28-أغسطس-2017

بثّت إذاعة جيش الاحتلال تسجيلات صوتية لمنسق الحكومة الإسرائيلية لشؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين ليئور لوتان، الذي استقال من منصبه مؤخرًا ، قال فيها قبل عدة أشهر إن "على إسرائيل أن تأسر مئتي عنصر من حماس مقابل كل أسير إسرائيلي لديها. مضيفًا أنّه يتوجّب على إسرائيل أن يكون لديها مخزون كبير من معتقلي حماس.

السنوار تحدّث اليوم عن أنّ نتنياهو يبيع الوهم للإسرائيليين، وأن لا تقدّم في هذا الملف

ووفقًا للإذعة العبرية فإن إسرائيل تقدّمت خلال ولاية منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية للأسرى والمفقودين قبل أن يقدّم استقالته، عدّة مقترحات لعملية تبادل بين حماس وإسرائيل، إلّا أن كافة المقترحات تم رفضها من قبل حماس وفقًا للصحيفة.

في أحد العروض المُقدّمة، اقترحت إسرائيل إعادة 19 جثمانًا محتجزًا لديها، بينها جثمان لأحد مقاتلي القسام الذين شاركوا في عملية أسر الجندي الإسرائيلي هدار غولدن. لكنّ حماس رفضت المقترح.

بعد ذلك اقترحت إسرائيل –وفقًا للإذاعة العبرية- الإفراج عن عشرات الفلسطينيين الذين اجتازوا غزة نحو إسرائيل بمحض إرادتهم، مقابل إعادة ثلاثة إسرائيليين دخلوا غزة، بينهم اليهودي من أصل اثيوبي ابراهام منغستو، والجندي الإسرائيلي هشام السيد، وجمعة أبو غنيمة، إلّا أن حماس رفضت المقترح أيضًا.

القناة العبرية الثانية رجّحت أن ترفض حماس الإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين لديها قبل أن تفرج إسرائيل عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينين.

صحيفة "إسرائيل اليوم" أشارت هي الأخرى إلى أنّ ملف الجنود المفقودين بغزة عاد وفرض سيطرته على وسائل الإعلام والصحف العبرية. واعتبرت أنّ حماس باتت تستغل الاختلافات في الرأي العام الإسرائيلي حول المسألة لصالحها، متوقعةً أن يؤدي الوضع الحالي إلى ضغطٍ جماهيريّ، حماس هي الرابح فيه.

وقالت الصحيفة إنّ عائلة الجندي "هدار غولدين" المفقود في غزة ألمحت إلى أن استقالة لوتين نبعت من عدم حصوله على الدعم، وأنّ كل اقتراح يعرضه للحكومة يصطدم بالحائط. وقالت ليئا غولدين، والدة الجنديّ الإسرائيلي: "لقد أطلقوا النار على ظهره".

كما أعربت أسرتا غولدين وشاؤل ارون عن ندمهما على موافقتهما على اعتبار الحاخام العسكري الرئيسي بأن ابنيهما قتلا، وقالت والدة غولدين: "لو كانا مفقودين وليس شهيدين، لكانوا قد أعادوهما منذ زمن".

وقال يؤآف ليمور المعلّق العسكري لصحيفة "إسرائيل اليوم" إن الخلافات في الرأي العام الإسرائيلي بشأن ضرورة إبرام اتفاق مع حماس لاستعادة الجنود من عدمه، يجري استغلالها بشكل جيّد من قبل العدو - في إشارة لحماس– لكي يرفع السعر. مضيفًا أنّه "وبقدر ما يصعب الحديث عن (تسعيرة) في هذه السياقات، إلّا أنّ التعامل مع الأسير لا يشبه التعامل مع جثة. وإذا رفضت العائلات في المستقبل الاعتراف بأبنائها كشهداء ومواصلة العيش مع الشك، فإنّ الثمن الذي سيتعيّن على إسرائيل دفعه سيزداد بشكل ملحوظ".

"الثمن الذي يتعيّن على إسرائيل دفعه يزداد بشكل ملحوظ"

وتوقّع ليمور ملامح المرحلة المقبلة في هذا الملف بالقول إنّ الوضع الحالي الذي فقدت فيه أسر المفقودين الثقة، هو الأسوأ من أي أمر آخر.. إنه يقود لأزمة قيم، وقد يتطوّر لحدّ الضغط الجماهيري، وعندها ستكون حماس الرابح الفوري. وهذا الضغط من المحتمل أن لا يقتصر فقط عائلتي غولدين وشاؤول، وإنما، أيضًا، عائلة ابراهام منغيستو، فالجالية الأثيوبية التي تشعر في كل الحالات بالتمييز، ستنضم إلى النضال على خلفية الشعور المعلن بأنّه لو كان المقصود مواطنًا "آخر" من أبناء الجمهور القادر على طرح قضاياه أمام الإعلام، لكانت الدولة (إسرائيل) قد سارعت إلى تحريره.

 عائلات الجنود المفقودين بغزة، فقدت الثقة بحكومة نتنياهو، والأمر قد يتطوّر لضغط جماهيري 

تجدر الإشارة إلى أنّ يحيى السنوار، قائد حركة حماس في قطاع غزة، تطرّق خلال لقائه مع عدد من الصحافيين في مكتبه، اليوم، إلى ملف تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيليّ، وكشف عن تدخل وسطاء عرب وأجانب، إلّا أنّ تقدمًا لم يحدث، مشيرًا إلى أنّ "نتنياهو يبيع الوهم للإسرائيليين".

واعتبر السنوار أنّ "استقالة مسؤول الملف الإسرائيلي جاء لأنه شعر أنّه لا يمتلك صلاحيات"، مؤكدًا على أنّ "المقاومة لديها الكثير من الأوراق تجعلها تقف على أرض صلبة لتحرير الأسرى في صفقة مشرفة".


اقرأ/ي أيضًا:

قلب حب على صورة شهيد!

حزب سياسي لحماس في الضفة.. القصة كاملة

ماذا سيُغير السنوار في حماس وغزة؟ إجابات إسرائيلية