10-أكتوبر-2024
توغل إسرائيلي في لبنان

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية المكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت ومدن وبلدات الجنوب اللبناني، لليوم الثامن عشر من العدوان الإسرائيلي، الذي يشهد تصعيدًا عسكريًا جديدًا مع محاولات متكررة من القوات الإسرائيلية للتوغل بريًا في بعض المناطق الحدودية.

واستشهد اثنان من المدنيين اللبنانيين في غارة جوية إسرائيلية استهدفت بلدة سحمر في البقاع اللبناني فجر اليوم، وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام. كما تعرّضت بلدة أرزون جنوب لبنان لغارة أخرى أسفرت عن عدد من الإصابات. ولا تزال الطائرات الإسرائيلية تحلّق بكثافة في الأجواء اللبنانية، مستهدفة مواقع مدنيّة وعسكريّة في مختلف المناطق، وسط قلق دولي متزايد حيال ارتفاع عدد الضحايا وتفاقم الأوضاع الإنسانية.

وكان خمسة موظفين من الدفاع المدني اللبناني قد استشهدوا جرّاء غارة جويّة إسرائيلية استهدفت مركز الدفاع المدني في بلدة دردغيا جنوب لبنان. وأكد الدفاع المدني اللبناني أن الشهداء كانوا في المركز على أهبة الاستعداد لتلقي نداءات الإغاثة حينما باغتتهم الغارة. وأضافت مصادر من مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن هذه الغارة تأتي ضمن سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف بشكلٍ متعمد طواقم الإنقاذ والإسعاف، في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية والمواثيق الإنسانية. ولا تزال عمليات البحث عن ناجين ورفع الأنقاض مستمرة في موقع الاستهداف.

وفي بيان صادر عن الحزب، أعلن عن تنفيذ 22 عملية عسكرية يوم أمس الأربعاء استهدفت مواقع وقواعد للجيش الإسرائيلي ومستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، مما أسفر عن خسائر في صفوف الاحتلال.

كذلك شنّ جيش الاحتلال غارتين جديدتين على منطقتي حوش السيد علي-الهرمل وعيتا الشعب جنوب لبنان، بالإضافة إلى استهداف سهل بوداي في البقاع اللبناني ومحيط بلدة الناقورة قرب الحدود الجنوبية، في استمرار لعمليات القصف التي تطال مختلف المناطق اللبنانية.

من جهة أخرى، تواجه لبنان أزمة إنسانية متفاقمة، حيث أعلنت الأمم المتحدة عن نزوح 600 ألف شخص داخليًا بسبب التصعيد العسكري المستمر. وأكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، خلال إحاطة صحفية، أن لبنان يواجه "كارثة إنسانية" مع ازدياد أعداد النازحين والمصابين جرّاء الغارات الإسرائيلية. ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف التصعيد وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين. كما أعربت عن أملها بأن تكون إسرائيل مستعدة للرد على الدعوات المتكررة لوقف التصعيد العسكري.

وفي الوقت نفسه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل أحد جنوده وإصابة آخر خلال اشتباكات مع قوات حزب الله في جنوب لبنان، فيما تتواصل عمليات القصف الجوي والمدفعي على البلدات الحدودية. ورغم الدعوات الدولية لتخفيف استهداف المناطق المدنية، يواصل جيش الاحتلال استهدافه للمواقع الحيوية والمدنية في بيروت والجنوب اللبناني.

وفي إطار الجهود الدبلوماسية، حثّ الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين في لبنان، خاصة في المناطق المأهولة بالسكان في بيروت، داعيًا إلى ضرورة التركيز على استهداف مواقع حزب الله العسكرية وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين. ومع ذلك، تتواصل العمليات العسكريّة بشكل مكثف، وسط تخوفات من تصاعد الصراع إلى مستويات أكثر خطورة في الأيام المقبلة.