تتواصل معاناة أهالي لبنان، بعد عام من حرب الإسرائيلية، وحوالي شهرين من التصعيد الإسرائيلي الكبير، رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، صباح اليوم الأربعاء.
وقال يان إيجلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، إنه على الرغم من وقف إطلاق النار الذي بدأ صباح اليوم، فإن الأزمة الإنسانية لا تزال قائمة في لبنان. وأضاف أن وقف إطلاق النار "سيكون بمثابة لحظة ارتياح للعائلات التي التقيتها مؤخرًا في لبنان، وللملايين في مختلف أنحاء البلاد، ولكن هذه الراحة يجب أن تكون دائمة".
أصدرت لجنة الإنقاذ الدولية تنبيهًا يدعو إلى زيادة المساعدات الإنسانية المقدمة إلى لبنان بشكل عاجل
وأشار إلى أنه "لن يكون لدى العديد من هؤلاء منازل يعودون إليها، ولن يكون لديهم مدارس لأطفالهم، وستدمر سبل عيشهم. ولابد من إعطاء الأولوية لرفاهية الأطفال وأسرهم في هذه الرحلة الطويلة نحو التعافي". واستمر في القول: "لقد حان الوقت الآن لوقف القتال في غزة أيضًا. ولا ينبغي لوقف إطلاق النار في لبنان أن يؤدي إلى أي تصعيد آخر هناك أو في أي مكان آخر".
وفي سياق آخر، تم تحذير السكان العائدين إلى منازلهم في لبنان من المخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة. وقالت الهيئة العقارية اللبنانية في بيان لها إن "أجمل شيء" هو أن يتمكن الأشخاص الذين أجبروا على ترك منازلهم بسبب الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان من العودة، لكنها حذرت من "مخلفات الحرب وما قد يتركه العدو خلفه من متفجرات أو أسلحة أو قنابل عنقودية أو ألغام أو أجسام غريبة ألقيت بين الأحياء والمنازل وتشكل خطرًا على المواطنين والأطفال".
اللبنانيون يعودون إلى بيوتهم في الضاحية الجنوبية وسط دمار كبير خلفته الغارات الإسرائيلية.. كاميرا التلفزيون العربي تنقل المشهد
تقرير: محمد شبارو@mchebaro pic.twitter.com/6zdKXDarvx— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 27, 2024
بدوره، قال الصليب الأحمر البريطاني إنه يرحب بالأنباء عن وقف إطلاق النار في لبنان، لكنه قال إن "هناك تحديات تنتظرنا". وفي تصريح له، قال غابرييل كارلسون، مدير منطقة الشرق الأوسط في الصليب الأحمر البريطاني: "يتعين علينا الآن أن نركز على التحديات الهائلة التي يواجهها مئات الآلاف من الناس الذين انقلبت حياتهم رأسًا على عقب وفروا من ديارهم. وسوف يعود العديد منهم إلى المناطق التي تضررت بشدة بسبب الصراع، وغالبًا ما يكونون غير قادرين على الوصول إلى الخدمات الأساسية. ومع حلول فصل الشتاء فإن الظروف الجوية القاسية سوف تزيد من معاناتهم". وحث البيان الأشخاص الذين يريدون المساعدة على تقديم التبرعات إلى ندائها بشأن غزة، حيث يتم توجيه الأموال إلى جميع أنحاء المنطقة.
شوارع بأكملها تدمرت وأضرار واسعة في مختلف الأبنية.. كاميرا التلفزيون العربي توثق حجم الدمار ببلدة قانا في قضاء صور جنوبي لبنان
تقرير: صابر أيوب pic.twitter.com/LfMOYtfO9m— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 27, 2024
وأصدرت لجنة الإنقاذ الدولية أيضًا تنبيهًا يدعو إلى زيادة المساعدات الإنسانية المقدمة إلى لبنان بشكل عاجل. وقال خوان غابرييل ويلز، مدير اللجنة الدولية للإنقاذ في لبنان: "لقد دُمر أكثر من مائة ألف منزل جزئيًا أو كليًا في جنوب لبنان والبقاع وبيروت، مما ترك آلاف الأسر بلا مكان آمن للعودة إليه. ومن الأهمية بمكان أن يستثمر المجتمع الدولي الآن أيضًا في تعافي لبنان. ولا تقتصر هذه الجهود على إعادة بناء البنية الأساسية فحسب؛ بل إنها ضرورية أيضًا لاستعادة الكرامة والأمل للأسر التي فقدت كل شيء".
"إن شاء الله ترجع أحلى وأحلى".. مشاعر متناقضة بين النازحين اللبنانيين، فرحة بوقف إطلاق النار وحزن على الدمار الواسع#أنا_العربي @AnaAlarabytv pic.twitter.com/EkVSBHjxvi
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 27, 2024
بدورها، أشارت مراسلة التلفزيون العربي، إلى أنها دخلت بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان، مؤكدةً أن الدمار في البلدة، ينتشر بشكلٍ كبير، نتيجة القصف الإسرائيلي الواسع على البلدة، وهذه حالة تنطبق على معظم بلدات وقرى الحافة الأمامية في جنوب لبنان. بينما يواصل جيش الاحتلال إطلاق النار على من يعود إلى بعض القرى اللبنانية.
وفي سياق متصل، قال النازح من زوطر الغربية (قضاء صور) طارق بو زيد لـ"العربي الجديد": "نزحنا إلى مدينة صيدا وأقمنا في أحد مراكز النزوح منذ شهرين وأكثر. واليوم، بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار، حزمنا أمتعتنا من أجل العودة إلى بيوتنا. مهما كانت المعاملة في المراكز جيدة، فلا أجمل من وجود الإنسان في بيته. نشعر اليوم بسعادة كبيرة بسبب عودتنا إلى بيوتنا". وفي ما يتعلق بالتهديدات الجديدة للناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، فيقول: "حتى لو كان بيتنا مدمرًا، سنرجع ولو أقمنا تحت شجرة الزيتون. نسلم أرواحنا إلى الله. لا تخيفنا كل تلك التحذيرات، بيوتنا إن كانت تدمرت فهي فداء للمقاومة، ونحن سنعود إلى بيوتنا". يضيف أن "كرامة الإنسان هي في بقائه في بلده وفي بيته. البيوت تعوّض وما لا يعوض هو الكرامة".