25-سبتمبر-2024
حرب لبنان والكارثة

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، مساء أمس الثلاثاء، إنه على الرغم من تحقيق إسرائيل للعديد من الأهداف قصيرة المدى خلال سلسلة من الضربات ضد حزب الله في الأسبوع الماضي، إلا أن هناك شكوكًا كبيرة بشأن إمكانية تحقيق أهدافها طويلة الأمد. فقد أعرب عدد من المسؤولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين عن قلقهم من عدم وجود استراتيجية واضحة لتحقيق الاستقرار وإعادة عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة.

وقد شهد الأسبوع الماضي سلسلة من الهجمات المكثفة في لبنان، حيث قامت إسرائيل بتفجير الأجهزة الإلكترونية التي وزعها حزب الله، مما أسفر عن استشهاد العشرات وإصابة الآلاف. كما استهدفت غارة جوية مجموعة من قادة حزب الله العسكريين بالقرب من بيروت. وفي يوم الإثنين، شنّ الاحتلال موجة جديدة من الغارات الجوية استهدفت أسفرت عن استشهاد مئات الأشخاص.

قوبل قرار التصعيد بمعارضة قوية من بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين يخشون أن تؤدي هذه الخطوات إلى حرب شاملة تشمل اشتباكات مباشرة

وتقول الصحيفة إن هذه الهجمات تعكس وجهة نظر بعض الجنرالات المتشددين الذين يعتقدون أن حزب الله يمكن إجباره على التراجع. ومع ذلك، يرى بعض المسؤولين في الحكومة أن إسرائيل يجب أن تسعى أولاً إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس قبل فتح جبهة جديدة.

وقد قوبل قرار التصعيد بمعارضة قوية من بعض كبار المسؤولين الذين يخشون أن تؤدي هذه الخطوات إلى حرب شاملة تشمل اشتباكات مباشرة. كما تساءلوا عن كيفية تحقيق العودة الآمنة للمستوطنين إلى الشمال في ظل هذا التصعيد المستمر.

وقال خبراء في الحروب، إنّ الغارات الجوّيّة الّتي شنّتها إسرائيل على لبنان، يوم الإثنين، كانت بمثابة واحدة من أكثر الغارات الجوّيّة كثافة في الحروب المعاصرة، متجاوزة حتّى قصف غزّة خلال الأيّام الأولى من الحرب على غزّة في تشرين الأوّل/أكتوبر، وفق ما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركيّة.

ويعدّ عدد الشهداء في لبنان أيضًا أحد أعلى المعدّلات اليوميّة في الحروب العالميّة الأخيرة، وقد يرتفع لأنّه يعتقد أنّ هناك أشخاصًا لا يزالون محاصرين تحت الأنقاض في لبنان.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيليّ، إنّه ضرب أكثر من 1600 هدف في لبنان يوم الإثنين، وهو رقم لا يوجد له سوابق تذكّر في حروب القرن الحادي والعشرين، وفقًا لإميلي تريب، مديرة منظّمة إيروارز، وهي منظّمة بريطانيّة تراقب الصراعات. وهذا الرقم أكبر بنحو 300 هدف من عدد الأهداف الّتي ضربتها إسرائيل خلال الأيّام الثلاثة الأولى من هجومها على غزّة، وهو عدد كان يعتبر في حدّ ذاته مرتفعًا بشكل غير عاديّ. وخلال الحملة الجوّيّة الّتي قادتها الولايات المتّحدة ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق وسوريا بين عامي 2014 و2017، ضربت الطائرات المقاتلة الغربيّة ما معدّله 650 هدفًا شهريًّا على مساحة أوسع بكثير، وفقًا للبيانات الّتي نشرتها وزارة الدفاع الأميركيّة.