09-أكتوبر-2024
الغاز الإسرائيلي

كشفت صحيفة "هآرتس"، اليوم الأربعاء، في تقرير أعده المراسل الاقتصادي عيدان بنيامين، عن تدهور كبير في قطاع الغاز في إسرائيل نتيجة التصعيد العسكري في المنطقة. حيث أشار التقرير إلى انسحاب شركات كبرى مثل "شيفرون" و"بريتيش بتروليوم" من الاستثمار، بالإضافة إلى تأجيل خطط التنقيب لشركتي "إيني" و"سوكار". كما تم تأجيل وزارة الطاقة نشر نتائج المناقصات خوفًا من عدم إقبال الشركات.

في تموز\يوليو 2023، سادت أجواء من التفاؤل في وزارة الطاقة الإسرائيلية بعد إعلان مشاركة شركات عالمية لأول مرة في العطاء الرابع للتنقيب عن الغاز. وقد عبر الوزير الإسرائيلي الأسبق، إسرائيل كاتس، وفريقه عن ارتياحهم لهذا التطور، خصوصًا بعد إعلان شركتي "بريتيش بتروليوم" و"أدنوك" عن نيتهما شراء نصف أسهم شركة "نيو ميد إنيرجي"، المملوكة لرجل الأعمال إسحق تشوفا. لكن مع تصاعد الأعمال العسكرية في تشرين الأول\أكتوبر الماضي، تم تأجيل خطط التوسع في قطاع الغاز.

التصعيد العسكري أدى إلى تراجع كبير في قطاع الغاز في إسرائيل، مع احتمالية تأخير العديد من المشاريع وزيادة التكاليف بشكل كبير

وشركة شيفرون، التي تدير حقلي تمار ولفياثان، كانت تخطط لزيادة الإنتاج والتصدير إلى مصر والأردن، لكن الأحداث التي اندلعت بعد 7 أكتوبر أدت إلى تعليق هذه الخطط. وقد أشار بيان من شركاء "شيفرون" إلى تأجيل التوسع في حقل لفياثان بسبب الحرب، مما يعزز المخاوف حول مستقبل صناعة الغاز في إسرائيل.

وكان من المتوقع أن يشمل المشروع الذي تأجل زيادة الإنتاج في حقل لفياثان من 1.2 مليار قدم مكعب يوميًا إلى 1.4 مليار قدم مكعب، من خلال إضافة أنبوب جديد بين الحقل والمنصة. لكن تأخير هذا المشروع قد يمتد لستة أشهر على الأقل بسبب الجداول الزمنية للمقاولين والوضع الأمني غير المستقر، مما قد يؤثر أيضًا على حقل تمار.

هذا التأخير يؤثر بشكل مباشر على خطط زيادة تصدير الغاز، حيث إنه بدون زيادة تدفقات الغاز من حقلي لفياثان وتمار، لن تتمكن إسرائيل من إنتاج كميات أكبر من الغاز، وبالتالي لا يمكن زيادة التصدير إلى الدول المجاورة. وكان من المتوقع أن يزيد أنبوب التصدير، الذي أنشأته شركة "نتغاز" الإسرائيلية، صادرات الغاز بمقدار 6 مليارات قدم مكعب سنويًا، لكن المفاوضات لتوقيع عقود استخدامه توقفت بسبب الأوضاع الأمنية.

كما كان يُنتظر أن يلعب الأنبوب الذي يمتد بطول 65 كيلومترًا بين "رمات حوفيف" و"نتسانا" دورًا حاسمًا في تصدير الغاز إلى مصر، بتكلفة إنشاء بلغت 900 مليون شيكل. ومع تأجيل تنفيذ هذه العقود، ارتفعت التكاليف بشكل كبير، مع توقعات بزيادة التكلفة بمليار شيكل إضافي.

وتأثر قطاع الغاز أيضًا بصفقة شراء نصف أسهم "نيو ميد إنيرجي"، حيث كانت "بريتيش بتروليوم" و"أدنوك" تخططان لشراء 45% من أسهم نيو ميد و5% من أسهم مجموعة "ديلك". لكن الحرب أدت إلى تأجيل المداولات حول هذه الصفقة، ومع استمرار حالة عدم اليقين، هناك احتمال أن يتم تأجيلها أو إلغاؤها بالكامل.

في الختام، يوضح التقرير أن التصعيد العسكري أدى إلى تراجع كبير في قطاع الغاز في إسرائيل، مع احتمالية تأخير العديد من المشاريع وزيادة التكاليف بشكل كبير، مما يضع مستقبل تصدير الغاز في مواجهة تحديات غير مسبوقة، بحسب التقرير.