أثارت امتحانات الثانوية العامة في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال دورتها الأولى، الكثير من التفاعل والجدل. هذا التفاعل الذي جاء خارج القاعات نتيجة أحداث حصلت داخلها، ساهم في إبراز العديد من القضايا، فيما ساهم جزء من هذه الأحداث والنقاشات في ترك آثار على امتحانات الثانوية العامة لسنوات.
أثارت امتحانات الثانوية العامة في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال دورتها الأولى الكثير من التفاعل والجدل حولها
لعل واحدةً من أبرز الأحداث التي تفاعل معها الناس، هو المقطع المصور للطالبة في الثانوية العامة من قطاع غزة نور السويركي أو التي باتت تعرف باسم "أم اللوز"، وذلك بعد خروجها من إحدى الامتحانات والإعلان عن حدوث حالات غش وحصولها على إجابات سؤال الاختيار المتعدد كاملةً. الفيديو الذي تم التعامل معه بشكلٍ فكاهي في لحظة نشره، تحول إلى علامة في امتحانات التوجيهي وذلك بعد قرار وزارة التربية والتعليم الفلسطينية تغيير نمط الامتحانات في الثانوية العامة، وإلغاء سؤال الاختيار المتعدد من الامتحانات.
أما التفاعل الكبير مع الطالبة نور، والذي ساهم في زيادة متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي، جعل كُثر ينتظرون صدور النتائج بحثًا عن نتيجتها، ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة من خلال مئات النتائج على محركات البحث التي تقدم للجمهور نتيجة الطالبة "أم اللوز" كما وصفت في عناويين معظم الأخبار عنها، فيما كان يمكن سماع استفسارات كثيرة من قبل الناس في شوارع المدن حول النتيجة التي حصلت عليها.
المقطع المصور الذي راج بشكلٍ كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، ساهم في إظهار نقاشات مجتمعية أخرى تطالب بتغيير نظام التوجيهي. أمّا يوم النتائج، فقد أعاد التذكير بالعادة التي تكررت طوال سنوات، وهي تسريب نتائج الثانوية العامة، قبل الإعلان الرسمي عنها في المؤتمر الصحفي، وكان يظهر ذلك من خلال منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تحتفي بالنتائج وتقدم التهاني رغم عدم الإعلان رسميًا عنها، بالإضافة إلى بداية إطلاق المفرقعات قبل ساعات من الموعد المفترض لصدور النتائج. ويبدو أن هذه القضية كانت مؤرقةً لوزارة التربية والتعليم في هذا العام، مما دفع مدير عام القياس والتقويم والامتحانات في وزارة التربية والتعليم محمد عواد إلى الإعلان عن قيامه بتقديم استقالته فورًا في حال حدوث أي تسريب للعلامات قبل الإعلان الرسمي.
جاء ذلك بعد تداول قائمة أسماء تحتوي على معدلات الأوائل في الثانوية العامة، وهي ما ساهم في تحريك الوزراة. وفي كل الأحوال، لم تكن الأسماء المُسربة حقيقيةً كما يتضح عند مقارنتها مع النتائج التي أعلنت صباحًا.
احتفالات نتائج الثانوية العامة في مدينة رام الله اليوم
Posted by Ultra Palestine - الترا فلسطين on Saturday, July 30, 2022
وفي حين سمع الناس أصوات المفرقعات في وقتٍ مُبكرٍ هذا العام أيضًا، فإن الوزارة أيضًا كانت قد قدمت نتائج 6 طلبة في الثانوية العامة من الطائفة السامرية عصر يوم أمس الجمعة، وذلك بعد مطالبات الطائفة بحصول طلبتها على النتائج في أي يوم ما عدا يوم السبت، بسبب حرمته لديها.
وكالمعتاد، استخدمت في احتفالات صدور نتائج التوجيهي، الألعاب النارية والأسلحة بدرجةٍ أقل، في الوقت الذي يبدو أن الشرطة الفلسطينية تسعى للحد من هذه الظاهرة، وقد ظهر ذلك في توقيف أكثر من 36 شخصًا في الضفة الغربية وقطاع غزة، مع أحداث إطلاق نار محدودة نسبيًا، بالترافق مع مصادرة أكثر من 10 قطع سلاح من مستخدميها، ورغم ذلك أصيب 4 أشخاص بالرصاص الحي الطائش خلال الاحتفالات.
أمّا نمط الاحتفال بالألعاب النارية، فقد بقي مستمرًا، ورغم ذلك شهدت أجواء المدن هدوءًا في ساعات ما بعد الظهيرة، على عكس السنوات السابقة التي كان يستمر فيها استخدام المفرقعات طوال النهار. أما الظاهرة الجديدة التي بدأت تنتشر في احتفالات التوجيهي، فهي استخدام السيارات للتفحيط بشكلٍ أكبر وإغلاق الطرقات، والتي دفعت الشرطة لاعتقال أكثر من 7 أشخاص وحجز عدة مركبات خصوصًا في الضفة الغربية، في محاولةٍ للسيطرة على هذه الظاهرة التي تتصاعد في كل عام.
