الترا فلسطين | فريق التحرير
في مثل هذه الأيام من عام 1984، استدعت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" مائير شرابي وزوجته باتشيفع، وأبلغهما أن ولدهما باراك، ضابط الصف في وحدة النخبة "سيرت متكال" قُتل في حادث سير وسلمتهم الجثة.
ظلت قصة ضابط الصف باراك شرابي طي الكتمان، حتى كشفتها القناة العاشرة الإسرائيلية عام 2015، لكن دون أن تتطرق القناة لمكان مقتل الضابط أو ظروف مقتله
لاحقًا، استدعى رئيس جهاز "أمان "، آنذاك، إيهود باراك، أسرة الضابط القتيل باراك وأبلغهم أن ولدهم قتل خلال مهمة عسكرية "خلف خطوط العدو"، دون تقديم المزيد من التفاصيل. حينها تساءل الأب: "كيف دخل الجنود إلى هناك؟"، أجاب باراك: "اسألني كيف خرجوا".
ظلت قصة ضابط الصف باراك شرابي طي الكتمان، حتى كشفتها القناة العاشرة الإسرائيلية عام 2015، لكن دون أن تتطرق القناة لمكان مقتل الضابط أو ظروف مقتله، مبررة سلوك جيش الاحتلال في هذا الإطار بأنه جزءٌ من "حرب الأدمغة" التي يخوضها جيش الاحتلال مع الدولة التي تم تنفيذ العملية السرية في عمقها.
وفي شهر أيار/مايو 2021، كشف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف خلال حديث إذاعي أن الرقيب باراك شرابي قُتل في عملية سرية في سوريا عام 1984، فيما وُصف وقتها بزلة لسان. وفي حديثه، اعترف بارليف أن باراك كان يعمل تحت إمرته عندما كان قائدًا لوحدة "سييرت متكال". وعلى أثر هذه التصريحات، وجدت الرقابة العسكرية الإسرائيلية نفسها مضطرة للموافقة على نشر التفاصيل التي أوردها عومر بارليف.
وجاء في التصريحات التي نُشرت لاحقًا على لسان عومر بارليف، أن ثلث عناصر القوة أصيبوا بالرصاص في العملية، وبفضل القائد الميداني لقوة التنفيذ، نجح الجنود في العودة إلى "إسرائيل" قبل أن يصاب المزيد منهم.
ومؤخرًا، كثر الحديث في مواقع التواصل الاجتماعي عن ارتفاع عدد الضحايا الإسرائيليين المعلن عنهم في حوادث سير وحوادث عرضية، وهو ما يعتقد معلقون فلسطينيون أنه محاولة لإخفاء قتلى جيش الاحتلال والمستوطنين في عمليات فلسطينية، وكذلك في المواجهة العسكرية مع سرايا القدس في قطاع غزة التي اندلعت قبل شهور.
وفي شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي، أعلنت مجموعة "عرين الأسود" أنها نفذت عملية نوعية في منطقة "نقطة المربعة" الفاصلة بين طريق يتسهار وقرية تل إستهل، مبينة أنها حققت إصابات أكيدة في خمسة جنود. وتابعت: "نترك للاحتلال كالعادة توزيع الإصابات والقتلى على حوادث الطرق أو التسلق في جبال الإكوادور".
وفي معطيات نشرها جيش الاحتلال، صباح الخميس، ورد أن عام 2022 شهد تنفيذ 285 عملية إطلاق نار ضد أهداف إسرائيلية، أسفرت عن مقتل 31 مستوطنًا وجنديًا، وهو أربعة أضعاف عدد العمليات وثمانية أضعاف عدد القتلى التي شهدها عام 2021.