أعلن جيش الاحتلال سحب الفرقة 98 من قطاع غزة، فاتحًا باب التكهنات والتساؤلات حول خلفية هذا القرار وأهدافه، الذي يأتي بالتزامن مع ستة شهور على عملية طوفان الأقصى وإطلاق إسرائيل حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة.
ما هي الفرقة 98؟
الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي، المعروفة بلقب "شعبة النار"، هي فرقة هجينة مكونة من ألوية نظامية واحتياطية من ألوية المظليين والكوماندوز.
الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي، المعروفة بلقب "شعبة النار"، هي فرقة هجينة مكونة من ألوية نظامية واحتياطية من ألوية المظليين والكوماندوز
تأسست الفرقة 98 في عام 1974 باسم الفرقة 96 أول الأمر، وذلك إثر العبر التي تم استخلاصها من حرب تشرين عام 1973، للعمليات الخاصة، وكان قائدها الأول العميد دان شمرون الذي اصبح لاحقًا رئيسًا لأركان الجيش الإسرائيلي.
تتبع الفرقة 98 لقيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي ويتخصص مقاتلوها في تنفيذ التطويق العمودي بواسطة المظلات والإنزال الهجومي باستخدام المروحيات الهجومية وطائرات النقل والقتال في عمق العدو باستخدام المدرعات والمدفعية.
وقيادة المنطقة الوسطى في الجيش الاسرائيلي مسؤولة عن جميع الوحدات والفرق التي تقع في الضفة الغربية والقدس وتل أبيب الكبرى والسهل الساحلي. ويقع المقر الرئيسي للقيادة الوسطى في مستوطنة نيفي يعكوب في شمال القدس المحتلة، وحتى هذه اللحظة فإن قائد القيادة الوسطى الحالي هو اللواء آفي مزرحي.
تضم الفرقة 98 عادة ما بين 13 إلى 20 ألف جندي، وتتكون من وحدات هجومية، ووحدات دعم قتالية ودعم جوي، ووحدات استطلاع، ووحدات هندسة قتالية، واستخبارات عسكرية، وخدمات لوجستية. وكل لواء في الفرقة 98 يتراوح عدد جنوده ما بين 3-7 آلاف جندي.
وأبرز عمليات الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي منذ تأسيسها هو إنزال الهجوم البرمائي عند مصب نهر الأولي خلال حرب لبنان الأولى عام 1982 بقيادة عاموس يارون، حيث وصلت الفرقة 98 إلى مداخل بيروت الجنوبية، وخاضت معارك لمدة شهرين، قبل أن تنفذ الفرقة 98 لاحقًا "حصار بيروت".
بعد عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر، تم تكليف الفرقة 98 بمهمة احتلال القطاع القتالي في خانيونس جنوب قطاع غزة، حتى انسحابها يوم 7 نيسان/ابريل 2024.
وبحسب معلقين إسرائيليين، فإن سحب الفرقة 98 هو جزءٌ من ترتيبات الاجتياح البري المتوقع لرفح في أقصى جنوب قطاع غزة، وربما أيضًا الهجوم على دير البلح وسط قطاع غزة. بينما رأى معلقون أن سحب الفرقة 98 يعني الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة.
وتتكون الفرقة 98 من الألوية الخمسة التالية:
1. لواء المظليين، وهو لواء مظلي نظامي وجزء من المشاة والمظليين. يرأس اللواء ضابط برتبة عميد، وقائده الحالي هو العميد عامي بيطون.
2. لواء مقلاع داود، وهو لواء نظامي في سلاح المدفعية يعتمد على الذخائر الموجهة بدقة.
3. لواء السهام النارية، وهو لواء كوماندوز احتياطي.
4. اللواء 55 احتياط، ويعرف هذا اللواء أيضًا باسم "تشكيل رأس الحربة"، وهو لواء مظلي احتياطي، تم إنشاؤه رسميًا عام 1966.
5. لواء عوز، المعروف باسم لواء الكوماندوز، وهو تشكيل مشاة للعمليات الخاصة لسلاح اليابسة. ويضم لواء عوز تحته عدة وحدات كوماندوز:
- وحدة "إيجوز"، تم إنشاؤها عام 1995، لمحاربة حزب الله بعد تصعيد هجماته في جنوب لبنان، وتم إلحاقها -باعتبارها وحدة كوماندوز- بسلاح البر.
وتقوم وحدة "إيجوز" على المتطوعين من الخدمة الاحتياطية الإلزامية التي تعمل ضمن لواء "غولاني"، وهي متخصصة في العمليات البرية المعقدة بتكتيكات حرب العصابات، خاصة في المناطق المغلقة والغابات والحقول، وقد راكمت خبرة واسعة في القتال ضد القوات غير النظامية، وساهمت بصياغة العقيدة القتالية لكتائب المشاة والوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي.
- وحدة ماجلان، وهي وحدة استطلاع خاصة، متخصصة في العمل خلف خطوط "العدو" وفي عمق أراضي "العدو" باستخدام التقنيات والأسلحة المتقدمة.
- وحدة "دوفدوفان"، وتعرف أيضًا باسم "المستعربين"، وهذه الوحدة تم تشكليها عام 1986 بمبادرة من إيهود باراك، قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، رغبة منه في أن يكون للجيش الإسرائيلي القدرة على العمل داخل التجمعات السكانية الفلسطينية، والحصول على معلومات استخبارية وإحباط "الإرهاب" بشكل جزئي.
ووصف إيهود باراك وحدة "دوفدوفان" في رسالة وجهها لرئاسة الأركان بالقول: "أريد وحدة يبدو رجالها كالعرب، يتحدثون مثل العرب، ويركبون الدراجات في البلدة القديمة من نابلس، وكأنهم في شارع ديزنغوف في تل أبيب".
ويتدرب جنود وحدة "دوفدوفان" على تنفيذ مهام استخبارية أُثناء القتال، وشعارها "سيف ذو حدين"، مقتبس من أسطورة يهودية تزعم أن يهوديًا نجح باغتيال ملك موآب في قصره.