أكَّد محلّلون إسرائيليون، أن "إسرائيل" لم تتمكَّن من هزيمة حزب الله، وأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه لا يُلبّي الاحتياجات الإسرائيلية، ويحرم "إسرائيل" من فرصة القضاء على الحزب. جاء ذلك في مقالات منفصلة نُشرت في وسائل إعلام إسرائيلية، الأربعاء، ورصدها الترا فلسطين.
رأى يوسي منشروف، أن بمجرد انسحاب الجيش من لبنان وتسريح قوات الاحتياط، ستصبح العودة إلى حرب شاملة مع حزب الله أكثر تعقيدًا
يوسي منشروف، الباحث في شؤون إيران وحزب الله والميليشيات الشيعية، رأى في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن "إسرائيل أضاعت فرصتها الذهبية للقضاء على حزب الله"، نتيجة غياب التدابير الأمنية الحاسمة في الاتفاق التي كان من الممكن أن تقضي على فرص الحزب لإعادة بناء نفسه.
وقال يوسي منشروف: "عدم وجود منطقة أمنية تفصل بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حزب الله يعني أن التنظيم سيستعيد نشاطه قرب الحدود، مستفيدًا من دعم سكان جنوب لبنان المحليين. وكلما تمكن حزب الله، بمساعدة إيرانية مكثفة، من إعادة بناء بنيته التحتية، سيزداد الخطر على أمن إسرائيل" .
ورأى منشروف، أن بمجرد انسحاب الجيش من لبنان وتسريح قوات الاحتياط، ستصبح العودة إلى حرب شاملة مع حزب الله أكثر تعقيدًا. وقال: "كما أن غياب آلية صارمة تضمن حرية العمل لإسرائيل عند حدوث انتهاكات للاتفاق من جانب حزب الله، يعزز شعورًا واسعًا داخل إسرائيل بأن هناك فرصة ثمينة أهدرت."
من جانبه، أكد عاموس هرئيل، المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس"، أن "إسرائيل لم تتمكَّن من هزيمة حزب الله، لكنها وجَّهت له أكبر ضربة في تاريخها". واستدرك: "في ذات الوقت عانت إسرائيل كثيرًا" نتيجة ضربات الحزب.
ورأى عاموس هرئيل، أن حزب الله سيحاول التعافي، وجهوده ستبدأ فورًا، مبينًا أن الاختبار الحقيقي للاتفاق سيكون في قدرته على فرض واقع طويل الأمد، ومنع الحزب من تكرار هجماته". وأعرب هرئيل عن اعتقاده أن الترتيب الذي تم التوصل إليه سوف ينهار عاجلاً أو آجلاً، وستندلع جولة أخرى من القتال.
وزعم هرئيل، أن الخسائر التي تكبَّدها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان "أقلَّ بكثير مما كان مُقدَّرًا في السابق، كما أن الأضرار التي لحقت بالجبهة الداخلية الإسرائيلية في الشهرين الماضيين كانت عُشْرَ سيناريوهات الضرر المُعدَّة مسبقًا بواسطة نتائج الجيش.
ويؤكد رون بن يشاي، المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لن يمنع حزب الله من ترميم قدراته، "والاختبار هو الرد على المخالفة الأولى".
وطرح بن يشاي تساؤلات "جوهرية" -حسب وصفها- قال إنه تحتاج إلى إجابات واضحة، من بينها: هل سيجرؤ حزب الله على تجاوز القيود المفروضة عليه؟ وكيف يمكن تفعيل الآلية المعقدة لمراقبة الالتزام بهذه الاتفاق؟".
وأشار إلى أن الاتفاق قد يُكرر تجربة القرار الأممي رقم 1701 الذي لم ينجح في تحقيق الاستقرار بشكل كامل، مضيفًا، أن تجنّب هذا التكرار يحتاج إلى مواظبة الجيش الإسرائيلي على تقييم الوضع الميداني عند الحدود الجنوبية للبنان.
يؤكد رون بن يشاي أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لن يمنع حزب الله من ترميم قدراته
وبيّن بن يشاي، أن الاتفاق في حال نجاحه، فإنه سيضع حدًا للحرب الحاليَّة، وهذا يتيح للجيش الإسرائيلي فرصة إعادة ترتيب استراتيجياته الدفاعية على الحدود، كما أنه سيمنح الجيش المجال لتطوير منظومة استخباراتية دقيقة، تجعل من الممكن الكشف عن انتهاكات حزب الله فور وقوعها، وبالتالي التعامل مع هذه الخروقات بفاعلية عندما يكون التنظيم في أضعف حالاته، وغير قادر على الرد بشكل مؤثر.
وأعرب عن أمله في أن يؤدي الاتفاق مع حزب الله إلى عزل حركة حماس في قطاع غزة، والتوصل إلى تسوية تتيح استبدال حكم حماس بحكومة دولية أو عربية قادرة على إدارة القطاع بشكل مدني.