الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
كشف باحثون إسرائيليون عن نقش كنعانيّ حُفر على مشط مصنوع من العاج، يعود عمره إلى نحو 3700 عام، ويُعتقد أنّه أقدم جملة مكتوبة بالحروف الأبجدية في التاريخ، الأمر الذي من شأنه تسليط الضوء على استخدام اللغة الكنعانية.
واحدٌ من أقدم النقوش الكنعانية المكتشفة حتى الآن، ويُعتقد أنه كتب بعد فترة قصيرة من اختراع الأبجدية قبل حوالي أربعة آلاف عام
وجرى اكتشاف المشط المصنوع من ناب فيل في عام 2017، في موقع أثري بمنطقة تل الدوير في قرية القُبيبة التي هجّر الاحتلال الإسرائيلي أهلها أثناء نكبة فلسطين، ثم دمّرها وأقام على أنقاضها مستوطنة "لخيش" عام 1955. لكنّ النّقش النادر لم يظهر على المشط إلّا مؤخرًا بعد معالجته، بحسب ما جاء في بيان للجامعة العبرية في القدس المحتلة، الأربعاء.
و"تل الدوير" الذي عثر فيه سابقًا على معبد كنعاني تابع للقرية يقع في منتصف الطريق الموصل إلى غزة، على بعد 30 كيلومترًا جنوب شرق عسقلان، ويعرف التل أيضًا باسم "تل لخيش" وهو اسم مدينة "لخيش" الكنعانية الرئيسة التي كانت قائمة في المكان.
ويعتقد علماء الآثار أنّ النقوش المكتشفة كتبت بعد فترة قصيرة من اختراع الأبجدية، أي قبل حوالي أربعة آلاف عام.
وبحسب ما جاء في البيان الذي أوردته صحيفة "هآرتس" اليوم، فإنه وبعد تنظيف المشط، اكتشف باحثون من جامعات "العبرية" و"بن غوريون" وجود نقش صغير باهت حُفر عليه، ولم يكن بالإمكان تمييزه من قبل.
ووفق البيان، فإن النقش مكوّن من 17 حرفًا كنعانيًا، يتراوح حجمها بين واحد وثلاثة مليمترات، محفورة بشكل سطحي للغاية على المشط الذي يبلغ حجمه حوالي 3.5 في 2.5 سنتيمتر. وقد تمكن الدكتور "دانيال وينشتوف" من جامعة "بن غوريون" من فك رموزها، حيث شكّلت الحروف مجتمعة 7 كلمات كنعانية، بمثابة تعويذة، نصّها: "ليقتل هذا العاج قمل الشعر واللحية".
علماء آثار: الجملة الكنعانية التي نُقشت على مشط العاج دليل مباشر على استخدام الأبجدية في الأنشطة اليومية منذ حوالي 3700 عام وعلامة بارزة في تاريخ قدرة الإنسان على الكتابة
ووجد فريق البحث الإسرائيليّ أن جانبًا من المشط يحتوي 14 سنًّا ناعمًا جرى استخدامها لإزالة القمل وبيضه، بينما احتوى الجانب الآخر على ستة أسنان سميكة تستخدم لفك تشابك العقد في الشعر، كما تم العثور على بقايا قمل الرأس.
ونُشرت نتائج البحث العلمي في "مجلة القدس لعلم الآثار"، وقد خلصت الدراسة إلى أن الأبجدية التي اخترعها الكنعانيون حوالي عام 1800 قبل الميلاد، شكّلت الأساس لمعظم اللغات الحديثة في العالم. في الماضي.
وقالت الدكتورة مادلين مومتس أوغلو، من معهد علم الآثار في الجامعة العبرية والمشاركة في البحث، إن "بالإمكان رؤية أنّ أسنان المشط مكسورة، لكن البقايا تشير إلى أن أحد الجانبين له أسنان سميكة والجانب الآخر به أسنان أرقّ".
ويعتقد أستاذ علم الآثار في الجامعة العبرية يوسف غارفينكل أن القطعة الأثرية "تقدّم دليلًا مباشرًا" على استخدام الأبجدية الكنعانية في الحياة اليومية. وأشار إلى أن ذلك "علامة بارزة في تاريخ قدرة الإنسان على الكتابة".
علامة بارزة في تاريخ قدرة الإنسان على الكتابة
ورجّح علماء الآثار أن المشط كان على الأرجح قطعة فاخرة مستوردة من مصر، إذ لم تكن هناك فيلة في كنعان، وبالتالي لا يوجد عاج. وأشارت نتائج البحث إلى أنه حتى الأشخاص من ذوي المكانة الاجتماعية العالية عانوا من القمل في حينه.
