الترا فلسطين | فريق التحرير
أمطر برلمانيون فرنسيون سابقون ونشطاء ومحامون، ناشطة بلادهم بالتغريدات اللاذعة؛ لمجرّد نشرها صورةً للشهيد الطفل محمد الدرة وعبارة تأييد للشعب الفلسطيني.
وكانت رئيسة المجموعة البرلمانية لحزب "فرنسا الأبيّة" ماتيلد بانوت نشرت صورةً على حسابها في منصة X (تويتر سابقًا) للطفل محمد الدرة وأرفقتها بعبارة: "23 سنةً حتى اليوم، كل التأييد للشعب الفلسطيني، ويجب أن تنتهي جرائم الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي، كونه شرط رئيسيّ للسلام".
23 ans jour pour jour 🇵🇸
Soutien absolu et indéfectible au peuple frère palestinien.
Les crimes et l’occupation coloniale de l’État d’Israël doivent cesser.
Un préalable à la paix. pic.twitter.com/ElGPfUmty1
— Mathilde Panot (@MathildePanot) September 30, 2023
واستشهد الطفل محمد الدرة برصاص جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل 23 عامًا، مع اندلاع انتفاضة الأقصى.
إلّا أن تلك التغريدة جوبهت بردودٍ حادة من نشطاء اليمين المتطرف من الفرنسيين؛ فتارةً اتهموا كاتبتها بـ"معادية السامية"، وأخرى بـ"الكاذبة"، وأن ذاك الطفل لم يكن أصلًا ضحية رصاص الجيش الإسرائيلي.
فقد غردت الكاتبة والمؤرخة "ماريا دولوريس" على تغريدة "بانوت" بالقول: "الكذب هو صفتك الوحيدة، فمحمد الصغير لم يُقتل برصاص إسرائيلي وتريدين صنع التاريخ مجددًا بعد 23 سنة من كل هذا من أجل المحسوبية؟ عارٌ عليكِ!".
Le mensonge est votre seul qualité . Jamais le petit Mohamed n’a été tué par des balles israeliennes. Vous souhaitez refaire l’histoire 23 ans après tout cela par clientélisme ! Vous êtes une honte ! Mais voyez vous cela se voit !
— Marie-Dolores Prost (@DoloresProst) October 1, 2023
أما الصحفية "هالا أوكيلي" فغرّدت متهكمةً على التدوينة بالقول: "لقد نسيتِ ذكرى أخرى!، أكثر من 33 ألف يهودي قُتلوا على يد النازيين في سبتمبر 1941".
T’as raté un autre anniversaire https://t.co/A4IWCVniX9
— Hala Oukili (@HalaOukili) October 1, 2023
وبنفس النبرة الهجومية، كتب المحامي الفرنسي "وليام جلودندال" ليردّ على التدوينة في منصة "X": "إن ماتيلد بانوت لم تتكلم يومًا عن قتلى الأطفال اليهود في هجوم على مدرسة يهودية في مدينة تولوز بفرنسا قبل 11 عامًا ولا قتلى الأطفال بنيران حماس الفلسطينية".
Votre irresponsabilité est criminelle. Merah a assassiné des enfants juifs à Toulouse pour « venger le petit Mohamed » alors qu’Israel n’y était pour rien. Et pas un mot sur les enfants israéliens victimes du Hamas . Je tiendrai la Rance Insoumise comme responsable de la… https://t.co/vves9DOFHz
— G-William Goldnadel (@GWGoldnadel) October 1, 2023
كما كتب النائب السابق جوليان درا عبر حسابه على منصة :X "سيدة بانوت، ما تقولينه هراء، أنت لا تعرفين التاريخ، أنت فقط تسببين إثارة (…)، محمد (الدرة) لم يُقتل برصاص إسرائيلي".
Madame Panot, 23 ans après vous racontez n’importe quoi … Vous ne connaissez rien à l’histoire … Vous faites juste de l’agitation clientéliste .. . Jamais le petit Mohamed n’a été tué par des balles israeliennes.
— Julien Dray (@juliendray) October 1, 2023
وكتب ناشطٌ فرنسي آخر معقبًا على التدوينة: " أنت تصعدين الأمر وتصدقين أكاذيبك هنا، هذه مشكلتك، ولا يمكنك أبدًا إقامة دولة هنا، فقد أصبح السكان الفلسطينيون إرهابيين، فيما الوافدين الجدد إليها هم الملائكة".
Vous montez et vous croyez à vos mensonges voici votre problème vous ne pouvez jamais faire un état en voila Palestiniens les habitants sont devenus des terroristes et vous le nouveau débarqué vous êtes des anges
— Mosrevolté (@MostefaKerrach1) October 1, 2023
ووفق تقارير إحصائية رسمية فلسطينية، فإن أكثر من 2200 طفل فلسطيني استشهد على يد الجيش الإسرائيلي منذ استشهاد محمد الدرة، بينهم أكثر من 700 خلال ذات الانتفاضة التي قضى فيها ذاك الطفل.
وبحسب تلك الأرقام، فإن العام الثاني من انتفاضة الأقصى وحده سجّل استشهاد 192 طفلًا في الوقت الذي سجّل العام 2014 الأكثر سفكًا لدماء هؤلاء الأطفال بواقع 546 طفلاً.
وتعود واقعة الطفل محمد الدرة إلى خريف العام 2000، حينما التقطت عدسة المصور التلفزيوني الفلسطيني طلال أبو رحمة مشهد الطفل الذي كان يتخفّى وراء والده خلف برميل إسمنتي خشية رصاص الجيش في شارع صلاح الدين الرئيس جنوب مدينة غزة.
وقد وثّق المقطع المصور إطلاق النار باتجاه الطفل ووالده، والذي انتهى بسقوط الطفل محمد قتيلًا، في حين أصيب والده بجراح خطيرة.
وترى باريس أنه لا يمكن تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سوى من خلال حلّ الدولتين.
وبحسب الدبلوماسية الفرنسية، ترتبط فرنسا مع "إسرائيل" بعلاقات تاريخية وثقافية وإنسانية وطيدة، ففرنسا كانت من بين أولى الدول التي اعترفت بالدولة الجديدة والتي أقامت علاقات دبلوماسية معها منذ عام 1949، كما دافعت فرنسا منذ عقود عن "حق إسرائيل في الوجود والعيش بأمان وفي حقها في الانتماء إلى جماعة الأمم ذات السيادة".