25-سبتمبر-2024
لبنان وحزب الله

المقترح الأميركي يهدف إلى هدنة من شأنها إتاحة المجال للمفاوضات

تقود الإدارة الأميركية جهودًا للتوصل إلى اتفاق بين حزب الله وإسرائيل يوقف التصعيد الحاصل في الأسبوع الأخير، الذي أسفر عن ارتقاء أكثر من 600 شهيد لبناني، وقابله قصف واسع من حزب الله على حيفا وصفد ونهاريا وعكا، وأخيرًا على تل أبيب صباح يوم الأربعاء.

المقترح الأميركي ينص على وقف إطلاق نار مؤقت لمدة أربعة أسابيع في غزة ولبنان، وإطلاق مفاوضات مكثفة مع حزب الله وحماس للتوصل إلى اتفاق نهائي يشمل صفقة تبادل أسرى

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة، أن الاتفاق الذي تسعى إليه واشنطن يشمل إنهاء "الأعمال العدائية" في غزة ولبنان، وقد يشمل إطلاق سراح الأسرى من قطاع غزة.

وأضافت "رويترز"، نقلاً عن مصادرها، أن المبادرة المرتقبة هي الأولى التي يتم فيها ربط جبهتي غزة ولبنان في إطار حملة دبلوماسية أميركية.

وأوضح مسؤولون لبنانيون ودبلوماسيون غربيون، أن المبادرة يتم صياغتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال مسؤول لبناني للوكالة، إن حزب الله منفتح على أي تسوية بشأن غزة ولبنان.

وأوضحت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن المقترح الأميركي ينص على وقف إطلاق نار مؤقت لمدة أربعة أسابيع في غزة ولبنان، وإطلاق مفاوضات مكثفة مع حزب الله وحماس بوساطة أميركية وفرنسية، للتوصل إلى اتفاق نهائي يشمل صفقة تبادل أسرى خلال هذه الأسابيع.

ويشمل الاتفاق، بحسب القناة الـ12، تفاهمًا على تطبيق قرار 1701 الذي ينص على ابتعاد حزب الله عن الحدود بين شمال فلسطين وجنوب لبنان.

ونقلت القناة أن نتنياهو وافق على سماع المقترح الأميركي، وسيناقشه مع المسؤولين الأميركيين خلال زيارته لنيويورك، نهاية الأسبوع الحالي، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة.

وقال مصدرٌ مقربٌ من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، لصحيفة "العربي الجديد"، إنّ هناك تعويلاً كبيرًا على نجاح الجهود، في ظلّ التأكيدات الخارجية الدولية بأنها لا تريد الحرب، والتحذيرات بشأن تداعيات هذا السيناريو الذي تصفه بالكارثي.

وأكد المصدر، أن الجهود المبذولة تراعي عدم الفصل بين ملفي لبنان وغزة، وترتكز على ما تم التوصل إليه سابقًا مع المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين قبل الحرب في غزة وبعدها.

وكان نبيه بري قال في حديث للصحافيين أن لبنان "أمام 24 ساعة حاسمة في نجاح هذه المساعي أو فشلها للتوصل إلى حلول سياسية للأزمة".

وبين المصدر، أن المساعي المكثفة لا تعني أن نجاحها مرتبط بوقف إطلاق النار بشكل نهائي، فالأساس الآن تخفيف التصعيد، ومحاولة العودة إلى قواعد الاشتباك، وحصر العمليات العسكرية على الشريط الحدودي، مع استكمال المشاورات السياسية للمرحلة المقبلة، خاصة على صعيد المفاوضات غير المباشرة حول الحدود البرية، وذلك بعد وقف إطلاق النار في غزة.

وشدد المصدر، أنّ المساعي لا تعني أن لبنان تنازل عن أي من حقوقه أو مطالبه، فهناك تمسّكٌ بتطبيق كامل للقرارات الدولية على رأسها القرار 1701، على أن يلتزم به الطرفان، إلى جانب وقف جميع الخروقات الإسرائيلية، باعتبار أن العدو هو المعتدي، وتعزيز قدرات الجيش العسكرية وتوسعة انتشاره على الحدود.

وأضاف، أن هذه النقاط تم التحدث فيها مع الموفد الرئاسي الأميركي أكثر من مرّة وسمع وجهة النظر اللبنانية بشأنها.

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصدر نيابي في حزب الله قوله إن "موقف الحزب واضح وبات معروفًا ومحسومًا بأن جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة".

بينما قال مصدر دبلوماسي في السفارة الأميركية في بيروت، أن المساعي لوقف التصعيد وتجنب الحرب ستشمل المنطقة بأكملها وليس لبنان وإسرائيل فقط، مضيفًا أن واشنطن "مازالت ترى أن تفادي الحرب الشاملة يبقى ممكنًا رغم كل ما يحصل".

وبيّن المصدر لصحيفة العربي الجديد، أن هناك نقاطًا خلافية لا يمكن حلها الآن وتحتاج إلى وقت، مضيفًا أن الولايات المتحدة تسعى لإيجاد حل طويل الأمد في جنوب لبنان وشمال إسرائيل، لكن المحاولات تجري الآن للتهدئة أولاً، ثم قيام مشاورات تؤسس لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في غزة.

وأكد مسؤولون إسرائيليون لوكالة "رويترز"، وصحيفة يسرائيل هيوم، أن فرنسا تشارك في صياغة المبادرة إلى جانب الولايات المتحدة.

وبحسب مصدر سياسي تحدث لصحيفة "يسرائيل هيوم"، فإن نتنياهو أبلغ الوزراء في حكومته أنه فوض وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر لإبلاغ واشنطن أن إسرائيل مستعدة للتفاوض بشأن لبنان ووقف إطلاق نار مؤقت.

وأضافت الصحيفة، أن تل أبيب تُقدر أن احتمالات نجاح المبادرة الأميركية ضئيلة.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية "كان" عن مصدر مطلع، أن الإدارة الأميركية تحاول تطوير مسار جديد لحل سياسي في لبنان.

وقال المصدر، إن إسرائيل لا تمانع في بحث التسوية مع واشنطن، شرط أن تحقق الأمان لسكان المستوطنات قرب الحدود مع لبنان.

وقال مصدر إسرائيلي لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن المحادثات بشأن التصعيد مع حزب الله تهدف إلى إتاحة الفرصة لتسوية تمنع حربًا كبيرة.

وقال مصدرٌ إسرائيلي للصحيفة: "نقترب من مفترق طرق لاتخاذ قرارات حاسمة تحدد إلى أين تتجه الحرب".

المقترح الأميركي يهدف إلى هدنة من شأنها إتاحة المجال للمفاوضات حول اتفاق دبلوماسي أوسع نطاقًا لمنع حرب أوسع، والسماح للمدنيين النازحين بالعودة إلى منازلهم في شمال فلسطين وجنوب لبنان

وأوضح موقع "أكسيوس"، أن الإعلان عن المقترح الأميركي قد يتم في غضون ساعات، وقد بدأت المباحثات حوله بعد مكالمة هاتفية يوم الإثنين الماضي بين مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.

وأشار مصدر مطلع على المقترح إلى أن الهدف هو التوصل إلى هدنة من شأنها إتاحة المجال للمفاوضات حول اتفاق دبلوماسي أوسع نطاقًا لمنع حرب أوسع، والسماح للمدنيين النازحين بالعودة إلى منازلهم في شمال فلسطين وجنوب لبنان، وتوفير الزخم لوقف إطلاق النار في غزة وصفقة التبادل.