10-أكتوبر-2024
اجتماع فتح وحماس بالقاهرة

(Getty)

قال مسؤول في حركة حماس، لوكالة "رويترز"، إن قادة من الحركة وحركة فتح، ناقشوا خطط التعاون بعد الحرب على غزة، في جولة جديدة من المحادثات في القاهرة يوم الأربعاء.

وتعد هذه المحادثات الأولى منذ أن اجتماع بكين في تموز/يوليو الماضي، واتفقتا على خطوات تشكيل حكومة وحدة فلسطينية في غزة والضفة الغربية المحتلة، دون تحقيق هذه الخطوات. وقال مسؤول فلسطيني إن وفد فتح كان برئاسة الرجل الثاني في فتح محمود العالول.

وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات إنه إذا لم يُتَّفَق على حكومة وحدة، فإن الفصائل قد تحاول تشكيل لجنة لإدارة غزة والمساعدة في إدارة معابرها الحدودية.

لقاء جمع بين وفد حركة حماس ومسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، مساء الثلاثاء، قبل الاجتماع مع فتح، جرى فيه تبادل الرؤى حول مقترحات خاصة بإدارة قطاع غزّة

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن شكل ومسؤوليات اللجنة المقترحة لا تزال غير واضحة.

وأوضح مسؤولون أمنيون مصريون، إن مصر تحث الجانبين على الاتفاق على آلية لإدارة المعبر على حدودها مع غزة والمغلق منذ أيار/مايو.
وقد القاهرة ناقشت خططًا بشأن الحدود مع الولايات المتحدة، إلى جانب مفاوضات أوسع نطاقًا لوقف إطلاق النار والتي توقفت الآن.

بدورها، أكدت حركة حماس على بداية اللقاء في فتح، مشيرةً إلى أن اللقاء يخاض من جانبها في وفد من رئاسة خليل الحية.

وقال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس: إن "هذه اللقاءات تهدف لبحث العدوان على قطاع غزة والتطورات السياسية والميدانية وتوحيد الجهود والصف الوطني".

وبينما ذكرت وسائل إعلام مصرية رسمية أن الاجتماع "بحث آلية عمل اللجنة المعنية بإدارة المعابر، وملفات الصحة والإغاثة والإيواء والتنمية الاجتماعية والتعليم، في قطاع غزّة". قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، باسم نعيم، لصحيفة وموقع "العربي الجديد" إن "وفدي حركتي حماس وفتح، ناقشا في اجتماعهما بالقاهرة، اليوم الأربعاء، الموضوع الوطني في عمومه، وأهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة تمثل الكل الفلسطيني".

وحول فكرة تشكيل لجنة لإدارة أمور قطاع غزّة، قال نعيم إنها "تعتبر موضوعًا لاحقًا لتشكيل الحكومة الوطنية". 

وأكد قيادي في حركة حماس، رفض ذكر اسمه، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، "رفض الحركة تشكيل لجان لإدارة غزة"، قائلًا إن "هذا يشي بأن غزة منفصلة عن الجسم الفلسطيني، ونحن نطالب بتشكيل حكومة وطنية مشكلة من شخصيات لها خبرة وقبول لدى جميع الأطياف السياسية الفلسطينية".

وأضاف أن "الجهود التي تبذلها حماس، تأتي في سياق رفض أي مخططات إسرائيلية لفصل القطاع، وأبلغنا الجانب المصري بموقفنا من فكرة اللجنة، وأننا نؤيد تشكيل حكومة تشمل غزة والضفة"، وتابع: "ستتواصل المشاورات مع حركة فتح والأخوة المصريين للوصول إلى نتائج ملموسة خلال الجولة التي تأتي في وقت حساس للقضية الفلسطينية".

وعلمت صحيفة "العربي الجديد" أن لقاء جمع بين وفد حركة حماس ومسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، مساء الثلاثاء، قبل الاجتماع مع فتح، جرى فيه تبادل الرؤى حول مقترحات خاصة بإدارة قطاع غزّة، في وقت تتبنّى فيه حركة حماس وفصائل المقاومة بالقطاع، تشكيل حكومة (تكنوقراط) عبر إصدار مرسوم من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وبحسب معلومات "العربي الجديد"، لا يلقى مقترح تشكيل حكومة جديدة في الوقت الراهن، "ترحيبًا من السلطة الفلسطينية وحركة فتح"، كما "لا تتحمس له القاهرة، لأسباب ذات صلة بالتوقيت، الذي يحتاج إلى حلول عملية وسريعة التنفيذ على الأرض".

في المقابل، قال قيادي في حماس إن الحركة "منفتحة على كل الحلول المقترحة (الفلسطينية)، ولا تعارض وجود دور السلطة الفلسطينية، وأنها تقبل بما يقبل به الشركاء في فتح وكذلك تصورات مصرية بشأن تشغيل معبر رفح وإدارة الحدود، طالما أنها حلول فلسطينية".

وأكد أن الحركة "معنية في الوقت الراهن بإدخال المساعدات وإغاثة سكان القطاع والشروع في إعادة الإعمار". وأفاد القيادي بأن حماس "تتوقع عرقلة الحكومة الإسرائيلية أي اتفاق يجري التوصل إليه".

وقبيل انعقاد اجتماع فتح وحماس في القاهرة، أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بيانًا أعلنت فيه رفض قرار رئيس وزراء السلطة بتشكيل فريق لإعادة إعمار غزّة، وقالت إنه "يعد خروجًا عن قرارات الإجماع الوطني، التي حددت فيها مسؤولية إدارة ملف الإعمار إلى حكومة توافق وطني تُشَكَّل وطنيًا لإدارة الشأن الفلسطيني في غزة والضفة".

بدورها، قال قائد حركة حماس في الخارج خالد مشعل للتلفزيون العربي: "لا بد من تفاهم بين مجمل القوى الفلسطينية، والمصريون قدموا مشكورين أن تعالوا ندرس ما هو الشكل، وطرحوا عدة خيارات، ووافقت عليه حماس وهو حكومة وفاق وطني تشمل غزة والضفة وبالتالي تدير الوضع الفلسطيني في غزة والضفة".

وأضاف مشعل في مقابلة خاصة مع التلفزيون العربي: "واقترحنا أن تكون الحكومة من وزراء تكنوقراط، من الشخصيات ذات الكفاءة بتوافق القوى الفلسطينية، لكن بعض الأطراف لم تقبل هذه الصيغة، وحماس قبلتها؛ لأنها تريد أن تكون غزة والضفة الغربية وحدة سياسية واحدة، وبعد هذا التعطيل، قدمنا ورقة فيها بعض التعديلات، وهي كانت أرضية للنقاش مع الفصائل تتضمن إدارة وطنية محلية في غزة بالتوافق مع السلطة في رام الله، حتى نبقي على الوحدة الوطنية". 

واستمر مشعل في القول: "عندما قدمنا هذه الورقة طرحنا ذلك على الفصائل كلها بما في ذلك الإخوة في حركة فتح، وجرت لقاءات في موسكو، وفي بكين ولقاءات قبل ذلك، واليوم ما يجري في القاهرة هو لقاء ثنائي مع حركة فتح تمهيدًا لإيجاد أرضية تقرب مواقفنا لعلنا إذا توافقنا كفصيلين كبيرين، وكل شركائنا في الوطن كبار، بعد ذلك نجمع الفصائل، ونقرر اليوم التالي بعد الحرب." 

وفي هذا الملف، أفاد مشعل للتلفزيون العربي: "لا نقبل تدخلًا من أحد لا من الصهاينة ولا من غيرهم في ترتيب بيتنا الفلسطيني، ترتيب البيت فلسطيني قرار فلسطيني، نعم يساعدنا العرب مشكورين، لكن هذا قرار فلسطيني وطني محض".

وفي وقت سابق، قال القيادي في حماس باسم نعيم لـ"الترا فلسطين": "ما اُتُّفِق عليه سابقًا في موسكو وبكين والجزائر كان كافيًا؛ لأن ننطلق لتوحيد صفّنا الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستئصالي، ولكن ما زال البعض وتحديدًا في قيادة السلطة برام الله، يراهن على أوهام السلام، والمفاوضات، ولعبة الخداع الأميركية".