08-يوليو-2024
المجاعة في غزة

 ارتفع ضحايا سوء التغذية في قطاع غزة إلى 34 شهيدًا، وذلك بعد استشهاد طفل، 6 سنوات، أمس الأحد بسبب المجاعة والجفاف، بحسب الإعلام الحكومي بغزة. 

وكانت مصادر طبية في مستشفى كمال عدوان أعلنت أنه تم تسجيل أعراض سوء التغذية لدى أكثر من 200 طفل في قطاع غزة، ويعاني سكان شمال القطاع، البالغ عددهم نحو 700 ألف نسمة، من نقص حاد في المواد الغذائية والخضروات، وذلك بعد تدمير الاحتلال لمصادر الغذاء الزراعية في بداية الحرب حتى الآن. 

 تغلغل جيش الاحتلال في نحو 50٪ من مزارع وبساتين القطاع وأدى إلى تدمير نحو 40٪ من الأراضي التي تستخدم في إنتاج الغذاء 

وكان تحقيق أجراه فريق منظمة "الهندسة المعمارية الجنائية" بجامعة لندن، قد توصل إلى أن الاحتلال "استهدف بشكل منهجي" الأراضي الزراعية والبنية التحتية أثناء حصار قطاع غزة. 

وأظهر التقرير أن جيش الاحتلال قد تغلغل خلال الحرب الحالية في ما يقرب 50٪ من مزارع وبساتين القطاع، واعتمد التقرير على مقارنة "مؤشر الغطاء النباتي" في المنطقة قبل الحرب وحتى الآن. 

وتكشف هذه المقارنة أنه اعتبارًا من آذار/مارس 2024، من بين المناطق الزراعية المستهدفة، تم تدمير نحو ٪40 من الأراضي في غزة التي كانت تستخدم سابقًا لإنتاج الغذاء.

وذكر التقرير أن اقتلاع الزراعة على طول محيط غزة يشير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل على توسيع "منطقته العازلة"، وهو ما يؤدي إلى تقليص المساحة الصالحة للعيش بالنسبة للفلسطينيين.

وبيّن أنه تم تدمير البنية التحتية الزراعية الحيوية مثل البيوت البلاستيكية بشكل منهجي منذ بدء الاجتياح البريّ.

وفي الأسابيع الأولى من الاجتياح الإسرائيلي، أظهرت صور الأقمار الصناعية تدميرًا واسع النطاق للدفيئات الزراعية، حيث تم تدمير ما يقرب من ثلث الدفيئات الزراعية في غزة بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وآذار/مارس 2024.

وفي المجمل، تمكّنت منظمة "الهندسة المعمارية الجنائية" من تحديد أكثر من 2000 موقع زراعي، بما في ذلك المزارع والدفيئات الزراعية، التي تم تدميرها منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، ليتم استبدالها غالبًا بأعمال ترابية عسكريّة إسرائيليّة.

وكان هذا الدمار الأكثر كثافة في الجزء الشمالي من غزة، حيث تم تدمير 90% من الدفيئات الزراعية في المراحل الأولى من الاجتياح البريّ.

وقالت المنظمة إنه مع تقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوبًا، يتواصل تدمير الأراضي الزراعية والبنية التحتية. ولاحظت أن 40% من الدفيئات الزراعية في المناطق المحيطة بمدينة خانيونس الجنوبية، حيث نزح مئات الآلاف من الفلسطينيين الآن، قد دمرت منذ كانون الثاني/يناير 2024.

وأكدت أن مركبات الدعم العسكريّ والجرارات الزراعية الإسرائيليّة قامت بشكل روتيني ببناء السواتر الترابية لتعزيز المواقع العسكرية، وبمجرد مغادرة تلك الآليات، فإنها تترك وراءها منطقة مدمرة وغير صالحة للعيش.

وصرحت المنظمة أن تدمير الأراضي الزراعية والبنية الأساسية في غزة هو عمل متعمد من أعمال الإبادة البيئية، وبُعد حاسم في الحملة الإبادة الجماعية التي تشنها "إسرائيل". 

الغطاء النباتي
تُظهر الخريطة (على اليسار) الحياة النباتية في غزة في فبراير 2021، وتُظهر الخريطة (على اليمين) الحياة النباتية في فبراير 2024 بعد تدمير الاحتلال للقطاع.

وقالت إن المزارع والدفيئات الزراعية المستهدفة تشكل عنصرًا أساسيًا في إنتاج الغذاء المحلي لسكان يعانون بالفعل من حصار دام عقودًا من الزمان. وتتفاقم آثار هذا التدمير الزراعي المنهجي بسبب أعمال أخرى متعمدة لحرمان الفلسطينيين من الموارد الأساسية اللازمة لبقائهم في غزة.

فيما قال التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، في 25 حزيران/يونيو 2024، إن نحو 96% من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وتوقع استمرار هذا الوضع حتى أيلول/سبتمبر 2024.

واعتبر أن قطاع غزة يُصنف بأنه في حالة طوارئ وهي المرحلة الرابعة من التصنيف التي تسبق المجاعة (المرحلة الخامسة).

وأفاد التقرير بأن أكثر من 495 ألف شخص (22% من السكان) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصا شديدًا للغذاء والتضور جوعًا واستنفاد القدرة على المواجهة.