17-سبتمبر-2024
وتابع القول: "المناقشة التي جرت الليلة (بين الإثنين والثلاثاء) في الكابنيت، حيث تقرر أن يضاف إلى الصياغة الرسمية لأهداف الحرب عودة سكان الشمال إلى منازلهم. لن تغير شيئًا في هذا الشأن. وهذا تصريح له دلالة سياسية وإشارة تحذيرية لنصر الله، وهو يهدف بالأساس إلى مساعدة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين الموجود حاليًا في المنطقة، ويقوم بجولة دبلوماسية".

(Getty)

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "إسرائيل ستوسع أهداف حربها لتشمل عودة سكان الشمال الذين أُجْلُوا"، نتيجة الجبهة الشمالية، والمواجهة المستمرة مع حزب الله. وأضاف مكتب نتنياهو أن "القرار تم التصديق عليه خلال اجتماع ليلي لمجلس الوزراء الأمني". في تحول "له دلالة سياسية"، وفق التحليلات الإسرائيلية. 

وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمبعوث الأميركي، إن "الجيش الإسرائيلي يجب أن يكون حرًا في التصرف لإنهاء الهجمات التي يشنها حزب الله".

وأضاف: "إسرائيل تقدر وتحترم دعم الولايات المتحدة، لكنها في النهاية ستفعل ما هو ضروري للحفاظ على أمنها وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".

وكرر نتنياهو المبعوث الأميركي الرسالة نفسها التي تحدث بها أمام حكومته يوم الأحد. وقال نتنياهو: "لن يكون من الممكن إعادة سكاننا دون تغيير جذري في الوضع الأمني ​​في الشمال".

تحليل إسرائيلي: المناقشة التي جرت الليلة (بين الإثنين والثلاثاء) في الكابنيت، حيث تقرر أن يضاف إلى الصياغة الرسمية لأهداف الحرب عودة سكان الشمال إلى منازلهم. لن تغير شيئًا في هذا الشأن. وهذا تصريح له دلالة سياسية.

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن إدارة بايدن ملتزمة بالتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

وقال ميلر: "لقد أوضحنا منذ فترة طويلة أننا نعتقد أن الحل الدبلوماسي هو الطريق الصحيح والوحيد لتحقيق الهدوء في شمال إسرائيل والسماح للمواطنين الإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم".

وفي وقت سابق من يوم الإثنين، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إن "احتمال التوصل إلى اتفاق أصبح منعدمًا مع استمرار حزب الله في ربط نفسه بحماس، ورفضه إنهاء الصراع. وبالتالي، فإن السبيل الوحيد المتبقي لضمان عودة المجتمعات الشمالية في إسرائيل إلى ديارها سيكون من خلال العمل العسكري"، وفق قوله.

على مدار الأشهر الماضية، أكدت قيادات حزب الله، أنها لن توقف ما تصفها بـ"جبهة الإسناد" لغزة، إلّا عند التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة.

وقالت وزارة الأمن الإسرائيلية، في بيان إن غالانت التقى، يوم الإثنين، المبعوث الأميركي الزائر عاموس هوكشتاين لمناقشة العمليات العسكرية ضد حزب الله. وفي وقت سابق من اليوم، تحدث وزير الأمن الإسرائيلي مع نظيره الأميركي لويد أوستن، وقال إن الوقت "ينفد" للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن ينهي الصراع. وجاء تصعيد غالانت الخطابي، في ظل الحديث عن نية نتنياهو إقالته من الحكومة في ظل رفضه توسيع الحرب على الجبهة الشمالية.

وقالت مصادر إسرائيلية لصحيفة "جيروزالم بوست": إن "العملية الكبرى هذه المرة قد تكون حقيقية للغاية، والآن هي أقرب لحظة لإسرائيل للحرب الشاملة مع حزب الله منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر".

وأضافت الصحيفة: "تلقينا مؤشرات من وراء الكواليس، على المستويين السياسي والعسكري، من مصادر، والتي رغم أنها كانت في السابق تصب الماء البارد على التصريحات العامة، فإنها تشير الآن إلى أن هذه التصريحات خطيرة". مضيفةً: "كان السبب الرئيسي لعدم الدخول في حرب مع حزب الله هو تجنب الأزمة التي قد تعيق الحرب في غزة".

واستمرت الصحيفة في القول: "على الرغم من كلمات نتنياهو ونبرته التهديدية العلنية، فإن هناك سببًا رئيسيًا آخر لعدم اندلاع الحرب وهو أن رئيس الوزراء كان خائفًا في السر من عدد الإسرائيليين الذين قد يموتون من هجوم حزب الله المقدر بما يتراوح بين 6000 و8000 صاروخ يوميًا. ولكن في الخامس والعشرين من آب/أغسطس تغير كل ذلك جذريًا".

وأشارت إلى أن نتنياهو مجلس الحرب صدروا تعليمات إلى "الجيش الإسرائيلي بعدم شن حرب وقائية شاملة على حزب الله؛ لأن رئيس الوزراء، من بين أسباب أخرى، لا يزال يشعر بالقلق بشأن تأثيرها في الجبهة الداخلية الإسرائيلية".

وأوضحت: "منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يشكك نتنياهو في قدرة الجيش في المناطق التي كان الخطر الموضوعي فيها أعلى، وخلف الأبواب المغلقة كان نتنياهو مترددًا في البداية بشأن كل من الغزوات الثلاث لغزة؛ شمال غزة في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، وخانيونس في كانون الأول/ديسمبر، ورفح في أيار/مايو"، مشيرةً إلى أن حدث 25 آب/أغسطس، ساهم في تغير موقف نتنياهو.

وتشير تقارير مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست إلى أن نحو 68500 شخص خرجوا من المستوطنات الإسرائيلية، قبل حوالي عام، مع بداية حزب الله الاشتباكات مع جيش الاحتلال.

الحرب لا تبدأ في بيروت وتل أبيب

بدوره، قال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشوع: "الأيام الحالية مثيرة حقًا، من تلك التي سنتذكرها في قصص الحرب. وهكذا كانت المناقشات أمس في مجلس الوزراء، وكذلك المناقشات في الغرف المغلقة. وحتى لو لم يتمكن نتنياهو من العمل مع غالانت، وكان الاثنان حقًا لا يستطيعان ذلك، فإن استبدال وزير الأمن الآن يشكل خطرًا حقيقيًا، خاصة إذا كان نتنياهو يريد حقًا تغيير الوضع في الشمال".

وأشار إلى أن المرشح جدعون ساعر، لوزارة الأمن، ليس خبيرًا في الجيش، ولم يكن جنرالًا سابقًا، ويحتاج إلى وقت من أجل أداء هذا الدور. ومع ذلك، يوضح: "في دائرة نتنياهو يعتقدون ببساطة أن الحكومة هي التي تدير الحرب حتى الآن، وليس وزير الأمن".

وتحدث يهوشوع عن تغيير غالانت من موقفه من الحرب على لبنان، قائلًا: "لعل الواقع السياسي هو الذي دفع إلى ذلك". مشيرًا إلى أن الوسيط الأميركي الذي زار إسرائيل، أوضح معارضة بلاده للحرب على لبنان قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، فيما يتزايد دعم الحرب داخل الجيش الإسرائيلي.

وأشار المعلق العسكري في "يديعوت أحرونوت"، إلى أن هناك احتمالية في الجيش الإسرائيلي إلى تنفيذ عملية محدودة في جنوب لبنان، مستدركًا: "ليس من المؤكد أن الرئيس الأميركي المنتخب سيدعم هذه الخطوة. وهناك حجة أخرى: نحن على أبواب الشتاء، ولا نريد أن نغرق في الوحل اللبناني".

وقال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي: "هناك حاليًا فرصة سانحة - قبل الانتخابات الأميركية والشتاء الذي سيأتي بعد قليل. إذا لم نفعل ذلك الآن، فلن نتمكن من إعادة السكان في المستقبل المنظور".

وحول تأجيل الحرب إلى عدة سنوات من أجل إعداد الجيش الإسرائيلي، قال المسؤول العسكري: إن "حزب الله سوف يتطور بسرعة أكبر، سيستغرق الأمر منا ستة أشهر من لحظة اتخاذ القرار، حتى ننتج صاروخًا واحدًا دقيقًا، وسيكلفنا الملايين أيضًا. إيران، بمصانع الطائرات بدون طيار، تبني بسرعة ورخيصة. إن فكرة أنه إذا كان هناك تأخير لمدة عامين، فسنعزز أكثر منهم - هي مزحة".

وختم بالقول: "الحرب لا تبدأ في بيروت وتل أبيب. لديها سلالم توقف. حتى لو أطلقت البداية، فمن المحتمل أن يتحرك الأمريكيون بسرعة لإيقافها، وربما لمنعها من البدء على الإطلاق".

من جانبه، قال معلق الشؤون العسكرية في "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي: "هناك اعتباران يدفعان إسرائيل إلى تأخير الحملة ضد حزب الله. الأول هو ضرورة التعبئة الاحتياطية الكاملة، وهو أمر من المشكوك فيه أن يلبيه الجمهور في هذه المرحلة. أما السبب الثاني ـ والرئيسي ـ فهو معارضة الإدارة الديمقراطية، التي تخشى اندلاع حرب إقليمية وخسارة الناخبين المؤيدين للفلسطينيين".

وأشار إلى أن قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال: "يضغط منذ عدة أسابيع على هيئة الأركان العامة ووزير الأمن للسماح له بخوض حملة عسكرية، والجواب الذي يتلقاه هو أن المستوى السياسي لا يزال غير موافق على ذلك كما صرح هليفي علنًا أن الاستعدادات للحملة في لبنان قد اكتملت، وأنهم في انتظار القرار".

وأوضح: "الرأي السائد في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو أنه لا جدوى من محاولة اختزال التحرك إلى "حملة محدودة" تقتصر فقط على إنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان، لأن مثل هذا التحرك لا يضمن استسلام حزب الله. وإذا توقف الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، وأعاد إنشاء منطقة أمنية بمواقع عسكرية، فإنه سيسمح لحزب الله ببدء حرب استنزاف دموية مثل تلك التي شنت في الفترة 1985-2000".

متابعًا القول: "لذلك، تعتقد المؤسسة الأمنية أنه من الأفضل الشروع في حملة كبيرة تتعامل بشكل شامل مع التهديد وتغير بشكل جذري ميزان الردع الذي أُنْشِئ على مر السنين بين حزب الله وإسرائيل. وقدم الجيش الإسرائيلي إلى المستوى السياسي عدة خطط ذات مجالات مختلفة، وهي مدرجة على جدول أعمال المباحثات الأمنية التي جرت في الأيام القليلة الماضية بقيادة نتنياهو وغالانت".

وتابع القول: "المناقشة التي جرت الليلة (بين الإثنين والثلاثاء) في الكابنيت، حيث تقرر أن يضاف إلى الصياغة الرسمية لأهداف الحرب عودة سكان الشمال إلى منازلهم. لن تغير شيئًا في هذا الشأن. وهذا تصريح له دلالة سياسية وإشارة تحذيرية لنصر الله، وهو يهدف بالأساس إلى مساعدة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين الموجود حاليًا في المنطقة، ويقوم بجولة دبلوماسية".