يواصل جيش الاحتلال الإسرائيليّ منذ ثلاثة أيام اقتحامه لمخيم نور شمس في مدينة طولكرم، واستهدف عدة منازل بقذائف "إنيرجا"، وسط استمرار المداهمات والاعتقالات، وتدمير الممتلكات والبنية التحتية، والاشتباك من مقاومين.
الهلال الأحمر: طواقمنا تحاول الوصول إلى إصابات بعد ورود بلاغات في منطقة المسلخ بنور شمس، ولكن قوات الاحتلال تمنعهم وتطلب منهم المغادرة
وتقول مصادر محليّة إنّ حصيلة الشهداء إثر اقتحام المخيم ارتفعت إلى 7 بينهم طفل، وقادة في كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس. إلّا أن وزارة الصحة قالت في أحدث بيان السبت، إنّ الطواقم الطبية في مستشفى طولكرم الحكومي تعاملت منذ مساء الخميس مع الطفل الشهيد قيس فتحي نصر الله (15 عامًا)، ومع 7 إصابات طفيفة إلى متوسطة بالرصاص الحيّ، ومع 4 إصابات طفيفة جرّاء الاعتداء بالضرب.
وأوضحت "الصحة" أنّه جرى إبلاغ الطواقم الطبية بوجود شهداء وجرحى داخل المخيم تمنع قوات الاحتلال الإسعاف من الوصول إليهم. وأشارت لإصابة مسعف متطوع بالرصاص الحي في ساقه، بعد أن حاول الوصول للجرحى.
اشتباكات مستمرة في مخيم نور شمس بطولكرم، الاحتلال يستهدف منزلًا بالصواريخ.
عدد الشهداء الذين ارتقوا منذ أمس ما يزال غير مؤكد، لمنع طواقم الإسعاف من الدخول. pic.twitter.com/jlYprNA6Rj— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) April 20, 2024
ومنذ أكثر من 40 ساعة، تفرض قوات الاحتلال حصارًا مطبقًا على مخيم نور شمس، وتمنع سيارات الإسعاف من الدخول وانتشال جثامين عدد من الشهداء العالقة في بعض منازل المخيم.
وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر في شمال الضفة الغربية أحمد جبريل قال لـ الترا فلسطين إن اثنين من الشهداء جرى الإعلان عنهما رسميًا (الشاب سليم فيصل عبد اللطيف غنام، والطفل قيس نصر الله)، إلا أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك، حيث يرد إليهم بلاغات من داخل المخيم حول وجود شهداء لا يستطيعون انتشالهم.
وأكد جبريل، أن قوات الاحتلال تمنع طواقم الإسعاف من دخول المخيم، ورفضت قبول طلب تنسيق المقدم عبر الصليب الأحمر.
ووصف الناشط وعضو اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس الطيب غول، اقتحام جيش الاحتلال المستمر، بأنه "صعب للغاية". وقال إن هناك عددًا من الشهداء يمنع جيش الاحتلال طواقم الإسعاف من انتشالهم ونقلهم إلى خارج المخيم، وبعضهم جرى إعدامهم وتصفيتهم داخل المنازل، فيما ارتقى آخرون خلال اشتباكات ومواجهات مع الجيش.
وأشار إلى أن دوي الانفجارات وأصوات الاشتباكات ورغم أنها مستمرة، إلا أنها تراجعت وليس بنفس وتيرة اليومين الماضيين. وقال إن اقتحام قوات الاحتلال يتركز منذ عصر الجمعة على حارة العيادة، وهناك قوة بدأت تنتقل إلى حارة المدارس، ويجري في هذه الحارات مداهمة وتفتيش منازل، ويجري الاحتلال تحقيق ميدانية مع الأهالي، ويخرّب منازلهم وممتلكاتهم.
ونوّه غول إلى أن الجيش دمّر البنية التحتية في المخيم بشكل رهيب، إذ طال التجريف منازل ومحال تجارية، وأزالت الجرافات كل ما يعترض طريقها في أزقة المخيم الضيقة من منازل وأسوار وأعمدة كهرباء.
وأعلنت كتيبة الرد السريع في مخيم نور شمس التابعة لكتائب شهداء الأقصى المحسوبة على حركة فتح، بأن "جنود الرد السريع يتصدون للقوات المقتحمة بالرصاص، والعبوات المتفجرة على كافة المحاور".
كذلك قالت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس صباح اليوم، إن مجاهديها يواصلون بكل قوة واقتدار التصدي واستهداف قوات الاحتلال بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة.
أما كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، فقد نشرت مقطع فيديو الجمعة، وثقت فيه تفجير عبوة محلية الصنع شديدة الانفجار بآلية لجيش الاحتلال.
ومساء الخميس، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنّ الجيش بدأ "عملية عسكرية واسعة النطاق" في مخيم نور شمس، دون ذكر أي تفاصيل بشأن هدف العملية أو مدتها. ولاحقًا أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بإصابة 4 جنود على الأقل خلال الاشتباكات المتواصلة في المخيم.
