تعهد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعدم اقتراح قانون يحظر "صافرة السبت" لاحقًا، فوافقت الأحزاب الدينية اليهودية على مشروع قانون حظر الأذان؛ بعد أن كانت قد عرقلت طرحه لأسباب أهمها تخوفها على "صافرة السبت"، التي يستخدمها اليهود المتدينون "الحريديم" لإعلان دخول يوم السبت.
ويطالب مشروع القانون بمنع الأذان عبر مكبرات الصوت، بزعم أنها كما ورد في النص "تزعج المواطنين الإسرائيليين، وتسبب أذىً بيئيًا". كما يخول الشرطة الإسرائيلية صلاحية استدعاء مؤذنين للتحقيق معهم، وفتح إجراءات جنائية بحقهم، ومن ثم فرض غرامات مالية عليهم.
الأحزاب الدينية اليهودية تشترط عدم حظر "صافرة السبت" لدعم قانون حظر الأذان، والمستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية يؤكد صعوبة ذلك
وكان من المفترض أن يُطرح مشروع القانون للتصويت عليه بالقراءة الأولى الأسبوع الماضي، إلا أن تحفظات نائب وزير الصحة الاسرائيلي الحاخام يعقوب ليتسمان أفشلت ذلك، قبل أن يتدخل نتنياهو لحل المشكلة ثم تدعم الأحزاب "الحريدية" المشروع، في وقت تحدث فيه نواب فلسطينيون في الكنيست عن نجاحهم في إفشاله بعد لقاءات قالوا إنهم عقدوها مع نواب يهود.
اقرأ/ي أيضا: حظر الأذان.. التفاصيل الكاملة
ورغم النجاح الذي حققه نتنياهو، إلا أن جهاتٍ رفيعةٍ في السلطة القضائية ووزارة القضاء الاسرائيلية، حذرت من أن تضمين قانون حظر الأذان نصًا يشير إلى عدم سريانه على "صافرة السبت"؛ سيضع صعوبات أمام المستشار القضائي للحكومي أفحياي مندلبيت، وممثلي النيابة العامة، تحول دون دفاعهم بطريقة فعالة عن القانون أمام المحكمة الإسرائيلية العليا.
ويرى، مندلبيت، صعوباتٍ قانونيةٍ في قانون حظر الأذان، رغم المصادقة عليه بالإجماع في اللجنة الوزارية للتشريع. ووفقًا لتقديره فإنه ليس بالإمكان، بحسب نص مقترح القانون، "تطبيق روح القانون دون التمييز السلبي بحق المصلين المسلمين، فيما يجرى السماح لليهود باستخدام صافرة السبت".
وينص القانون حرفيًا على أن "مئات الآلاف من المواطنين في إسرائيل، في الجليل والنقب والقدس، وتل أبيب ويافا، وفي أماكن أخرى من وسط البلاد، يعانون يوميًا وبشكل عير اعتيادي من الضوضاء الشديدة التي يحدثها رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في المساجد، عدة مرات في الليلة وفي ساعات الصباح الباكرة".
وتتواصل المحادثات بين مكتب نتنياهو ومكتب الحاخام ليستمان، ومكتب وموتي يوغيف من حزب البيت اليهودي الذي اقترح القانون، بهدف التوصل لتسوية تضمن استثناء حظر مكبرات الصوت في القانون على المساجد فقط، بحيث لا يتم المساس بـ"صافرة السبت".
وقرر الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، إقامة لجنة لبلورة نص مقترح للقانون يحظى بموافقة كل الأحزاب داخله.
وقال رئيس الائتلاف الحكومي عضو الكنيست ديفيد بيتون من حزب الليكود: "سيتم التوصل لتسوية ونسخة متفق عليها من نص القانون قبل يوم الأربعاء المقبل، من أجل أن يتراجع الحاخام ليتسمان عن الاستئناف الذي قدمه ضد القانون؛ وسيتم طرح القانون للتصويت عليه بالقراءة الأولى يوم الأربعاء المقبل".
ويعتبر القانون ساريًا بعد التصويت عليه أمام الكنيست في خمس قراءات، ويحق للمتضررين أن يتقدموا باستئنافٍ أمام المحكمة العليا؛ وفي حال قبلت المحكمة ادعاءاتهم بتناقض القانون مع مبدأ المساوة أو تعارضه مع أي حق أساسي للإنسان، فإنها تملك صلاحية إلغائه.
اقرأ/ي أيضا:
لماذا عرقل "الحريديم" مناقشة قانون حظر الأذان؟