعدم اليقين بشأن ما قد يعنيه على وجه التحديد تدمير حماس".

getty

وعند سؤال متحدث عسكري إسرائيلي عن الأهداف العسكرية للعملية، وتحديدًا هدف "تفكيك حماس. وكيف سيعرف الجيش أنه حقق هذا الهدف؟"، قال ريتشارد هيشت، في مؤتمر صحفي بعد أسبوع من 7 تشرين الأول/ أكتوبر: "هذا سؤال كبير، ولا أعتقد أن لدي القدرة الآن للإجابة عليه".

ووفق المصادر الإسرائيلية، فإن "مصير المحتجزين في قطاع غزة"، هو أحد الدوافع وراء تأجيل العملية، هو نقطة اتفاق بين المستوى السياسي والعسكري داخل دولة الاحتلال، فيما يدور الاختلاف حول عما "يجب فعله إذا فشلت المفاوضات".

ويشير تقرير "نيويورك تايمز"، إلّا أن قيادة الجيش الاحتلال وضعت الخطة العسكرية للعدوان البري على قطاع غزة، لكن نتنياهو رفض الموافقة عليها، ويعود ذلك جزئيًا إلى رغبته بموافقة "كابنيت الحرب" بشكلٍ كامل عليها، ويعود ذلك إلى "شعور نتنياهو بالقلق من إعطاء الضوء الأخضر من جانب واحد لأنه مع تراجع ثقة الجمهور في قيادته بالفعل، فإنه يخشى أن يتم إلقاء اللوم عليه إذا فشلت العملية".

يضاف إلى ذلك، حديث المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس"، عن قلق نتنياهو من استعداد الجيش نفسه، وليس فقط الأجهزة الاستخبارية، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى".

وبحسب الصحيفة الأمريكية "يدرس الوزراء خطة أقل طموحًا تتضمن عدة عمليات توغل محدودة تستهدف جزءًا صغيرًا من قطاع غزة في كل مرة".

وأكد التقرير الأمريكي، على "شكوك متبادلة بين الجيش ورئيس الوزراء"، لدرجة منع الجيش من تسجيل جلسات الاجتماعات. إذ يختلف نتنياهو بشكلٍ جذري مع خطط الجيش.

getty

وفي الوقت نفسه، بدأ مساعد سابق لنتنياهو حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لإطالة "أمد الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة قبل بدء أي عملية برية"، في سياق دعم توجه نتنياهو الرافض للتوجه نحو العدوان البري.

يوم أمس، تحدث الناطق باسم جيش الاحتلال عن "توسيع" للعمليات البرية، لكن المتحدث باسم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ذهب إلى أبعد من ذلك، واصفًا إياه بأنه "بداية التحول. ستشعر حماس بغضبنا الليلة"، وفق تعبيره.

رغم أن التوغلات البرية الإسرائيلية ما تزال محدودة، ولا تتجاوز الأمتار، في المنطقة الفارغة من قطاع غزة.

ووفق تقارير إعلامية غربية، فإن الولايات المتحدة طلبت تأجيل العدوان البري، لاعقتادها بأنه سيساهم في مشاركة حزب الله، وعلى هذا الأساس تحتاج إلى وقت من أجل نشر أنظمة دفاعية بالمنطقة. فيما تتحدث تقديرات أخرى، عن "قلق" قادة الجيش الأمريكي من الخطة الإسرائيلية "الغامضة" و"التفكير بالتمني بشأن مستقبل غزة على المدى الطويل"، وذلك بعد وصول قادة من الجيش الأمريكي إلى دولة الاحتلال.

عند سؤال متحدث عسكري إسرائيلي عن الأهداف العسكرية للعملية، وتحديدًا هدف "تفكيك حماس. وكيف سيعرف الجيش أنه حقق هذا الهدف؟"، قال: "هذا سؤال كبير، ولا أعتقد أن لدي القدرة الآن للإجابة عليه"

وقال ديفيد بتريوس، الجنرال الأمريكي الذي قاد القوات الأمريكية في غزو العراق وأفغانستان وأصبح بعد ذلك مديرًا لوكالة المخابرات المركزية: "من الصعب أن نتصور سياقًا أكثر تحديًا للعمليات من مدينة غزة".

كل ذلك، يأتي ضمن التفكير الأمريكي والإسرائيلي في العدوان، ويضع خارجه محنة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وانقطاعه الكامل عن التواصل الخارجي مع العالم، وانعدام دخول مساعدات إنسانية أو وقود بشكلٍ جدي تساهم في استمرار تشغيل المستشفيات أو شبكات المياه، مع استمرار القصف العدواني على القطاع.