20-نوفمبر-2023
قرية قريوت في نابلس وتمدد الاستيطان

المستوطنون يسيطرون على كافة مصادر المياه في قريوت جنوبي نابلس (Getty)

بينما ينشغل العالم بالحرب المدمرة والإبادة الجماعية في قطاع غزة، ينشط المستوطنون في فرض واقع جديد على الأرض في الضفة الغربية، ويحدث ذلك برعاية حكومة اليمين المتطرف، خاصة وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الوزير في وزارة الأمن أيضًا، الذي يمكن وصفه بوزير الاستيطان، وكذا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يقع جهاز الشرطة تحت صلاحياته، بالإضافة إلى مجموعة من أعضاء اليمين في الكنيست الإسرائيلي.

يطرح سموتريتش طموحاته على الحكومة الإسرائيلية، بما يخص تعزيز الاحتلال والضم الزاحف "السريع"، والسيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، فيما تحوله المجموعات الاستيطانية، إلى واقع على الأرض، بحكم القوة، وبحماية من الجيش الإسرائيلي.

في هذا الملف، يرصد الترا فلسطين، أبرز العمليات الاستيطانية لتغيير الواقع في الضفة الغربية وفرض واقع جديد.


قريوت.. حرب على الأرض وينابيع المياه

منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ضاعف المستوطنون سطوتهم على أراضي وممتلكات قرية قريوت جنوبي نابلس، وذلك تحت غطاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، مع حالة من الدعم العالمي الواسعة لدولة الاحتلال.

وسعى المستوطنون، إلى فرض واقع جديد، بالتماشي مع حالة وزيرهم بتسلئيل سموتريتش، وعضو اللجنة الفرعية بالكنيست للضفة الغربية، تسفي تسوكوت، بعد سعيهم لإنشاء "مناطق عازلة" حول المستوطنات، ورغم عدم تمرير هذا الاقتراح، إلّا أنّ الواقع الجديد يفرض في الضفة الغربية، على الأرض، مع تقدم مجموعات من المستوطنين، وسيطرتهم على مساحات واسعة ومصادر المياه، ومن بينها قرية قريوت.

المستوطنون يعملون على فرض وقائع على الأرض، وسلب المناطق الزراعية وينابيع المياه في قرية قريوت 

ووفق الشهادات، فإن مشروع سموتريتش وتسوكوت، تحول إلى أمر واقع في قريوت، مع منع المستوطنين، ملاك آلاف الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون، من الوصول إلى أراضيهم، بالتزامن مع حلول موسم قطف ثمار الزيتون، فيما توسع ذلك بالسيطرة على ينابيع المياه المحيطة بالقرية.

وقال الناشط في المقاومة الشعبية في قريوت بشار القريوتي، إن المستوطنين فرضوا سيطرة كاملة على كل ينابيع المياه في قريوت، إذ تم سابقًا السيطرة على 3 ينابيع مياه، وخلال العدوان على غزة سيطروا على نبع سيلون التاريخي ونبع قريوت، وهي كل ما تبقى لأهالي القرية من مصادر مياه طبيعية.

وأفاد القريوتي في حديث لـ"الترا فلسطين"، أن هذه الينابيع كانت للشرب والاستخدام المنزلي والزراعة، ولكنّ جرى الآن تدميرها وتحويلها لمتنزهات للمستوطنين.

وما يجري وفق القريوتي، هو فرض أمر واقع جديد من قبل المستوطنين في قرية قريوت، حيث تم هدم ينابيع المياه وتجريف أراضي زراعية، وتخريب مشاريع زراعية قائمة، وقطع المياه عن البلدة، وحرمان المزارعين من قطف ثمار الزيتون.

وحول قضية المياه، بين أن المستوطنين قطعوا ومنذ الأسبوع الأول للحرب نقطة المياه التي تصل إلى القرية من شركة مكروت الإسرائيلية، ومنعوا المواطنين من تعبئة المياه من الينابيع بعد السيطرة عليها، والآن يحصل الأهالي على المياه مرة في الأسبوع من الشبكة الرئيسية التي تصل إليهم من قرية روجيب، بالإضافة إلى شراء صهاريج مياه من قرية يتما القريبة، بتكلفة 35 شيكل للكوب، والصهريج الذي كان سعره يدور حول 100 شيكل صار يصل الآن إلى 300.

وأكد القريوتي، توسيع البؤرتين الاستيطانيتين المقامتين على أراضي القرية، وإضافة بيوت متنقلة جديدة عليها وتجريف الأراضي المحيطة فيها.

أمّا التوسع الأكبر للاستيطان، فقد جاء مع سيطرة المستوطنين خلال العدوان على غزة، على أكثر من 5 آلاف دونم من الأراضي ومنع أهالي القرية من الوصول إليها أو قطف ثمار الزيتون فيها، علمًا بأن جزء كبير منها مزروع بأشجار الزيتون الرومية المعمرة، وفق ما أفاد به القريوتي.

جاء كل ما سبق، خلال الشهر المخصص لقطف ثمار الزيتون، وشمل المساحة الأكبر من المناطق المزرعة به، وهي الغربية والشرقية والجنوبية، فيما تمكن أهالي قرية قريوت، من الوصول إلى المنطقة الشمالية، التي لا تتعدى مساحتها 400 دونم.

وأردف القريوتي، أن هناك ضغوطات من مؤسسات دولية وحقوقية على سلطات الاحتلال إزاء ما يجري في قريوت، ولكن دون جدوى، ولم يتمكن أحد من السيطرة على إرهاب المستوطنين والسماح بالدخول للأراضي، وفي حال تم السماح والدخول للأراضي يكون ذلك بمثابة فخ من المستوطنين من أجل أن يتم الهجوم على المزارعين، لذا بات المزارع يخشى الوصول إلى أرضه.

ونوّه إلى أن الأمر المهم وما يثير مخاوف الأهالي، هو مصادرة هذه الأراضي بشكل كامل، ووضع اليد عليها بعد الحرب، وتتحول بحكم الأمر الواقع إلى منطقة أمنية حول المستوطنات الإسرائيلية، مثلما طرح وزراء اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال الإسرائيلي.