الترا فلسطين | فريق التحرير
أكد باحث إسرائيلي، أن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لم تبديا حماسًا لإقامة دولة لليهود على أرض فلسطين، ولا لمنحهم وعدًا بمنحهم هذه الدولة، باستثناء وزير الخارجية البريطانية جيمس بلفور، إلا أن الحركة الصهيونية مارست ضغوطًا آنذاك من أجل انتزاع هذا الوعد.
وردت هذه التفاصيل في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، الثلاثاء، كتبه الباحث كوبي برادا، وكشف فيه عن تفاصيل قال إنها لم ترد سابقًا في أي تفاصيل منشورة حول وعد بلفور، مبينًا أن قاضيًا أمريكيًا شهيرًا يدعى لويس برانديس لعب دورًا في التأثير على القرار الأمريكي بهذا الشأن.
وبرانديس هذا، هو القاضي اليهودي الأول في المحكمة العليا الأمريكية، وهو صهيوني متحمس - كما يصفه برادا - موضحًا أنه من أشهر الشخصيات القانونية الأمريكية، وله تأثير في قرارات سياسية عديدة اتخذها الرئيس الأمريكي في عهده ويلسون، وأحدها قراره بشأن دعم وعد بلفور.
وبيّن برادا، أن برانديس تبنى الفكرة بعد لقائه بزعيم الحركة الصهيونية وايزمان، وجنّد إثر ذلك الحاخام اليهودي ستيفان فييز، وطلب منه تنظيم لقاء مع الكولونيل إدوارد مندل-هاوس، وهو سياسي ودبلوماسي أمريكي ومستشار مقرب من الرئيس ويلسون، مضيفًا أن الحاخام والقاضي والكولونيل التقوا بتاريخ 25 أيلول/سبتمبر على أمل إحداث اختراق في موافقة الرئيس ويلسون على إصدار وعد بلفور.
وبعد اللقاء أرسل برانديس كتابًا إلى وايزمان، قال فيه: "المباحثات مع المساعد الأقرب للرئيس أظهرت تعاطفه مع مطلبنا الذي قدمناه".
وأضاف برانديس في كتابه أن "هاوس أرسل من جهته مذكرة للرئيس لشرح محتوى اللقاء، فرد عليه الأخير على المذكرة ذاتها، في مثل هذا اليوم قبل مئة عام قائلاً إنني أتبنى موقفك في موضوع الحركة الصهيونية، وطلب منه إبلاغ الحكومة البريطانية باسمي عن موافقتي على إصدار وعد بلفور".
ووفق الباحث برادا، فإن وايزمان - بعد هذه الموافقة - أجرى لقاءً مباشرًا مع رئيس الحكومة البريطانية لويد جورج، فطلب الأخير عرض برقية الرئيس على اجتماع المجلس الوزاري البريطاني المصغر لشؤون الحرب رقم 245 بتاريخ 4 تشرين الأول/أكتوبر 1917". في ذلك الاجتماع، قال بلفور إن "الرئيس الأمريكي ينظر بعين الرضا إلى الحركة الصهيونية".
ويصف برادا الاجتماع الثلاثي المذكور بأنه "غيّر وجة التاريخ"، مؤكدًا أنه هو من أسهم في منح الولايات المتحدة موافقتها على إصدار وعد بلفور الذي بادرت إليه بريطانيا.