29-أكتوبر-2023
بنيامين نتنياهو

"Getty" بنيامين نتنياهو

الترا فلسطين| فريق التحرير

ارتفعت حدّة الخلاف، واتسعت الانقسامات داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، على مستوياتها السياسية والعسكرية، ما اضطر رئيس وزراء الاحتلال اليوم الأحد لحذف تغريدة له على منصة إكس، ونشر أخرى بمثابة "الاعتذار عن قوله ما لا ينبغي أن يقال" حسب قوله.

التقديرات في "إسرائيل" أجمعت على أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، يحاول تجنب تحمل "مسؤولية الفشل" في عملية "طوفان الأقصى"، ويحاول إلقاء المسؤولية على الجيش والاستخبارات في دولة الاحتلال، واستعرضنا تفاصيل ذلك في هذا التقرير، حيث ترى قيادات عسكرية في جيش الاحتلال، أن المستوى السياسي وتحديدًا نتنياهو "يحاولون تحميل القضية كلها للجيش".

ولأن خسارة الاحتلال الهائلة في معركة طوفان الأقصى، لم تنجح الجرائم التي ارتُكبت وما تزال في قطاع غزة في تغطيتها، ازدادت حدة الخلاف والتوترات في حكومة الاحتلال، واتسع الانقسام في الأوساط السياسية والعسكرية، فنشر رئيس وزراء الاحتلال على صفحته في منصة إكس بيانًا خلّف الكثير من ردود الفعل الغاضبة بالأوساط الإسرائيلية.

ارتفعت حدّة الخلاف، واتسعت الانقسامات داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، على مستوياتها السياسية والعسكرية، ما اضطر رئيس وزراء الاحتلال اليوم الأحد لحذف تغريدة له على منصة إكس

فقال رئيس وزراء الاحتلال في محاولة لتبرئة نفسه من الهزيمة: "لم يتم تحذير رئيس الوزراء نتنياهو تحت أي ظرف من الظروف وفي أي مرحلة من نوايا الحرب من جانب حماس". وتابع: "بل على العكس من ذلك، قدر جميع المسؤولين الأمنيين، بمَن فيهم رئيس مجلس الأمن القومي ورئيس جهاز الأمن العام الشاباك، أن حماس ارتدعت ومعنية بالتسوية".
 

رئيس وزراء الاحتلال أكمل: "هذا هو التقييم الذي تم تقديمه مرارا وتكرارا إلى رئيس الوزراء ومجلس الوزراء المصغر للشؤون الأمنية والسياسية من جانب جميع أفرع الأمن وأجهزة الاستخبارات، بما في ذلك حتى اندلاع الحرب"

بعد هذا المنشور من رئيس وزراء الاحتلال، أتاه سيل من الانتقادات من سياسيين وعسكريين في الاحتلال، منهم بيني غانتس المستوطن الذي يشغل حكومة الطوارئ، حيث نشر على حسابه في منصة إكس منشورًا جاء منه: "عندما نكون في حالة حرب، فإن القيادة يجب أن تتحلى بالمسؤولية، وتقرر القيام بالأمور الصائبة وتعزيز القوات بما يمكنها من تحقيق ما نطلبه منها".

كما قال المستوطن يائير لابيد في منشور على موقع إكس إن "نتنياهو تجاوز الخط الأحمر، فبينما يقاتل جنود الجيش الإسرائيلي وقادته ببسالة ضد حماس وحزب الله، يحاول هو إلقاء اللوم عليهما بدلا من دعمهما"، مطالبًا نتنياهو بالاعتذار، ومبيّنًا أن "محاولات التنصل من المسؤولية وإلقاء اللوم على المؤسسة الأمنية تضعف الجيش الإسرائيلي أثناء قتاله أعداء إسرائيل".

حماس عن التخبّط في حكومة الاحتلال: يعمّق  حالة التآكل والصراع الداخلي، ويفضح مجدّداً حالة التصدع والارتباك التي تنتاب حكومتهم وكيانهم الهش

نتيجة لهذه الضغوطات، تراجع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن أقواله السابقة، فحذف تغريدته السابقة، ونشر أخرى على موقع إكس: " أخطأت. ما قلته بعد المؤتمر الصحفي لم يكن ينبغي أن يُقال وأعتذر عن ذلك"، وواصل المستوطن نتنياهو: "أعطي الدعم الكامل لجميع رؤساء الأذرع الأمنية. أقوم بتعزيز رئيس الأركان وقادة وجنود الجيش الموجودين على الجبهة ويقاتلون من أجل الوطن. معا سوف نفوز".

هذا التخبّط في حكومة الاحتلال، أكّد عن حالة الانقسام التي يعيشها الاحتلال منذ بدء عملية طوفان الأقصى، والتي لم تنجح في تغطيتها المجازر التي لم تتوقف بحق أهالي قطاع غزة، وهو ما أكدته حركة حماس في بيان رسمي عقب حذف نتيناهو تغريدته السابقة، فجاء في البيان: "حذف الإرهابي "نتنياهو" تغريدته على منصة X التي يكرّر فيها عدم تلّقيه تحذيرات من الاستخبارات أو من ( الشاباك) بخصوص عملية طوفان الأقصى، بسبب ردود غاضبة من المُجرمَين "غانتس" و"لابيد"، يكشف مستوى الصدمة والصفعة القوّية التي تلقاها أركان قادة الكيان وحكومته الفاشية يوم 7 أكتوبر ،  ويعمّق حالة التآكل والصراع الداخلي، ويفضح مجدّداً حالة التصدع والارتباك التي تنتاب حكومتهم وكيانهم الهش".

وأكملت حركة حماس في بيانها حول التناقضات والتصدّع في حكومة الاحتلال: "حالة الخوف والذعر من قادم الأيام التي ستحدّد مصيرهم ومستقبلهم السياسي، وصولاً إلى إنهاء الاحتلال عن أرضنا، بفعل صمود شعبنا وبسالة مقاومتنا".