23-سبتمبر-2024
هاجم الجيش الإسرائيلي ألف "هدف" في لبنان اليوم، واستهدف قياديًا في حزب الله ببيروت

هاجم الجيش الإسرائيلي ألف "هدف" في لبنان اليوم، واستهدف قياديًا في حزب الله ببيروت

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة، الإثنين، مقالًا لرون بن يشاي، المعلق العسكري في الصحيفة، حملت عنوان "انتهى عصر الاحتواء"، استعرض كاتبه المستجدات على الجبهة اللبنانية، والتّصعيد الإسرائيلي ضدّ لبنان.

رون بن يشاي في يديعوت: خيار التصعيد الإسرائيلي بمناورة برية، هو ما قد يجعل حسن نصر الله أكثر انتباهًا للمقترحات السريّة التي تقدمها واشنطن في المفاوضات 

وقال بن يشاي في مقاله إنه إذا استمر الجيش الإسرائيلي في السيطرة على التصعيد ضدّ حزب الله، وتمكن الأميركيون من إدارة المفاوضات الدبلوماسية بشكل سريّ للتوصل إلى تسوية مقبولة للطرفين، فستكون هناك إمكانية لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، لكن الاختبار الحقيقي هو في كيفية تنفيذ هذه التسوية.

وأكد بن يشاي أن حزب الله يهدد إسرائيل على جبهتين؛ الأولى لمستوطنات الشمال وحتى حيفا، والثانية تشمل الجبهة الداخلية الإسرائيلية، حيث يستخدم صواريخ دقيقة بعيدة المدى تهدد البنية التحتية العسكرية والمدنية، والجبهة الحدودية، وتُعرّض سكان المستوطنات الحدودية لتهديد مباشر من أسلحة متطورة مثل الطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للدبابات. ورغم أن التهديد الداخلي لم يتحقق بعد، فإن حزب الله نجح في خلق منطقة محروقة داخل إسرائيل، ما أدى إلى إجلاء حوالي 60 ألف شخص.

وأضاف أنه لكي يتمكن الجيش الإسرائيلي من التعامل مع التهديد الثاني والشامل للجبهة الداخلية الإسرائيلية، والقضاء عليه، سيتعين على "إسرائيل" الشروع في حرب شاملة ستطول أمدها وتدفع ثمنًا باهظًا من الخسائر والأضرار الاقتصادية على حد سواء.

وأشار المقال إلى أن قرار الحكومة الإسرائيلية قبل أسبوعين ركّز على التهديدات الموجّهة لسكان الشمال وليس على إزالة كل التهديدات، وأن الحرب الطويلة الأمد ضد الجبهة الداخلية قد تتسبب بخسائر اقتصادية وبشرية كبيرة، مع احتمالية تدخُّل إيران وحلفائها.

وأضاف أنّ "إدارة بايدن/هاريس أوضحت لإسرائيل عدم رغبتها في خوض حرب شاملة خوفًا من تصعيد إقليمي قد يؤثّر على أسعار النفط العالمية والانتخابات الأمريكية. كما أن حزب الله يدرك أن الحرب الشاملة ستؤدي إلى دمار هائل في لبنان".

وأوضح بن يشاي أن مهمّة الجيش الإسرائيلي صعبة، لكنها "ممكنة إذا التزم الجيش بمبادئ المبادرة، والاستمرارية، والسيطرة على التصعيد". وأشار إلى أنّ "التجارب العسكرية تقول إن الطرف الذي يواصل الإمساك بزمام المبادرة خلال التصعيد، هو من يحقق النصر".

ولفت إلى أنّ "الجيش الإسرائيلي قدّم خططًا إستراتيجية تسمح بخطوات تصعيدية استباقية، وفي حال لم تكن الضغوط الجوية والمدفعية كافية، فإن خيار التصعيد بمناورة برية، هو ما قد يجعل نصر الله أكثر انتباهًا للمقترحات السريّة".

واختتم بن يشاي مقاله بتحذير الحكومة الإسرائيلية قائلًا: "إذا تم التوصّل إلى تسوية عبر المفاوضات، فإن الاختبار الحقيقي سيكون في تنفيذها. عصر الاحتواء انتهى، حتى إذا تم التوصّل إلى تسوية مرضية".

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تحدّثت عن حملة عسكرية ودبلوماسية إسرائيلية بالتعاون مع الولايات المتحدة تهدف إلى إعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم، مع استمرار الضغط العسكري المكثّف على حزب الله ومتابعة جهود الوساطة الدبلوماسية.