21-فبراير-2025
عادل صبيح.jpg

(Photo by Abd Khaled/Anadolu via Getty Images)

لم تمضِ سوى ساعات على اعتقال الشاب عادل تيسير صبيح (21 عامًا) حتى بتر الاحتلال قدمه اليسرى بعد تعذيبه بالضرب ودخوله في حالة نفسية صعبة، أدت لفقدان وزنه بشكل كبير.

عادل صبيح.. شاب غزّي كان على موعد مع عملية لإنقاذ قدمه، انتهت باعتقاله وبترها في السجون الإسرائيلية

يروي الشاب عادل صبيح لـ"الترا فلسطين"، أنه كان على موعد لإجراء عملية في قدمه لتركيب دعامّات بلاتينية في مستشفى المعمداني، وكان بانتظار موعد تحويله من مستشفى الشفاء، لكن حصار الاحتلال للمشفى حال دون خروجه واعتقله الاحتلال دون مراعاة لوضعه الصحي المتردي.

لكن بتر ساق الشاب عادل صبيح الذي اعتقل مع والده تيسير صبيح من مستشفى الشفاء، لم يكن الأسلوب الوحيد في التعذيب، إذ بدت مظاهره حرقًا واضحةً على أنحاء من جسده، فضلًا عن أن جنود الاحتلال أخبروه بقتل والده وجميع أفراد عائلته.

ورغم تحرر صبيح من السجن الإسرائيلي في إطار الدفعة السادسة من المرحلة الأولى لصفقة التبادل، إلا أنها لم تكتمل كونه لا يعلم متى سيتم الإفراج عن والده، الذي يفتقد حضوره بين جموع المهنئين بعودته لمنزله في حي التفاح شرقي مدينة غزة.

ومن نافذة إحدى الحافلات يوم الإفراج عنه، بدت ملامح  الدهشة واضحة على الشاب العشريني، كونه أعتقد أن سكان قطاع غزة تم تهجيرهم بالكامل، وفق ما أخبره جنود الاحتلال قبيل الإفراج عنه، وأن القطاع أصبح كومة من الرمال.

إهمال طبي مُتعمّد

ويؤكد صبيح  أن قدمه كانت بحاجة لعملية تركيب دعامّات بلاتينية فقط، لكن قسوة التعذيب خلال اعتقاله، وتهتُّك أنسجة قدمه أدت إلى عملية بترها، وأُجبر على توقيع ورقة تسمح في عملية البتر، كما يؤكد لـ"الترا فلسطين".

ويستذكر الشاب اللحظات الأولى من اعتقاله، قائلًا: "لم يهتم الجنود لحالتي الصحية وأخبروني أنهم غير مسؤولين عن استشهادي في حال لم أوقّع على ورقة السماح بالبتر أو أي أعراض قد تتسبب بها العملية". 

وبكثير من الأسى يروي صبيح معاناته التي لازمته طيلة مكوثه على أسرة المستشفى الإسرائيلي، ويقول: "عانيت من التكبيل والحرق بأعقاب السجائر والولاعات، هذا فضلًا عن مضاعفات صحية حادة ألمت بي نتيجة تلقي أدوية خاطئة أو بكميات كبيرة". كما ذكر أن جنود الاحتلال أبقوه مُكبلًا طيلة ما يقارب من مئة يوم ومعصوب العينين، متسائلًا: "أين سيذهب جريح بمثل حالتي الصحية!".

عادل صبيح

يضيف صبيح أنه عايش أسرى في أقسام السجون الإسرائيلية استشهدوا نتيجة تردي أوضاعهم الصحية من مرضى السكري والضغط وأحيانًا السكتة القلبية.

وذكر صبيح أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية تعمّدت إذلال السجناء عبر تقليل كميات الطعام بشكل كبير، بالإضافة لقلة توفير مقومات النظافة الشخصية والاستحمام مما أصابهم بأمراض جلدية خطيرة.

وعلاوة على منع الأسرى من غسل ملابسهم وإبقائهم لفترات طويلة دون استحمام، "كان السجّانون يجبروننا على الاستحمام بالمياه الباردة في أوقات الشتاء، وأصبح معظمنا فاقدًا للإحساس نتيجة تلك الممارسات الوحشية"، كما ذكر صبيح.

كما استذكر الشاب المثقل بالهموم "المعاملة القاسية التي واجهها من جنود الاحتلال وضباطه، وعدم تقديم أي خدمة قد تلائم حالته، حتى في أبسط تدابير شؤونه وقضاء حاجته بشكل مُهين". وأضاف: "بات الأسرى يدركون قسوة السجّان الإسرائيلي وانعدام مشاعر الإنسانية لديه، لدرجة أننا نعلم أساليبهم في التعذيب ورش الأسرى بالغاز الذي يسبب لهم الاختناق".

(Photo by Abd Khaled/Anadolu via Getty Images)
(Photo by Abd Khaled/Anadolu via Getty Images)

وأوضح صبيح أنه علاوة على صعوبة المشي والحركة التي غيّرت مسار حياته بشكل كبير، فهو بات يعاني من مضاعفات صحيّة خطيرة نتيجة الأسْر بما تشمل قُرحة المعدة والقولون العصبي وحصوة الكلى.

وطالب صبيح السماح له بالسفر للعلاج وتركيب طرف صناعي يساهم في تقليل معاناته والاعتماد على نفسه في الحركة والتنقل.