الترا فلسطين | فريق التحرير
كشفت تقارير إسرائيلية نُشرت خلال شهر كانون أول/ديسمبر عن تفشي عدوى طفيلية وفطرية بين جنود الاحتلال المشاركين في العدوان على قطاع غزة، إضافة إلى انتشار الأمراض النفسية، نتيجة عملية طوفان الأقصى وعمليات المقاومة التي ترافق الهجوم البري على قطاع غزة.
فطريات مقاومة للعلاج
أخطر الأمراض التي واجهها جنود الاحتلال هي فطريات مقاومة للعلاج، تم الكشف عنها لأول مرة منتصف شهر كانون أول/ديسمبر، لكن بعد أقل من أسبوعين، تم الإعلان عن مقتل جندي متأثرًا بإصابته بهذا الفطريات، وبعدما كان يتلقى العلاج في مستشفى أسوتا في تل أبيب.
وبحسب "يديعوت أحرنوت" فإن 10 جنود أدخلوا المستشفيات نتيجة إصابتهم بهذه الفطريات، جميعهم كانوا ضمن القوات المشاركة في العدوان على قطاع غزة.
ونقلت "يديعوت" أن هذه الفطريات تقاوم جميع العلاجات بما في ذلك علاجات تجريبية من الخارج، وأن هذه الفطريات على درجة من الخطورة أنها قد تؤدي للوفاة، وأحيانًا إلى بتر بعض أطراف المريض لإزالة الأنسجة المصابة.
الليشمانيا
أفادت صحيفة معاريف، الأحد 31 كانون أول، أن العشرات من الجنود أصيبوا بالعدوى الطفيلية "الليشمانيا"، ونقلوا لتلقي العلاج في مسشفيات تل هاشومير وهداسا وسوروكا. ونقلت عن طبيب جلدية تعامل مع مرض "الليشمانيا" لسنوات، إن مثل عدوى "الليشمانيا" تفشت بين الجنود في عملية الجرف الصامد، عدوان 2014، وهاهي العدوى الآن تعود مرة أخرى لتصيب عشرات الجنود الذين شاركوا في العدوان على قطاع غزة.
وتحدث عدوى "الليشمانيا" نتيجة لدغة من ذبابة الرمال، وهذا يحدث عادة في الليل، لتترك اللدغة التهابات مؤلمة، تستدعي وقف الجندي عن العمل ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. لكن الطبيب الذي تحدث لصحيفة "معاريف" أكد أن هذه العدوى لا تشكل تهديدًا على الحياة.
الزحار
في الأسبوع الأول من شهر كانون أول/ديسمبر، كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن هناك ارتفاعًا حادًا في حالات الإصابة بالأمراض المعوية والتسمم الغذائي، وأن 18 جنديًا من المشاركين في العدوان على قطاع غزة نقلوا لتلقي العلاج الطبي بعد إصابتهم بمرض الزحار، الذي يصيب الجهاز الهضمي ويؤدي إلى الإسهال والقيء.
وأرجع تقرير "يديعوت أحرنوت" إصابة الجنود بهذه العدوى إلى غياب النظافة وكذلك التبرعات الغذائية غير الخاضعة للرقابة.
الأمراض النفسية.. الأكثر انتشارًا
أشار مدير مستشفى "برزيلاي" إلى أن مدراء مستشفيات الصحة العقلية في إسرائيل بعثوا رسالة إلى مراقب الدولة، طلبوا فيها إعلان حالة الطوارئ، وأفادوا أن هناك عشرات الآلاف يحتاجون إلى العلاج النفسي.
وأوضح الأطباء في رسالتهم لمراقب الدولة، أن "إسرائيل" حتى في السنوات الماضية كانت تواجه مشكلة في جعل خدمات الصحة العقلية في متناول جميع أنواع المرضى، والآن، بعدما وصل الوضع إلى حد يحتاج فيه عشرات آلاف الأشخاص، وربما أكثر من ذلك، إلى العلاج النفسي، أصبح واجبًا إعلان حالة الطوارئ ومنح الأولوية لهذا العلاج.
يُشار أن جنديًا عائدًا من غزة استيقظ خلال الليل بسبب رؤية كابوس وشرح بإطلاق الرصاص فأصيب أربعة جنود من زملائه، ولم يتم فتح تحقيق في الحادثة بسبب حالته النفسية. وهذه الحادثة تسجل كواحدة من أصعب الحوادث الناتجة عن الأمراض النفسية التي يُصاب بها الجنود نتيجة المقاومة الشرسة التي يواجهها جيش الاحتلال في قطاع غزة.
وبين تقرير لهآرتس، أن 500 جندي إسرائيلي أصيبوا بصدمات نفسية منذ بداية عدوان الاحتلال على غزة، وتم تصنيفهم باضطرابات ما بعد الصدمة.
وحسب التقارير، فإن المستشفيات تحقن الجنود المصدومين نفسيا بمواد مخدرة ليتمكنوا من النوم. وأطلق قسم التأهيل في جيش الاحتلال برنامجًا لمساعدة الجنود الذين يعانون من الاضطرابات النفسية بسبب الحرب، يتضمن تشكيل فرق من ممرضين، وأطباء نفسيين، يستطيعون التعامل مع الميول الانتحارية من أجل إجراء تقييم للجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية.