04-سبتمبر-2024
الضفة الغربية

تعمل 23 كتيبة من جيش الاحتلال في الضفة الغربية حاليًا

قرر جيش الاحتلال تمديد اقتحامه الكبير الذي ينفذه لمدينة جنين، ومخيم جنين، منذ ثمانية أيام، وسط تحذيرات من أن الجيش الإسرائيلي قد يضطر لتعزيز قواته العاملة في الضفة الغربية، بما في ذلك سحب قواته من قطاع غزة، قبل أن يحقق الأهداف المعلنة في الحرب.

عملية جنين كان يفترض أن تنتهي يوم الثلاثاء، لكن جيش الاحتلال قرر تمديد العملية "إلى أجل غير محدد"، وأن تستمر "ما دام يتلقى معلومات استخبارية عن بنى تحتية معادية"

وبحسب موقع "واللا"، فإن عملية جنين كان يفترض أن تنتهي يوم الثلاثاء، لكن جيش الاحتلال قرر تمديد العملية "إلى أجل غير محدد"، ما يجعل هذه العملية هي "الأوسع" منذ 22 عامًا في الضفة الغربية، خاصة مع شروع الجيش باقتحام كبير لطولكرم قبل يومين.

وبحسب وزارة الصحة، فإنه منذ بداية العملية في جنين قبل 8 أيام، بلغ عدد الشهداء 33 شهيدًا، ونحو 140 إصابة، ما يرفع حصيلة الشهداء في محافظات الضفة إلى 685 شهيدًا، ونحو 5700 جريح.

وأوضح موقع "واللا"، أن جيش الاحتلال سيواصل عمليته "ما دام يتلقى معلومات استخبارية عن بنى تحتية معادية"، وفق تعبيره.

وأضاف، أن هناك رأيًا داخل الجيش الإسرائيلي بأنه في ضوء التحذيرات المتزايدة، وفي حالة التدهور الأمني، ستكون هناك عملية أخرى واسعة النطاق في الضفة الغربية على جدول الأعمال.

وتابع: "يوجد خوف، من أنه على خلفية الكشف عن سيارات مفخخة وإطلاق نار على الطرقات، فإنه في مثل هذه الحالة لن يكون هناك مفر من نقل قوات إضافية إلى الضفة لتوسيع العمليات في مخيمات اللاجئين". وتعمل في الضفة الغربية حاليًا 23 كتيبة من جيش الاحتلال.

بدوره، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت في مقر قيادة فرقة الضفة الغربية في جيش الاحتلال: "الآن نجز عشب الإرهاب. ستأتي اللحظة التي يتعين علينا فيها اقتلاعه من جذوره".

وحذر اللواء المتقاعد يتسحاك بريك، الذي شغل سابقًا منصب قائد اللواء الجنوبي في الجيش الإسرائيلي، من أن استمرار التهديد في الضفة الغربية قد يجبر الجيش على سحب قواته من قطاع غزة، "نظرًا إلى افتقاره للموارد الكافية للقتال على جبهات متعددة".

وقال يتسحاك بريك، في مقال نشره في صحيفة "هآرتس"، إن سحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة سيؤدي إلى استعادة حركة حماس سيطرتها على غزة، سواءً في الأنفاق أو حتى فوق الأرض، و"هذا سيجعل هزيمتها أو الإطاحة بها أمرًا شبه مستحيل، خاصةً أن الأنفاق التي دمرتها إسرائيل لا تمثل سوى جزء ضئيل من العدد الإجمالي".

وأكد بريك، أن وقف إسرائيل لعملياتها العسكرية في القطاع سيفسر على أنه استسلام، و"ينبغي حينها على الحكومة الإسرائيلية التفكير في صفقة لتأمين إطلاق سراح الرهائن وإنهاء النزاع في غزة، مما قد يساعد على تفادي نشوب صراع إقليمي على عدة جبهات".

وفي استعرضه للحل الأمثل، إسرائيليًا، بخصوص التصعيد في الضفة الغربية والقتال في قطاع غزة، قال يتسحاك بريك، إن على إسرائيل الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، "ثم في فترة السلام الناتجة عن الاتفاق ستكون (إسرائيل) قادرة على إعادة بناء جيشها واقتصادها وتعزيز علاقاتها الدولية ودعم تماسكها الاجتماعي" على حد قوله.

ورفض يتسحاك بريك، الاعتقاد السائد في إسرائيل بأن الانسحاب من غزة سيقوي حماس، وسيؤدي إلى تكرار عملية السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وقال إن هذا الرأي "يعتمد على فهم غير دقيق للأوضاع في غزة".

وعلى عكس هذا الرأي، فإن يتسحاك بريك يعتقد أن استمرار النزاع سيؤدي إلى تآكل قدرات الجيش "الذي يعاني بالفعل من فقدان أرواح وإصابات يوميًا"، مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تنجح في تحقيق أهداف الحرب المعلنة، وهي القضاء على حماس، واستعادة الأسرى عبر الضغط العسكري.

استمرار التهديد في الضفة الغربية قد يجبر الجيش على سحب قواته من قطاع غزة، وهذا سيؤدي إلى استعادة حركة حماس سيطرتها على غزة

وأضاف: "إذا استمرت الغارات ذات الأهداف غير الواضحة بالوتيرة نفسها، فإن الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من الإطاحة بحماس، بل سيتعرض لانهيار واستنزاف".

يُشار إلى أنه في تقارير للقناة السابعة، وصحيفة "يسرائيل هيوم"، أفادت بأن إسرائيل تفكر بتغيير تصنيف الضفة الغربية من "ساحة ثانوية" إلى "ساحة قتال رئيسية"، في مؤشر لنية الاحتلال تنفيذ مزيد من العمليات الكبيرة على غرار جنين وطولكرم في مناطق أخرى.

وفي أول تعليق لها على عمليات الاحتلال في الضفة الغربية، قالت الخارجية الأميركية، مساء الأربعاء، إن "من حق إسرائيل شن حملة تستهدف المسلحين في الضفة الغربية، لكن عليها الالتزام بالقانون الدولي".

وادعت الخارجية الأميركية، أن واشنطن "أوضحت للإسرائيليين أن عمليتهم في الضفة يجب أن تستهدف المسلحين، وأن لا تكون عقابًا جماعيًا".