الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
استعرض أمير بخبوط، المعلق العسكري لموقع "واللا" العبري، أبرز العمليات التي شهدها شهر آب/أغسطس الماضي في الضفة الغربية، واصفًا هذا الشهر بأنه "أغسطس القاتل"، ومعتبرًا أن هذه العمليات تشير إلى استمرار أزمة الأمن الشخصي للمستوطنين، رغم الوعود الانتخابية الكبيرة لأعضاء الائتلاف الحكومي.
أعضاء الائتلاف الحكومي الحالي تعهدوا في حملتهم الانتخابية نهاية العام الماضي "بمعالجة مشكلة الأمن الشخصي، ولكن في ظل موجة الهجمات العنيفة التي ابتليت بها دولة إسرائيل في الأشهر الأخيرة يبدو أن الأمور قد تغيرت وخرجت عن السيطرة"
وقال بخبوط، إن عمليات إطلاق النار والطعن ورشق الحجارة أصبحت "روتينيًا حقيقيًا في الواقع الإسرائيلي" في الأشهر الأخيرة، منوهًا أن أعضاء الائتلاف الحكومي الحالي تعهدوا في حملتهم الانتخابية نهاية العام الماضي "بمعالجة مشكلة الأمن الشخصي، ولكن في ظل موجة الهجمات العنيفة التي ابتليت بها دولة إسرائيل في الأشهر الأخيرة يبدو أن الأمور قد تغيرت وخرجت عن السيطرة".
وأشار بخبوط إلى 14 عملية "خطيرة" في شهر آب/أغسطس، أسفرت عن مقتل خمسة جنود ومستوطنين وإصابة أكثر من 25 آخرين. وهذه العمليات هي:
1 أغسطس - مستوطنة "معاليه أدوميم"، حيث أصيب ستة أشخاص بجروح خطيرة ومتوسطة في هجوم إطلاق نار وقع في ساحة الماس بالقرب من مركز مستوطنة معاليه أدوميم التجاري. ونفذ العملية مهند المزارعة (20 عامًا) من العيزرية، وقد استُشهد في الموقع برصاص شرطي كان في طريقه لصالون حلاقة، بينما قالت شرطة الاحتلال إنه دخل إلى المستوطنة بتصريح عمل.
2 أغسطس - غور الأردن، حيث أصيبت مستوطنة بجروح طفيفة بعد إصابتها بشظية في هجوم على مفترق الحمرا في الأغوار. وبحسب التقارير، حينها، فقد تم إطلاق النار من سيارة مسرعة، وعُثر على آثار 6 رصاصات في السيارة، إضافة إلى أجزاء من السلاح المستخدم في العملية بالقرب من الموقع. واتهم الاحتلال، الشاب أحمد وليد أبو عرة بتنفيذ العملية، وصباح اليوم الجمعة نفذ الجيش اقتحامًا كبيرًا لاعتقاله، لكن العملية فشلت وتم اعتقال شقيقه ومواطنين آخرين، واستشهاد شاب في الاشتباكات التي شهدتها العملية.
5 أغسطس - تل أبيب، حيث قُتل ضابط أمن تابع للبلدية بإطلاق نار في شارع مونتيفيوري، كما استشهد في الموقع الشاب كمال أبو بكر منفذ العملية، وهو من قرية رمون.
6 أغسطس - القدس، حيث تم تنفيذ هجوم بالحجارة بالقرب من الجامعة العبرية، وقد أدى ذلك لإصابة سبعة مستوطنين بجروح طفيفة. وفي اليوم التالي، 7 أغسطس، تعرضت مركبة مستوطنة للرشق بالحجارة على شارع 60 بالقرب من مستوطنة شيلو، وقد أدى ذلك لإصابة مستوطن بجروح طفيفة.
10 أغسطس - بيتح تكفا، حيث وقعت عملية طعن في مرآب للسيارات، وهذه المرة كان المنفذ مواطنٌ أردني، دخل إلى البلاد بموجب تصريح عمل، وقد قالت مصادر إسرائيلية إنه صرخ "الله أكبر" ثم طعن المستوطن، ليتم اعتقاله وتحويله للتحقيق بتهمة تنفيذ عملية طعن على خلفية قومية.
12 أغسطس - القدس مرة أخرى، حيث هاجم شبان من العيسوية بالحجارة والألعاب النارية مستوطنين قرب عين كارم المهجرة، وقاموا بضربهم.
19 أغسطس - حوارة، حيث نفذ شابٌ عملية إطلاق نار في مغسلة للسيارات أسفرت عن مقتل إسرائيليين. واتهم الاحتلال، الشاب أسامة عيسى بني فضل من بلدة عقربا جنوب شرق نابلس، الذي يدرس هندسة الميكانيكا في جامعة النجاح، بتنفيذ العملية. وحتى لحظة نشر هذا المقال مايزال الشاب أسامة مطاردًا للاحتلال.
20 أغسطس - ترمسعيا، حيث تعرض مستوطنٌ لهجوم من أبناء بلدة ترمسعيا شمال رام الله، بعد دخوله إلى بلدتهم، وقد أسفر ذلك عن إحراق مركبته بالكامل، واحتجاز المستوطن إلى حين وصول قوة من جيش الاحتلال وتسلمه.
21 أغسطس - الخليل، حيث قُتلت مستوطنة وأصيب مستوطنٌ في عملية إطلاق نار من مركبة قرب مستوطنة بيت حجاي، عند الدوار المؤدي من الخليل إلى دورا ويطا وبني نعيم. وأعلن الاحتلال اعتقال الشقيقين صقر ومحمد الشنتير بتهمة تنفيذ العملية. وفي اليوم ذاته، 21 أغسطس، تعرضت مركبات مستوطنين للرشق بالحجارة في شارع 557 شمال الضفة، ما أدى لإصابة مستوطن بجروح طفيفة.
25 أغسطس - القدس، حيث تعرض أفراد شرطة وجنود حرس حدود للرشق بالحجارة في البلدة القديمة، ما أدى لإصابة ثلاثة منهم بجروح طفيفة.
30 أغسطس – القدس، حيث أصيب مستوطنٌ بجروح متوسطة نتيجة تعرضه للطعن في محطة القطار الخفيف في شارع شبتي، وتم قتل الطفل خالد سامر الزعانين (14 سنة) من بيت حنينا في الموقع بتهمة تنفيذ العملية.
31 أغسطس – حاجز بيت سيرا، حيث قُتل جنديٌ وأصيب اثنان آخران دهسًا بشاحنة يستقلها داود درس من بلدة دير عمار الذي استشهد في الموقع. وأفيد أن الجندي القتيل يحمل رتبة رقيب، وقد جاء إلى "إسرائيل" من أوكرانيا منفردًا، وترك عائلته خلفه، ليلتحق بالجيش الإسرائيلي ويلقى حتفه هناك.
يُشار أن العمليات التي استعرضها أمير بخبوط هي العمليات التي تصنف إسرائيليًا بأنها "هجمات بادر لها الفلسطينيون"، ولا تشمل العمليات أثناء التصدي لاقتحامات جيش الاحتلال، مثل تفجير عبوات ناسفة شديدة الانفجار أثناء اقتحام مدينة نابلس في الليلة الأخيرة من شهر أغسطس، ما أدى لإصابة ستة جنود أحدهم وصفت حالته بأنها خطيرة.
بينما انقسم مصير منفذي العمليات الفلسطينيين بين القتل أو الاعتقال، ومايزال أحدهم مطاردًا، فإن المستوطنين المتهمين بقتل قصي معطان في برقة لم يلقيا مصيرًا مشابهًا. فأحدهما أفرج عنه بدون محاكمة بذريعة عدم كفاية الأدلة، والآخر خضع للعلاج في المستشفى، ثم أفرج عنه،
وفي المقابل، شهد شهر آب/أغسطس استشهاد 20 فلسطينيًا برصاص جنود الاحتلال والمستوطنين، من محافظات القدس ونابلس وجنين ورام الله والبيرة وأريحا وطولكرم. ويُعتبر الهجوم الإرهابي الذي نفذه مستوطنون في قرية برقة شرق رام الله هو الحدث الأعنف في أغسطس، حيث استشهد الشاب قصي معطان وأصيب آخرون.
وبينما انقسم مصير منفذي العمليات الفلسطينيين بين القتل أو الاعتقال، ومايزال أحدهم مطاردًا، فإن المستوطنين المتهمين بقتل قصي معطان في برقة لم يلقيا مصيرًا مشابهًا. فأحدهما أفرج عنه بدون محاكمة بذريعة عدم كفاية الأدلة، والآخر خضع للعلاج في المستشفى، ثم أفرج عنه، بعد إعداد لائحة اتهام تتضمن اتهامات مخففة، ومايزال طليقًا -بقرار قضائي- ورغم لائحة الاتهام هذه. وإضافة لذلك، اعتقل الاحتلال مواطنًا وأبناءه الثلاثة بتهمة المشاركة في المواجهات مع المستوطنين، قبل أن يفرج عنهم بعدما أكد مقطع فيديو أن المستوطنين هم من توغلوا في أراضي برقة مسافة 2 كم، ما ينفي تمامًا مزاعم الاحتلال بأن الفلسطينيين هم من بادروا بالهجوم على المستوطنين.
وكان جهاز "الشاباك" حذر من أن الهجمات الإرهابية التي ينفذها إرهابيون يهود في الضفة تؤدي إلى زيادة التحاق الفلسطينيين بخلايا المقاومة ودافعيتهم لتنفيذ عمليات. كما أكدت تقارير لـ"يديعوت أحرنوت" و"هآرتس" وجود تواطؤ وتعاون بين الجيش وأعضاء كنيست ووزراء في الحكومة من جهة، وأعضاء التنظيمات الإرهابية اليهودية من جهة أخرى.