10-أكتوبر-2023
آثار القصف الإسرائيلي على منطقة سكنية في غزة | تصوير بلال صباغ

آثار القصف الإسرائيلي على منطقة سكنية في غزة | تصوير بلال صباغ

الترا فلسطين | فريق التحرير

يستخدم الاحتلال الإسرائيلي في "حرب غزة 2023" القنابل الفسفورية المعروفة بـ"القنابل البيضاء"، إضافة إلى القنابل الارتجاحية، وهي أسلحة حارقة ومدمرة، محرمٌ استخدامها دوليًا ضد البشر والبيئة وفق ما أعلنته الأمم المتحدة عام 1983، وتعتبر أيضًا جرائم حرب.

الاحتلال استخدم القنابل الفسفورية خلال قصفه مدينة خانيونس غرب القطاع يوم الأحد، وقد ارتقى على إثر هذا القصف عشرات الشهداء

وأظهر مقطع فيديو لغارة إسرائيلية ليلة الإثنين، أن طائرات الاحتلال استخدمت بالفعل القنابل الفسفورية ضد أهداف في قطاع غزة.

وأكد العميد سمير الخطيب، مساعد مدير الدفاع المدني للعمليات والطوارئ، أن الاحتلال استخدم القنابل الفسفورية خلال قصفه مدينة خانيونس غرب القطاع يوم الأحد، وقد ارتقى على إثر هذا القصف عشرات الشهداء، "لأنه سلاح غازي سام، سريع الانتشار يؤدي للحرائق من جهة، وإلى تلوث الهواء والماء والأتربة، وينعكس ذلك على كل ما هو بشري وحي على الأرض".

وفي حديثه لـ الترا فلسطين، شبّه سمير الخطيب، القنابل الفسفورية بالقطن، لسرعة انتشارها أثناء الانفجار، مبينًا أنها تؤدي إلى حروق من الدرجة الثانية والثالثة وأمراض جلدية عديدة، واستنشاق غازها يؤدي للاختناق والإصابة بأمراض الجهازين، التنفسي والعصبي، وكذلك يسبب أضرارًا بالغة في الكبد والقلب والكلى، وفي نهاية المطاف الموت".

والقنبلة الفسفورية، قنبلة حرارية مدمرة، تنشط كيميائيًا بشكل سريع، وتتفاعل مع الغلاف الجوي، وتستخدم في الحروب لإحداث حرائق بهدف تطهير مواقع معينة، وإضاءة ساحة المعركة ليلاً لتمييز الأهداف، ولإحداث خسائر بشرية واسعة النطاق عن طريق الموت المباشر أو نقل مواد مسرطنة.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استخدم القنابل الفسفورية أول مرة في عدوانه على غزة عام 2008، ومنذ ذلك الحين، يواجه الدفاع المدني في غزة صعوبةً في إجلاء المصابين بهذه القنابل، إذ يقول سمير الخطيب: "الحرائق التي تسببها القنابل الفسفورية لا يمكن إطفاؤها من أول مرة، بل قد نضطر 10 مرات لاستخدام مختلف أدوات الإطفاء للسيطرة على حريقها، الذي يتجدد كلما توقف".

أما القنابل الارتجاجية فإن الاحتلال يستخدمها في معظم حروب قطاع غزة وفقًا لسمير الخطيب.

وأوضح الخبير العسكري قاصد محمود لـ الترا فلسطين، أن القنابل الفسفورية هي قنابل أمريكية صنّعت لتفجير المصفحات الحديدية والأبنية المتينة، غير أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم القنابل الارتجاجية في غير ما صنعت إليه ضد منازل وبيوت من الطوب الأحمر الضعيف وضد مواطنين مدنيين بما يخالف بروتوكولات جنيف للحروب.

الاحتلال الإسرائيلي يستخدم القنابل الارتجاجية في غير ما صنعت إليه ضد منازل وبيوت من الطوب الأحمر الضعيف وضد مواطنين مدنيين بما يخالف بروتوكولات جنيف للحروب

وبيّن قاصد محمود لـ الترا فلسطين، أن الاحتلال يستخدم القنابل الارتجاجية بهدف ضرب منظومة الأنفاق الخاصة بفصائل المقاومة، لما تحمل القنابل الارتجاجية من قوة هائلة تؤدي لهزات أرضية تدميرية، وتخترق البنية التحتية وتنفجر على عمق عشرات الأمتار، كما أنها تُحدث حركة فراغية ينتج عنها هزات من شأنها ارتجاج بنايات مكونة من عشرين طابقًا على سبيل المثال، ما يتسبب بعملية انفصال رئيسي بين المواد الإنشائية، وفي نهاية المطاف تدمير كامل في المكان وما حوله على بعد مئات الأمتار.

وتابع الخبير العسكري قاصد محمود: "يستخدم الاحتلال في غزة قنابل ارتجاجية تؤدي لانفجارات مباشرة وغير مباشرة، أي أنها تنفجر بعد إطلاقها، وقد يبقى منها قطع تنفجر بعد أيام وأسابيع من إطلاقها خصوصًا عند لمسها، بما يشير لوجود حجم ضرر كبير لها".

وكان وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت وصف الفلسطينيين في قطاع غزة بأنهم "حيوانات بشرية"، وقال إن "إسرائيل ستتعامل معهم على هذا الأساس"، وذلك في تصريحات أدلى بها للإعلام، يوم الإثنين، حيث أعلن أيضًا أنه أمر بقطع الوقود والطعام والكهرباء عن قطاع غزة. وهذه التصريحات "مقززة"، وفقًا لوصف منظمة "هيومن رايتس ووتش"، التي أكدت أيضًا أن قرار قطع الطعام والكهرباء والوقود هو "جريمة حرب وعقوبات جماعية" .

تابع محمود الفرا لـ الترا فلسطين: "نعاني حتى الآن من آثار استخدام الفسفور في حرب 2014 حيث خلّف أمراضًا خطيرة لا علاج لها في قطاع غزة، بالإضافة إلى تشوهات خلقية للمصابين"

من جانبه، محمود الفرا، مدير الإعلام في المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أكد أن الاحتلال استخدم بالفعل القنابل الفسفورية في حرب غزة 2023، مضيفًا: "منذ اللحظة الأولى لاستخدام الاحتلال القنابل الفسفورية ضد المدنيين، تواصلت الجهات الرسمية الحكومية في غزة، ومؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع المدني مع المؤسسات الدولية في الأمم المتحدة، لتقديم تفاصيل حول استخدام القنابل الفسفورية وأماكن إطلاقها، كونها سلاح محرم دوليًا".

وتابع محمود الفرا لـ الترا فلسطين: "نعاني حتى الآن من آثار استخدام الفسفور في حرب 2014 حيث خلّف أمراضًا خطيرة لا علاج لها في قطاع غزة، بالإضافة إلى تشوهات خلقية للمصابين، ولا يستخدمه الاحتلال إلا صوب المدنيين والمباني السكنية والحكومية".