29-يونيو-2024
هجرة عكسية من إسرائيل

كشف موقع "واللا" العبري، اليوم السبت، أن الآلاف من الإسرائيليين هاجروا إلى كندا منذ السابع من تشرين الأول\أكتوبر.

وفي مستهل التقرير، ذكر أن كندا تسمح للإسرائيليين ببدء عملية الهجرة، وأن هناك الكثيرين ممن ينتهزون هذه الفرصة، من بينهم شخص من غلاف غزة يبحث عن مكان للتعافي، ومهندس عانى من العنصرية على يد إسرائيليين بسبب كونه مهاجرًا وصل حديثًا إلى دولة الاحتلال. 

بعد السابع من أكتوبر والحرب المستمرة، تمنح كندا الإسرائيليين "تأشيرة إنسانية". واستغل آلاف الإسرائيليين الفرصة بالفعل وغادروا إلى هناك

وتصف موظفة تعمل في مجال تسهيل هجرة الإسرائيليين، بأن المهاجرين من الفئات القوية من ناحية المؤهلات، وهم من الطبقة العاملة التي تحتاجهم إسرائيل، وتقول إنها تساعد الناس على الهجرة مما يسبب لها البكاء طوال اليوم.

ووفقًا للموقع العبري، بعد السابع من أكتوبر والحرب المستمرة، تمنح كندا الإسرائيليين "تأشيرة إنسانية". واستغل آلاف الإسرائيليين الفرصة بالفعل وغادروا إلى هناك.

تقول ميشال هاريل، التي انتقلت بنفسها إلى كندا قبل حوالي خمس سنوات وتدير موقعًا يساعد الإسرائيليين على الهجرة، إن كندا توفر حياة مريحة، ومجتمعًا تعدديًا وعالميًا، ونظام صحة عامة وتعليم ممتاز، وأفقًا اقتصادية للأجيال القادمة إلى جانب الطبيعة الخلابة.

وأشار الموقع إلى وجود برنامج كندي لاستقبال المهاجرين الإسرائيليين، وفي عام 2023، احتلت كندا المرتبة الثانية بين أفضل دول العالم للعيش بعد سويسرا، وتحتل كندا المرتبة الثامنة عالميًا من حيث دخل الفرد.

وتعتبر كندا دولة ضخمة، فهي ثاني أكبر دولة في العالم بعد روسيا، ومساحتها أكبر من مساحة الولايات المتحدة، ولكن عدد سكانها لا يزيد إلا قليلاً عن عشر عدد سكان الولايات المتحدة. لديها مجال كبير لاستيعاب الكثير من الناس مما يعزز عدد سكانها، وهي تشجع الهجرة إليها، خاصة مع برنامج خاص للإسرائيليين الذي تم تمديده مؤخرًا بسبب التصعيد في الشمال.

إطلاق مشروع يمنح الإسرائيليين تأشيرة عمل لمدة ثلاث سنوات في كندا، يمكن خلالها تقديم طلب للحصول على الإقامة الدائمة أو المواطنة الكاملة

وانتقلت هاريل، 51 عامًا، إلى كندا قبل خمس سنوات لتأسيس فرع شركتها في أمريكا الشمالية، وتقول: "بعد السابع من أكتوبر، اتصل بنا أصدقاؤنا من إسرائيل وطلبوا مساعدتنا في الانتقال إلى كندا. وبعد أسبوعين من المحادثات الهاتفية مع أشخاص من إسرائيل، أنشأنا موقعًا على الإنترنت يحتوي على جميع المعلومات التي قدمناها عبر الهاتف، حتى يتمكنوا من القراءة عن الهجرة وتمرير الرابط إلى أصدقائهم وعائلاتهم".

وتم إطلاق مشروع يمنح الإسرائيليين تأشيرة عمل لمدة ثلاث سنوات في كندا، يمكن خلالها تقديم طلب للحصول على الإقامة الدائمة أو المواطنة الكاملة. 

وعند سؤالها عن "الانتماء الوطني لإسرائيل"، ردت هاريل بأن هناك حالات منعزلة من ردود فعل أقل سرورًا على الشبكات، لكن بشكل عام الجميع سعداء بالمشروع وبمساعدة الإسرائيليين الذين يحتاجون إلى الراحة".

وذكر الموقع أن كندا كانت دومًا "وجهة مفضلة للهجرة لليهود من جميع أنحاء العالم ومن إسرائيل منذ إنشائها".

وبحسب التقديرات، يعيش في كندا نحو 400 ألف يهودي، وبحسب إحصاء عام 2021، ونحو 35 ألف إسرائيلي، معظمهم في تورونتو. ويُضاف حوالي 2000 إلى 3000 إسرائيلي إلى عدد السكان سنويَا، ولكن من المحتمل أن يكون عددهم قد زاد بشكل ملحوظ منذ بداية الحرب.

محامية متخصصة بالهجرة: تدفق طلبات الهجرة من إسرائيل إلى كندا قد يتضاعف في عام 2024 بسبب الأوضاع الراهنة

تقول لافالا رعنان، مهندسة برمجيات تبلغ من العمر 26 عامًا من بئر السبع، إنها سمعت عن برنامج الهجرة الجديد إلى كندا واغتنمت الفرصة على الفور، ووصلت إلى كندا بمفردها، بعد تجهيز معظم الأشياء بنفسها قبل الرحلة، بمساعدة العائلة والأصدقاء. وكانت رغبتها في الانتقال "للبحث عن حياة أكثر هدوءًا بعيدًا عن صراعات الشرق الأوسط".

أما نوعا، 28 عامَا، وهي مستوطنة من إحدى مستوطنات غلاف غزة، كانت تعمل كحارسة أمن في معبر كرم سالم، تقول: "شعرت أنني بحاجة إلى مكان للشفاء". وقد وصلت إلى كندا مع شقيقها، واستفادت من التأشيرة الجديدة التي قدمتها كندا للإسرائيليين، وأكدت أنها تشعر بالارتياح في بيئة جديدة.

وأفادت بأن الحرب كان لها تأثير كبير عليها، وأنها تحتاج إلى الابتعاد عن "أجواء التوتر في إسرائيل". وتشير إلى أن رؤية الملاجئ ولافتات الأسرى "كانت تثير الكآبة وتذكرها بالأحداث الصادمة".

وأوضحت نوعا أنها عندما سمعت عن تأشيرة العمل المفتوحة، رأت فيها فرصة لبداية جديدة. وبدأت البحث على الإنترنت وتواصلت مع موقع المهاجرين إلى كندا للحصول على تفاصيل الاتصال بوكيل الهجرة.

من جانب آخر، عيران، 26 عامًا، وزوجته حافا، 25 عامًا، من عسقلان، وصلا إلى كندا للراحة من "الضغط النفسي المستمر في إسرائيل". يقول عيران: "نحن هنا لنجد مستقبلاً هادئًا لأطفالنا". 

أما المحامية ليزا سيغالوف، التي هاجرت إلى دولة الاحتلال عام 1988، فإنها تساعد الإسرائيليين على الهجرة إلى الدول الأنجلوسكسونية. وأشارت إلى أن تدفق طلبات الهجرة إليها قد يتضاعف في عام 2024 بسبب الأوضاع الراهنة.

ختاماً، تقول سيغالوف: "إنه لأمر محزن أن نرى العديد من الأشخاص ذوي الكفاءة يغادرون إسرائيل. هؤلاء الأشخاص يتمتعون بقدرات مهنية عالية، وكندا تبحث عنهم. إنهم يشكلون الطبقة القوية التي تحتاجها إسرائيل، سواء في دفع الضرائب أو في الخدمة في الجيش. لكن الآن، يسعى الكثيرون للحصول على جنسية أخرى وجواز سفر أجنبي، تحسبًا للمستقبل".