الترا فلسطين | فريق التحرير
بعد نجاحه في جعل وزارة الأمن الداخلي مسؤولة عن الأمن القومي، وإخضاعه قوات حرس الحدود في الضفة الغربية لسلطته، بدأ ايتمار بن غفير بتحديد الهدف التالي: تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى، والسماح لليهود بالصلاة في المسجد، وهو الأمر المحظور حاليًا بموجب الوضع الراهن والاتفاق مع الأردن.
ايتمار بن غفير يرفض التصريح علنًا بنواياه المتعلقة بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى تجنبًا لإثارة غضب نتنياهو، وقبل كل شيء حتى لا يؤدي إلى تصعيد أمني فوري. لكن تصريحاته تشير إلى نيته "إحداث تغيير في مكانة اليهود داخل الحرم"
وأوضحت صحيفة هآرتس في تقرير رئيسي، صباح الإثنين، أن ايتمار بن غفير يرفض التصريح علنًا بنواياه المتعلقة بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى تجنبًا لإثارة غضب رئيس الحكومة المكلف بنيامين نتنياهو، وقبل كل شيء حتى لا يؤدي إلى تصعيد أمني فوري. لكن تصريحاته، قبل الانتخابات وخلال الأيام الماضية تشير إلى نيته "إحداث تغيير في مكانة اليهود داخل الحرم، بحيث يسمح لهم رسميًا بالصلاة فيه".
وتعهد ايتمار بن غفير في حديث للقناة 11 الإسرائيلية، أمس الأحد، بأنه سيفعل كل شيء "لمنع السياسة العنصرية" -وفق وصفه- في المسجد الأقصى، وسيطالب سيطالب مجلس الوزراء السياسي والأمني الكابينت بمناقشة القضية.
ونوهت "هآرتس" أن ايتمار بن غفير يواصل منذ عام 2020 مطالبة بنيامين نتنياهو بالموافقة على صلاة اليهود في المسجد الأقصى، كشرط لتوحيد القوائم اليمينية في الانتخابات، إلا أن نتنياهو كان دائمًا يرفض طلبه، ولذلك خاض بن غفير الانتخابات بشكل منفصل، ولم يتخطى نسبة الحسم، فخسرت كتلة نتنياهو نحو 20 ألف صوت.
وسبق أن برر نتنياهو رفضه طلب ايتمار بن غفير بهذا الخصوص بأنه "سيشعل النار في الشرق الأوسط، وسيثير غضب مليار مسلم ضد "إسرائيل"، وهو ليس مستعدًا للقيام بمثل هذه الخطوة من أجل الانتصار في الانتخابات.
وأضافت "هآرتس"، أن بنيامين نتنياهو اليوم مختلفٌ عن الرجل الذي رفض سابقًا هذا الشرط، فقد تعهد مؤخرًا أن ايتمار بن غفير لن يكون وزيرًا في حكومة يرأسها، لكنه حاليًا تخطى تلك الحدود، ومنح ايتمار بن غفير حقيبة وزارة وصلاحيات واسعة جدًا، ويبدو أنه سيكون صعبًا عليه رفض طلب بن غفير بالسماح لليهود بالصلاة في المسجد، حتى على حساب المواجهة السياسية والتصعيد في المنطقة.
بنيامين نتنياهو تعهد مؤخرًا أن ايتمار بن غفير لن يكون وزيرًا في حكومة يرأسها، لكنه حاليًا تخطى تلك الحدود، ومنح ايتمار بن غفير حقيبة وزارة وصلاحيات واسعة جدًا، ويبدو أنه سيكون صعبًا عليه رفض طلب بن غفير بالسماح لليهود بالصلاة في المسجد
ونقلت عن مصادر شاركت في المفاوضات الائتلافية بين حزبي الليكود وقوة يهودية قولهم إن موضوع المسجد الأقصى لم يُطرح خلال المفاوضات بسبب طبيعتها المتفجرة، مؤكدين أن هذه المواضيع سيتفق عليها بن غفير مباشرة مع نتنياهو.
وأشارت المصادر إلى أن تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى يتطلب الحصول على موافقة أردنية، وهو أمر يُستبعد حدوثه.
وأوضحت "هآرتس"، أن ايتمار بن غفير قد يجد شريكًا له في مخططاته بخصوص المسجد الأقصى، وهو قائد منطقة القدس في شرطة الاحتلال دورون ترجمان، إذ تجمع بن غفير علاقة وثيقة بزوجة ترجمان بسبب النشاط المشترك المتعلق بتشجيع اليهود على اقتحام المسجد الأقصى، منوهة أن نسبة الاقتحامات للمسجد ارتفعت منذ تولي ترجمان منصبه، كما ارتفعت الحالات التي يتغاضى فيها عناصر الشرطة عن أداء المستوطنين صلوات في الساحة الشرقية من المسجد بعيدًا عن عيون المصلين المسلمين.
ايتمار بن غفير قد يجد شريكًا له في مخططاته بخصوص المسجد الأقصى، وهو قائد منطقة القدس في شرطة الاحتلال دورون ترجمان
وتابعت: "ليس صدفة أن دورون ترجمان لا يستخدم عبارة الوضع الراهن في كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى، بل يتحدث عن عادات المكان، وهو أمر يتغير ببطء وبحذر، تحت العين الساهرة لحراس الأوقاف -الأردنية- الذين يتعقبون دخول اليهود إلى ساحات المسجد الأقصى".
واعتبرت "هآرتس" أن بنيامين نتنياهو تعلم بحكم التجربة أن أي تغيير في بيئة المسجد الأقصى يمكن أن يؤدي لتصعيد أمني حاد، حتى لو تم تنفيذ التغييرات التي يخطط لها ايتمار بن غفير بهدوء وعبر خطوات صغيرة، مثل أن يأمر القائد العام للشرطة بتوسيع نطاق سياسة غض الطرف عن صلاة اليهود لتصبح بشكل علني أكثر وبعدد أكثر، وتخفيف سياسة تطبيق القانون بحقهم بشكل جوهري.
وأكدت أن القائد العام لشرطة الاحتلال يريد إرضاء من قد يقرر مستقبله، وفي هذه الحالة هذا الشخص هو ايتمار بن غفير، وكذلك الأمر بالنسبة لقائد منطقة القدس في الشرطة، الذي يتطلع لترقيته إلى منصب القائد العام، وبالتالي سيستجيبان لأوامر وزير الأمن القومي الجديد ايتمار بن غفير.