الترا فلسطين | فريق التحرير
اعترف جيش الاحتلال، الثلاثاء، أن ألف جندي وضابط أصيبوا في المواجهات مع المقاومة في قطاع غزة، منذ بداية حرب غزة 2023. ويأتي هذا الإعلان ليضاعف أزمة جيش الاحتلال المتفاقمة منذ إطلاقه الهجوم البري، وهي التي أحدثت، وفقًا لخبراء، تراجعًا كبيرًا في ثقة الجمهور الإسرائيلي بقدرة الجيش على تحقيق أهدافه المعلنة بالقضاء على حركة حماس عسكريًا وعلى حكمها لقطاع غزة.
وأوضح جيش الاحتلال أن 202 من الجرحى حالتهم خطيرة، و320 حالتهم متوسطة، و470 آخرين حالتهم طفيفة، مبينًا أن 29 من المصابين بجروح خطيرة مازالوا يخضعون للعلاج في المستشفيات، وكذلك 183 من الحالات المتوسطة، و74 من الحالات الطفيفة، مازالوا أيضًا يتلقون العلاج في المستشفيات. أما عدد الجنود والضباط القتلى المعلن عنه رسميًا منذ عملية طوفان الأقصى فبلغ 392 قتيلاً، أغلبهم قتلوا في العملية يوم طوفان الأقصى، بينما بلغ عدد القتلى في العملية البرية 69 قتيلاً.
ماتزال المعطيات الرسمية الإسرائيلية محل تشكيك لدى الجمهور الإسرائيلي، بحسب خبراء في الشأن الإسرائيلي، الذين يؤكدون أن أحاديث الإسرائيليين في المنتديات تشير إلى خسائر كبيرة في الأرواح وإصابات كثيرة، يشاهدونها تنقل في الطائرات إلى المستشفيات
وكشف جيش الاحتلال عن هذه المعطيات بعد طلب من صحيفة هآرتس، وهي تنشر لثاني مرة منذ بداية حرب غزة 2023، إذ كانت المرة الأولى في الأيام الأولى من الحرب، حيث كان العدد حينها 260 جريحًا. ومنذ ذلك الحين، امتنع جيش الاحتلال الكشف عن أعداد الجرحى.
وماتزال المعطيات الرسمية الإسرائيلية محل تشكيك لدى الجمهور الإسرائيلي، بحسب خبراء في الشأن الإسرائيلي، الذين يؤكدون أن أحاديث الإسرائيليين في المنتديات تشير إلى خسائر كبيرة في الأرواح وإصابات كثيرة، يشاهدونها تنقل في الطائرات إلى المستشفيات، هذا عدا عن شهادة جنود عائدين من ميادين القتال في قطاع غزة. وفي هذا السياق، يأتي حديث مدير المقبرة العسكرية الإسرائيلية في 20 تشرين ثاني/نوفمبر، الذي أكد أن هناك جنازة كل ساعة أو ساعة نصف، وأنهم في مقبرة جبل هرتزل وحدها دفنوا 50 جثة في 48 ساعة.
الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى، قال إن هذا الإعلان عن عدد الجرحى قد يكون محاولة من الجيش لتحضير الجمهور الإسرائيلي إلى صعوبة الوضع في قطاع غزة، وأن يكون تمهيدًا بأن استمرار العملية البرية سيؤدي لخسائر كبيرة، من أجل تخفيض سقف التوقعات من هذه العملية لدى الجمهور الإسرائيلي.
وأكد مهند مصطفى، أن الكثير من التصريحات التي يدلي بها مسؤولون إسرائيليون حول استئناف الحرب بعد الهدنة هي للاستهلاك المحلي، والجمهور الإسرائيلي بدأ يدرك ذلك، غير أن هذا لا يعني أن الجيش لن يستأنف العملية بعد الهدنة، بل سيفعل ذلك لكن نهاية الحرب على قطاع غزة بدأت.
فضيحة الإصابات في جيش الاحتلال، ليست أكبر الضربات التي تلقاها الجيش في أيام الهدنة. فصحيفة "يديعوت أحرنوت" كشفت عن حادثة اضطر جيش الاحتلال إلى الاعتراف بها، وهي انسحاب سرية من الجيش من معركة مع المقاومة في شمال قطاع غزة، ليعلن جيش الاحتلال أنه عاقب قائد السرية ونائبه بسبب هذه الحادثة، في حين قال الجنود في التحقيقات معهم إنهم وجدوا أنفسهم في معركة صعبة وبدون الغطاء الجوي اللازم.
هذا ليس كل شيء، فالشعار الأكبر لجيش الاحتلال بعد 48 يومًا من حرب غزة 2023 كان "فقدان حركة حماس السيطرة على شمال قطاع غزة". وإثر ذلك، استغل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو فترة الهدنة المؤقتة من أجل الوصول إلى شمال قطاع غزة والتقاط صور هناك.
لكن، قبل أن ينقضي ذلك اليوم، وجهت كتائب القسام ضربة ثقيلة لنتنياهو وجيشه، عندما قامت بتسليم دفعة الأسيرات الثالثة في شمال قطاع غزة، وتحديدًا بجانب نصب تذكاريّ عن الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون الأسير في غزة، بل أظهر فيديو كتائب القسام أن مقاتليها شاركوا في ما يشبه الاستعراض أثناء عملية التسليم في هذه المنطقة، ما ينفي ادعاء الاحتلال حول فقدان كتائب القسام السيطرة هناك أو انتقالها للاحتلال من جهة، ويؤكد أن أسرى الاحتلال كانوا قريبين من جيشه ولكنه لم يستطع الوصول إليهم.
▶️ #فيديو بثّته كتائب القسام للحظة تسليم مقاتليها الدفعة الثالثة من المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة ضمن التهدئة الإنسانية، والإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال.#الترا_فلسطين.. متابعة شاملة للأحداث:
✅ واتساب:https://t.co/jw7RFdWq8H
✅تيليغرام:https://t.co/kNLyhu3mzX pic.twitter.com/WsPeSg1Ssv— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) November 26, 2023
وبالفعل، أكد محللون إسرائيليون، أن هذه المشاهد تؤكد أن حركة حماس مازالت تحتفظ بجزء كبير من سيطرتها وقواتها في شمال قطاع غزة. أحد هؤلاء المعلقين هو المراسل العسكري للقناة 12 الإسرائيلية الذي أكد بعد ما يقارب 50 يومًا من حرب غزة 2023 أن "حركة حماس مازالت قوية"، وقال إنه يعلم بأن "لا أحد يُحب سماع ذلك، وهو يأسف لقوله. ولكنها الحقيقة".
وزاد طين الورطة الإسرائيلية بلة، عندما أظهرت صورٌ في بيت حانون، شمال قطاع غزة، معداتٍ وأدواتٍ خاصة بجنود الاحتلال بينها القلادة الخاصة ورصاصًا وخوذات وثيابًا ممزقة.
كما بثت قناة الجزيرة صورًا تظهر حطام آليات عسكرية إسرائيلية مستهدفة بقذائف موجهة مضادة للدروع شمال قطاع غزة.
هذه المشاهد تؤكد مرة أخرى مصداقية إعلانات كتائب القسام المتتالية حول توجيه ضربات قاسية بعضها من مسافة صفر وإيقاع قتلى بالعشرات في صفوف جيش الاحتلال، خاصة إعلان "أبو عبيدة" عشية دخول الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ، أن مقاتلي كتائب القسام هاجموا قوة وأجهزوا على جنودها ثم انتظروا قوة النجدة وهاجموها. إلى جانب عملية نفذها مقاتلٌ واحد استهدفت ثمانية جنود واشتباكه معهم موقعًا قتلى وجرحى دون أن يستطيعوا اكتشاف مصدر إطلاق النار.
إلى جانب ذلك، ماتزال مشكلة الجنود المتهربين من الخدمة قائمة، إذ أن ألفي جندي أغلبهم من القوات النظامية، وهناك المئات منهم من قوات الاحتياط، رفضوا تنفيذ التعليمات بالالتحاق بوحداتهم بعد عملية طوفان الأقصى. وينوي جيش الاحتلال إطلاق حملة في بداية شهر كانون أول/ديسمبر لملاحقة الجنود المتهربين، وهو يفكر بتشديد العقوبة عليهم لتصل إلى ثلاثة أيام حبس مقابل كل يوم من التغيب، إضافة إلى تكسير الرتبة العسكرية.