قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن الولايات المتحدة تعارض لعب حماس لأي دور في إدارة غزة بعد الحرب. وأضاف أن البيت الأبيض لا يزال يريد أن يرى السلطة الفلسطينية "تحكم غزة والضفة الغربية الموحدتين" دون مشاركة حماس في الصورة.
واستمر ميلر في القول: "عندما يتعلق الأمر بحكم غزة في نهاية الصراع، فلا يمكن أن يكون هناك دور لمنظمة إرهابية. وكما قلنا منذ أشهر، كانت حماس منذ فترة طويلة منظمة إرهابية ملطخة أيديها بدماء المدنيين الأبرياء، سواء الإسرائيليين أو الفلسطينيين"، وفق تعبيره.
الخارجية الأميركية رفضت أي دور لحماس في حكم غزة، وقال وزير الخارجية الإسرائيلية إن "أبو مازن سيراقب غزة من بعيد"
وأفاد أن وزارة الخارجية الأميركية ستدرس الاتفاق الذي توصل إليه ممثلو 14 فصيلًا فلسطينيًا بوساطة صينية بشأن إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة فيما بينها. وأوضح أنهم لم يناقشوا بعد نص "حوار بكين" الذي وقعته الفصائل الفلسطينية.
وفي أول تعليق إسرائيلي رسمي، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عبر منصة "إكس"، عن رفضه اتفاق بكين، وانتقد انخراط رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الاتفاق.
وقال كاتس: "وقعت حماس وفتح اتفاقًا في الصين للسيطرة المشتركة على غزة بعد الحرب، لكن في الواقع، هذا لن يحدث، لأن حكم حماس سوف يُسحق، وعباس سوف يراقب غزة من بعيد. وسيظل أمن إسرائيل في أيدي إسرائيل وحدها".
وزعم أنه "بدلًا من رفض الإرهاب"، يحتضن الرئيس عباس "قتلة حماس ويكشف عن وجهه الحقيقي" وفق تعبيره. وتابع كاتس: و"سيظل أمن إسرائيل في أيدي إسرائيل وحدها"، بحسب ما ورد.
بدوره، قال ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الفصائل الفلسطينية في الصين هو "خبر مهم ويجب دعم عملية الوحدة بين الفلسطينيين".
اتفاق المصالحة الفلسطينية في الصين.. هل من أفق هذه المرة؟#الصين #المصالحة #فلسطين pic.twitter.com/GxtssnSUVf
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) July 23, 2024
واتفق 14 فصيلًا فلسطينيًا، من بينهم فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، بعد ثلاثة أيام من المحادثات في بكين على تشكيل حكومة وحدة وطنية في وقت غير محدد في المستقبل، مع تشكيل إطار قيادي موحد.
وفي كلمة ألقاها يوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الإعلان يمثل "لحظة تاريخية مهمة في قضية التحرير الفلسطيني".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بي هايبو يوم الثلاثاء: "عندما تضيف بعض الدول الأخرى الزيت على النار، فإننا نبذل قصارى جهدنا لإحلال السلام".
وتعد الأزمة الأولى أمام اتفاق بكين، هو وضع مواعيد زمنية بهدف تنفيذ الاتفاق، بحسب ما قالت فصائل فلسطينية لـ"الترا فلسطين".
وقال رئيس دائرة العلاقات العربية والدولية في حركة الجهاد الإسلامي، إحسان عطايا: إن "بعض الفصائل لم توافق على تحديد سقف زمني لتطبيق هذه البنود".
بدوره، أوضح مسؤول الجبهة الشعبية في الخارج، عمر مراد "أن البيان سيبقى معلّقًا في السماء ما لم توضع آليات لتنفيذ ما اتفق عليه".
أي تحديات يمكن أن يصطدم بها "إعلان بكين"؟#للخبر_بقية @dimaizzedin pic.twitter.com/U6itt29Gv3
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 23, 2024
من جانبه، قال المتحدث باسم التعبئة والتنظيم في حركة فتح، عبد الفتاح دولة، خلال حديث مع "الترا فلسطين" إن السقف الزمني لم يحدد بشكل واضح لأن القدرة على التنفيذ مرتبطة باليوم الأخير للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وأضاف: "نحن بحاجة للوصول إلى هذا اليوم كيّ تتمكن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير والفصائل الوطنية من العمل على ترتيب كل القضايا الواردة في الاتفاق بما فيها تشكيل الحكومة وفق النظام الأساسي إن كانت توافقية أو تكنوقراط، ولاحقًا العمل على تنفيذ باقي البنود".
وفي السياق نفسه، قال محمد اشتية، عضو اللجنة المركزية في حركة فتح ورئيس الوزراء السابق للسلطة الفلسطينية لـ"نيويورك تايمز"، إنه يعتقد أن البيان "جدي"، لكنه أكد أن هناك حاجة إلى المزيد من المناقشات لتعزيز المصالحة بين حماس وفتح.
وقال: "لا يوجد بديل عن الوحدة الفلسطينية، وما حدث في الصين يؤكد الحقيقة الواضحة". مضيفًا: "إنها مسألة مبادئ"، وهناك حاجة إلى "الكثير من المحادثات والتفاصيل" من أجل التنفيذ.
وتابع اشتية، بالقول: "إن الفلسطينيين في الشارع غاضبون للغاية وخائبون الأمل بسبب استمرار هذه المحادثات منذ 17 عامًا. إن عامة الناس يريدون نتائج وليس أوراقًا. إنهم يريدون خطوات عملية في الاتجاه الصحيح".