دعوات إسبانيّة لنقاش أوروبي حول مشاركة "إسرائيل" في "يوروفيجن" بسبب حرب غزة

رفض اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأوروبي، دعوة من إسبانيا لعقد نقاش مفتوح حول مشاركة "إسرائيل" في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) التي تقام في أيار/ مايو هذا العام، بمدينة بازل السويسرية، وسط الحرب المستمرة على قطاع غزة.

طالبت إسبانيا بعقد نقاش عاجل حول مشاركة إسرائيل في "يوروفيجن" القادم، بسبب الحرب في غزة والانتهاكات الإنسانية

وكشفت الإذاعة الإسرائيليّة العامة أن البث الإسباني الرسمي وجّه دعوة إلى شركائه الأوروبيين في مسابقة "يوروفيجن" لعقد نقاش طارئ، بهدف بحث مسألة استمرار مشاركة "إسرائيل" في النسخة المقبلة من المهرجان الغنائي.

وبحسب ما نقلته الإذاعة، فإن رئيس البث الإسباني، خوسيه بابلو لوبيز، أشار إلى أن هذا التوجّه جاء ردًا على "مخاوف شديدة عبّرت عنها منظمات المجتمع المدني في إسبانيا إزاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة". وأضاف: "المطلوب حاليًا هو فتح حوار جادّ داخل منظومة البثّ الأوروبية، من منطلق مسؤولية أخلاقية تتجاوز الطابع الفني البحت للمسابقة".

وفي وقت سابق هذا العام، قدم حزب سياسي يساري في إسبانيا عريضة إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية تحث اتحاد الإذاعات الأوروبية على استبعاد "إسرائيل" من المنافسة، مشيرًا إلى الحرب في غزة كسبب رئيس. 

وتأتي هذه الدعوة في وقت تتسع فيه الدعوات داخل أوروبا لمراجعة مشاركة "إسرائيل" في الفعاليات الثقافية الدولية، في ظل تواصل العمليات العسكرية في غزة منذ السابع من أكتوبر، والتي أثارت استياءً شعبيًا ورسميًا واسعًا في عدد من الدول الأوروبية.

ومن المقرر أن تمثّل يوفال رافائيل "إسرائيل" في مسابقة الأغنية الأوروبيّة هذا العام، بتقديمها أغنية "يوم جديد سيشرق" من أداء يوفال رافائيل، التي أصدرت "قناة كان". 
 

وإسبانيا واحدة من "الخمسة الكبار" في مسابقة "يوروفيجن"، والتي تضم أيضًا بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، وإيطاليا، وهي الدول التي تتأهل مباشرة إلى النهائيات، وتتمتّع بنفوذ مؤثر في آليات تنظيم الحدث وتمويله، ما يمنح موقفها ثقلاً سياسيًا وإعلاميًا إضافيًا.

واتسم موقف إسبانيا من الحرب الإسرائيليّة على غزة بلهجة ناقدة وشديدة اللهجة تجاه "إسرائيل"، إذ اعتبرت الحكومة الإسبانية، مرارًا، أن ما يحدث في القطاع يشكّل "انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي ولقيم حقوق الإنسان".

إسبانيا تطالب أوروبا بربط الفعاليات الثقافيّة بحقوق الإنسان  

ويُستعاد في هذا السياق تصريح وزير الثقافة الإسباني إرنست أورتاسون، الذي عبّر عن رفض بلاده لمشاركة "إسرائيل" في نسخة المسابقة السابقة التي استضافتها مدينة مالمو السويدية، حين قال إنّ "ملايين الناس شعروا بالخجل لأن مهرجانًا مثل يوروفيجن يُستغل لتلميع جرائم إبادة جماعية ترتكب على مرأى العالم"، على حد تعبيره.

ويُفهم من مجمل التحركات الأخيرة أن إسبانيا تحاول حثّ المنظومة الأوروبية على عدم فصل الثقافة عن الأخلاق، خصوصًا حين تتحوّل المنصات الفنية إلى واجهات سياسية ضمن صراعات دامية.

وتتعرّض الجهة المنظمة للمسابقة، وهي اتحاد البث الأوروبي (EBU)، لضغوط متزايدة من قبل منظمات حقوقية وناشطين في المجال الثقافي يطالبون بمنع استخدام الفعاليات الفنية كأداة سياسية لتجميل انتهاكات حقوق الإنسان.