طفلة في خانيونس اسمها روزالينا، كان قد التقط لها المصور محمود أبو حامدة صورة، وهي تبكي بحرقة لعدم تمكنها من الحصول على قطعة بيتزا في فعالية لتوزيع بهجة تلك الفطيرة على الأطفال.
حينها "انهمرت من عيونها كل كلمات العتاب"؛ تبعًا لوصف ملتقط الصورة التي حظيت بتفاعل واسع، ما دفعه للعودة إلى المكان والبحث عن "روزالينا"، وقد وجدها.
وجود الطهاة في هذا الوقت بين أفراد المجتمع، خاصة النازحين في المخيمات ومدارس الإيواء، يترك تأثيرًا كبيرًا على الجانب النفسي للناس
الشيف محمد العمارين تحمّس بدوره، لتحضير البيتزا للطفلة، وسمح لها بمشاركته في بعض مراحل التحضير، وكم بدت فرِحةً حين تناولتها.
ولاحقًا، نشر أبو حامدة في صفحته الشخصية في إنستغرام: "بيتزا نظيفة وشهية في مثل هذه الظروف القاسية، هذه رفاهية غير متاحة لدى طفلة تمثل واحدة من آلاف الأطفال الذين يعيشون حياة صعبة جراء الحرب".
الطاهي الشاب محمد العمارين، منذ شهور طويلة وهو لا يمنح نفسه راحة مع فريقه من أجل طهي الطعام للنازحين الجياع في مخيماتهم لا سيما الأطفال، الذين يعانون بسبب النقص الحاد في الغذاء ويكافحون من أجل الحصول على طبق طعام.
ينخّل العمارين الطحين بحب، ويعجن بهمة، فيما تتراقص بين يديه قطعة العجين الدائرية بفرح ومهارة وكأنها لعبة، هو الذي اختار أن يتذوق لذة العطاء بجبر خاطر هؤلاء المحزونين، في توجّه لُوحظ أخيرًا لعدد من الطهاة بهدف دعم النازحين.
قبل الحرب كان يعمل في مطعم الطابون، وهو من أشهر مطاعم البيتزا في قطاع غزة، الذي لم تتراجع جودته على مر السنين، ولن يُمحى من الذاكرة مشهد الناس، وهم يصطفون في طوابير على أبوابه في الأعياد من أجل تناول بيتزا تتنوع بين الخضار والذرة والمارجريتا والدجاج والتونة وغيرها، وفي كل المكونات ذوبان الجبن الساحر قاسم مشترك.
يقول العمارين لـ"الترا فلسطين": "أردت تحقيق حلمي بافتتاح مطعم خاص بي، وكنت قبل الحرب قد بدأت العمل على هذا الحلم لتحويله إلى حقيقة، بذلت قصارى جهدي ليل نهار، لكن في يوم واحد تحطّم كل شي".
نزح الطاهي مع عائلته من غزة بعد أن نالت المنطقة التي يقطنها حظها الوافر من القصف العنيف والجوع والحصار، متجهين إلى الجنوب، بحثًا عن الأمان والطعام.
ويسترسل في حديثه: "دمّر الاحتلال مصدر رزقنا، وكل ما نملك، لم يعد لدينا أيّ خيار سوى النزوح، المشهد قاسٍ، أن يترك المرء بيته ويُلقى به مع أطفاله في الشارع في أشهر يهطل فيها المطر بين الحين والآخر".
مَهمة محفوفة بالمتاعب
مرت مدة وجيزة، وأخذ محمد يشعر بالشوق إلى عمله وشغفه في صنع الطعام، في البداية كان يساعد أسرته في هذا الجانب، وينشر فيديوهات قصيرة أثناء إعداد الطعام على النار، "كل التفاصيل صعبة، ومع هذا كنت أستمتع جدًا".
في ذلك الوقت، راودته فكرة تحضير الطعام للنازحين في الخيام، يقول: "بمشقة بالغة تمكنت من الحصول على الدعم اللازمة لهذه المهمة، من مؤسسة إيطالية مثلّت لنا سفينة النجاة في هذه الأوضاع".
ويقرّ محمد أنه شعر في البداية بالرهبة من طبخ كميات كبيرة لعدد هائل من النازحين، إلا أن الأمر استحق التجربة من وجهة نظره.
ويذكر السبب: "الناس بعد الحرب يعانون الأمرّين جرّاء الفقر المدقع والجوع والإعاقات بأنواعها، وكثير منهم باتوا يلجؤون تمامًا لهذه الوجبات اليومية"، معتبرًا أن توجه عدد من الطهاة في الآونة الأخيرة إلى إعداد الطعام الجماعي يزيد من منسوب الأمل لدى الناس ويترك أثرًا إيجابيًا".
ويعقب: "بدت المحاولة مشجعة على المواصلة، لذا انطلقتُ في تكوين فريق للعمل معي، لديه مهارات مسبقة في الطهي في مطاعم غزة".
وعن أهم التحديات التي واجهته في الطبخ، يخبرنا أن توفير مواد الطهي وشراءها كان صعبًا، مضيفًا: "ارتفعت الأسعار ارتفاعًا جنونيًا في الحرب، كما أن التنّقل من مكان لآخر مغامرة بحد ذاتها، بسبب القصف المستمر والمجازر المروعة التي ترتكب يوميًا، ونقطة أخرى لا تقل أهمية، أنّ الحصول على الدعم اللازم بات متعثّرًا جرّاء فرض القيود على البنوك والحسابات البنكية في غزة، خاصة أن هناك من يرغبون في تقديم الدعم، ولكن طرق الحصول على أيّ مساعدة محفوف بالمتاعب".
وكاد محمد يفقد حياته عدة مرات في أثناء تأدية عمله، ويحكي لنا عن أشدها رعبًا: "في مواصي رفح التي ادعى الاحتلال أنها "آمنة"، كنا قد طهونا الطعام، وبينما كنا نقوم بالتوزيع، شنّ الاحتلال عدة غارات مزلزلة مع قذائف مدفعية أغرقت المنطقة تمامًا، لقد نجونا بمعجزة".
وعن المواد الغذائية التي يعتمد عليها العمارين في وجبات الطعام التي يقدمها، يفيد أن البقوليات بأنواعها في بداية الحرب كانت أساسية، وأيضًا المعكرونة، بينما ارتفعت أسعار الأرز في السوق، هذا إن وجد، وحينها كان يسارع إلى تقديمه في وجبات متنوعة مع الدجاج.
ومن جهته، يصف شعور الأطفال ما أن يروا أطباق الطعام: "فرحتهم في تلك اللحظة لا توصف، ردة فعل الصغار عادةً تأخذ شكل صرخات وضحكات، وأحيانًا يبكي بعض منهم إن نفد الطعام قبل أن يحصلوا على القليل منه، أحاول طهي أكبر كمية ممكنة ليأكل الجميع، وجلب الدعم اللازم".
وبخصوص أصناف الطعام التي تسعد الأطفال: "تغير الطعام من العدس والبقوليات الى الأرز والدجاج، وأخيرًا إلى حفلات البيتزا، هذا ساهم كثيرًا في رسم السعادة على وجوههم، وإبقاء الأمل في قلوبهم بأنهم ليسوا وحدهم، وأن هناك من يهتم بهم".
وبطبيعة الحال، جودة البيتزا التي يحضرّها محمد ليست كما كانت عليه قبل الحرب، بسبب الافتقار لأنواع معينة من الدقيق ومكونات أخرى تضفي لها نكهة أشهى، إلا أنها "جيدة إلى حد ما، بل تعد رائعة مقارنة بأصناف الطعام المتوفرة" كما يقول.
الحرب لم تسحق الطموح
ذكريات لطيفة على مدار سنوات تربط الغزيين بمطعم الطابون الذي يشتهر بالبيتزا على وجه الخصوص، وهذا الجانب لعب دورًا في مساعدة الشيف محمد للوصول إلى قلوب النازحين، خاصة أنه كان معروفًا ومحبوبًا في نطاق عمله.
وكم يشتاق لتلك الأيام، ويتمنى لو أنّ الزمن يعود للخلف ليمارس طقوسه المحببة، يوضح بقوله: "كانت تنتابني السعادة كلّما لامست الدقيق، وكلما طوّرتُ وحسّنت في العجين ولو قليلاً، حقًا أفتقد هذا الشعور وأحاول تعويضه".
وينظر لهذه التجربة بعينٍ راضية، إذ صُقلت لديه مهارات جديدة، منها العمل تحت أشدّ درجات الضغط ولأيام متتالية؛ دون الحصول ولو على القليل من الراحة، في سبيل تقديم المساعدة للنازحين قدر المستطاع، كما أنه بفضل التجربة كوّن علاقات كثيرة، وفقاً لكلامه.
وفي كل مرة يطهو محمد مع فريقه يزور محمد مخيمات نزوح جديدة، حيث يعمل طوال الأسبوع دون توقف، فحسب رأيه أن "الأوضاع المأساوية لا تتحمل أيّ إجازات أو تأجيل".
وقد نزح العمارين نحو ست مرات إلى مناطق مختلفة، وكانت في كلّ مرة أصعب من التي قبلها، وما يزيد الأمر تعقيدًا هو نقل أدوات المطبخ في هذه الظروف، فضلًا عن نقل الخيام، حيث يستدعي ذلك شاحنات كبيرة، وتكاليف عالية، وتوفير مساحات واسعة، كل ذلك وسط مجابهة الأخطار.
وفيما يخص ظاهرة استغلال التجار والعبث بالأسعار، فإنها تثير غضبه بلا شك، واصفًا هذا السلوك بـ "المخزي"، مردفًا بالقول: "يتلاعب تجار الوطن بأبناء شعبهم في أيام لم نعهدها من قبل، شيء لا يصدق، ومع هذا لم تنل تلك الأفاعيل من عزيمتنا، ومضينا قدمًا لتقديم المزيد، فكلاهما موجود، السيئ والخيّر".
لكن شعور العجز يهاجمه أحيانًا كلّما لمح أطفالًا أيتامًا صار الشارع مأواهم، يفترسهم الجوع والخوف والحرمان، ومنهم من أصبح عاجزًا وفقد بعض أطرافه، إلا أنّه يحاول المواصلة حتى يقاوم عجزه، من أجل هؤلاء الأطفال، وأبناء شعبه، حسب قوله. وحتى بعد انتهاء الحرب، يؤكد أنه سيواصل مهمته في طهي الطعام بحب لمن يحتاجه، وبكل ما أوتي من طاقة، باعتبار ما يفعله "واجب أخلاقي وديني".
ويضيف: "لم يتوقف طموحي في تطوير مهاراتي في الطهي، سعيت دائمًا لكسب مزيد من الخبرات والالتحاق بالدورات التدريبية، ومن أهمها تلك التي التحقتُ بها في إيطاليا، على يد أشهر الطهاة الإيطاليين وهو الشيف باسكيلانو". ويختم حديثه: "مهما طالت الحرب واشتد الدمار والقتل، لن يُقتل الأمل في داخلي بأن أصبح من أشهر وأفضل طهاة العالم ذات يوم".
كلمة "لحمة" بريق سماوي
عُرف محمود أبو حامدة بقدرة صوره على خلق "هوية بصرية احترافية"، كانت حياته قبل الحرب، يملؤها الشغف بفنون تصوير الطعام والمنتجات عمومًا، ملتقطًا آلاف الصور لمختلف الأصناف. ويقول: "بعد 7 أكتوبر تغير الحال، الطعام الذي كنت أحب رؤيته في أجمل صورة، أصبح يُعد ويصنع على الأرض في صورة تقشعر لها الأبدان، وتؤذي القلب قبل العين".
يضيف أبو حامدة لـ "الترا فلسطين": "في كل طبق معدّ بعناية، وكل منتج صُنع بدقة كنت أجد فرصة لالتقاط لحظات من الجمال تخاطب العين قبل الذوق، ولطالما عملت بجد لما يتجاوز عشر سنوات، على تجسيد التفاصيل الدقيقة والإضاءات المثالية، حتى تنبض الصور بالحياة وتجذب الأنظار، خاصة لمجتمعات الطهي والإبداع".
لكن مع اندلاع الحرب، غيرّ مسار عدسته جذريًا، وفق حديثه، من تسليط الضوء على الجمال الفني إلى توثيق الألم والدمار، وتوثيق حياة الناس وسط الفوضى والمعاناة، موضحًا: "لم يعد تصوير الطعام والمنتجات أولوية مع الظروف القاسية، بل أصبحت أبحث عن لحظات الصمود والأمل في عيون من حولي، في تفاصيل الحياة اليومية التي لم تتوقف رغم كل شيء، لقد عمّقتُ ارتباطي بالتصوير الذي أضحى أداةً لرواية القصص، وإيصال صوت من لا صوت له".
وفيما يخص مبادرة العمارين لإطعام النازحين، يقول: "وجد الشيف محمد في الأزمة فرصة للعطاء، مكرّسًا خبراته في تحضير البيتزا والمعجنات لخدمة النازحين، صانعًا لحظة دفء وأمل في كل وجبة يحضرها، وقد تمكّن من اقتناص فرصة لرسم الابتسامة وسط الألم، واستعادة نكهة الحياة رغم قسوة ما يحدث".
ويشرح: "أشعر بفرحة عارمة حين أقابل أيّ شخص له علاقة بمهنة الطبخ لأكثر من سبب، الأول أنه لا يزال هذا الطاهي على قيد الحياة، أما السبب الآخر، فهو إذا كان ما يزال يعمل في مكان يقدم فيه خبرته في إعداد الطعام، فهذا يعزز الشعور بالفرحة، لأنه يمثل استمرارًا للأمل والحياة رغم كل التحديات".
ويرى أن استمرار أيّ من الطهاة في ممارسة مهنته في هذه الظروف "هو بمثابة رسالة صمود وإصرار على أن الحياة يمكن أن تستمر، وأن الأمل يبقى حيًا في كل طبق يُعد، وفي كل ابتسامة تُرسم على وجوه من يتناولون الطعام"، مشيرًا إلى أن دعوة أبناء المجتمع لتكوين صورة مشرقة من جديد هي عنوان أيّ رسالة يوجهها للعاملين في مجال الطبخ.
ومن وجهة نظره، أن وجود الطهاة في هذا الوقت بين أفراد المجتمع، خاصة النازحين في المخيمات ومدارس الإيواء، يترك تأثيرًا كبيرًا على الجانب النفسي للناس.
ويشرح فكرته: "حضور الطاهي وتفاعله مع الآخرين يمنحهم شعورًا بعودة جزء من عبق الماضي ونكهات الأطعمة اللذيذة التي يفتقدونها، مثل البيتزا وغيرها من الأطباق المفضلة، والتأثير النفسي يبدو أكثر وضوحًا عند الأطفال، حيث السعادة الغامرة تظهر عند تناولهم للطعام اللذيذ أو المحبب لهم".
يصف محمود مشهد الأطفال بعد حصولهم على الطعام: "تسبق ابتساماتهم لحظات من الغضب والتدافع بينهم، في محاولة للحصول على ذلك الطبق، تلك اللحظات التي تتجلى فيها المعاناة ترّسخ في ذهني صورة عميقة للقهر الذي يمرّ به هؤلاء الأطفال، حيث أصبحت أبسط حقوقهم ميدانًا للنضال، كل ابتسامة تحمل في طياتها قصة من الألم والكفاح، وتذكّرني بأن الواقع الذي أعيشه وأوثّقه ليس مجرد صور، بل هو جزء من معركة يومية للبقاء".
وعند تصويره توزيع الطعام تحديدًا يواجه عشرات المواقف: "يكون الطعام غالبًا في قدور كبيرة، ويأتي الأطفال ليبادروني بسؤال: "شو طابخين..لحمة؟". وعندما يسمعون كلمة "لحمة"، أرى بريقًا سماويًا في عيونهم، كأنها أمنية تحققت لهم".
ويضيف: "في تلك اللحظات، يخالجني شعور مفاجئ ومؤلم، كيف تحولت هذه المدينة، بأحلامها وبراعمها وأطفالها، إلى هذا الحال! بدلاً من أن ينشغل الأطفال بالدراسة، والهوايات، واللعب، وكل ما هو جميل، باتت أسئلتهم تدور حول نوعية الطعام، هذا التحول في اهتماماتهم يعكس حجم المأساة التي يعيشونها، حيث أصبحت أبسط متطلبات الحياة مثل الطعام حلمًا، وغدت الفرحة مرتبطة بلقمة قد لا تتوفر دائمًا".
الطعام اليوم "أذية بصرية"
يذكر المصور أبو حامدة أن الطهاة أو القائمين على التكيات التي تقدم الطعام، يجدون صعوبة بالغة في الحصول على المواد الخام اللازمة لإعداد وطهي الطعام، وحتى المواد المتوفرة لا تكون بالجودة المطلوبة، بل "تمشاية حال"، وفق تعبيره.
ويشير إلى أن التحديات أمام الطهاة، تكمن في توفير الموارد وارتفاع أسعارها إن وُجدت، ما يزيد من صعوبة مواصلة تقديم الطعام للمحتاجين.
يقول محمود: "أحيانًا أتخيل نفسي وأنا ألتقط صورًا للبيتزا، التي ربما تكون من أكثر الأصناف التي أبدعت في تصويرها على مر السنين".
قبل الحرب، كان لدى محمود غرفة مخصصة للتصوير في منزله بغزة، وهي بمثابة استوديو مجهز بأدوات ومعدات عدة خاصة بتصوير الطعام والمنتجات، إضافة إلى عشرات الأطباق بمختلف الأشكال والألوان، حيث تضم كل ما يلزم لإنتاج لقطات فنية جذابة.
كانت الغرفة ملاذه للإبداع والتفكير، يقضي فيها ساعات طويلة في تنظيم الأطباق وتجربة زوايا الإضاءة ليظفر بلقطات مثالية.
ويزيد بالقول: "في السابق، كنت أركز كثيرًا على أصغر التفاصيل، لتحقيق نتائج تلهم العين وتخطف الأنظار (....) كان تصوير الطعام عندي عبارة عن إبداع يلامس الحواس ويعكس الجمال في كل لقطة".
مستدركًا: "اليوم، أصبح المشهد مختلفًا تمامًا، ما كان في الماضي ملهمًا أصبح الآن مؤلمًا للعين والروح معًا، تحوّل الطعام من كونه قطعة فنية يصعب وصف جمالها إلى مشهد يصعب وصفه من شدة الأذية البصرية، الطعام اليوم يُصنع بطريقة بشعة للغاية وملوثة".
هو لم يتمكن أبدًا من الانسلاخ عن هذا الواقع، ولم يجرؤ حتى على المحاولة، وبمجرد أن يرى الطعام ويرى الأطفال، ينحصر تفكيره في هذا المستوى من المأساة، معقّبًا: "تصبح كل لقطة مليئة بالتناقضات المؤلمة، بين الحاجة الملّحة والفرح المؤقت".
وفي نهاية حديثه يشد من أزر روحه بقوله إن هذه الحرب ليست نهاية المدينة، وليست نهاية الحياة، هامسًا لها: "يبقى الأمل هو ملاذنا للوصول إلى بر الأمان والبناء، أنا على ثقة تامة بأن المدينة ستعود بكل مبدعيها وطهاتها ومطاعمها، وسنرى مجددًا كل مظاهر السعادة والفرح".