الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
كشف مصدر في حزب "ميرتس" الإسرائيلي، أن القيادي في الحزب يائير جولان، وهو أيضًا عضو في الكنيست ونائب وزير الاقتصاد والصناعة، استخدم فلسطينيين دروعًا بشرية خلال قيادته لجيش الاحتلال في الضفة الغربية أثناء انتفاضة الأقصى. تزامن ذلك على أثر نية جولان الترشح لقيادة الحزب، قبل الانتخابات العامة المرتقبة في شهر تشرين أول/نوفبر المقبل.
بعد انتهاء ولايته كقائد لفرقة الضفة الغربية في جيش الاحتلال، سمح جولان للقوات الخاضعة لإمرته باستخدام "إجراء الجار" من أجل اعتقال مقاتلين يختبئون في منازل، فكان الجنود يُجبرون جار المقاتل أو أحد أقاربه بطرق الباب ومطالبته بتسليم نفسه
وقال مصدرٌ في الحزب لصحيفة "يسرائيل هيوم"، إن من قام بتنفيذ "إجراء الجار" بخلاف قرار المحكمة العليا وأوامر قادته، واستخدم فلسطينيين كدروع بشرية ليس جديرًا بقيادته.
وعلق الصحافي المتخصص في الشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب، إن الجيش والقضاء في دولة الاحتلال يستخدمان مصطلح "إجراء الجار" لتحاشي الانتقادات أو الإدانة بسبب استخدام الفلسطينيين كدروع بشرية، منذ انطلاق انتفاضة الأقصى، خاصة خلال العمليات العسكرية التي نفذها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، ويتم ذلك في مهام خطيرة ليحمي الجنود أنفسهم.
وأضاف، أن المحكمة العليا الاسرائيلية في نهاية الانتفاضة أن استخدام "إجراء الجار" مرفوض. فيما تطالب النيابة العسكرية العامة باستمرار بمناقشة الموضوع مرة أخرى.
وفي تقريرها حول جولان، أوضحت صحيفة "يسرائيل هيوم" أنه في عام 2007، بعد انتهاء ولايته كقائد لفرقة الضفة الغربية في جيش الاحتلال، سمح جولان للقوات الخاضعة لإمرته باستخدام "إجراء الجار" من أجل اعتقال مقاتلين يختبئون في منازل، فكان الجنود يُجبرون جار المقاتل أو أحد أقاربه بطرق الباب ومطالبته بتسليم نفسه، باعتبار أنهم لا يرجحون قيام المقاتل بإطلاق النار على معارفه أو أفراد أسرته.
وأشارت إلى أن استخدام جولان لهذا الإجراء تم رغم وجود قرار سابق من المحكمة العليا للاحتلال بعدم اللجوء إلى هذا الإجراء، وقد فتحت الشرطة العسكرية تحقيقًا ضده، وفي نهايته أوصى المدعي العام العسكري، آنذاك، افيحاي مندلبليت بتأجيل ترقيته. وتبنى رئيس أركان جيش الاحتلال، وقتها، غابي أشكنازي بالفعل هذا القرار، وقام بتوبيخ جولان.
نقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من جولان قوله، إن إعادة التذكير بهذه القصة جاء نتيجة الفزع الذي أصاب بعض نشطاء ميرتش بعد قراره التنافس على قيادة الحزب، وهم الآن يُحاولون نزع الشرعية عنه
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من جولان قوله، إن إعادة التذكير بهذه القصة جاء نتيجة الفزع الذي أصاب بعض نشطاء ميرتش بعد قراره التنافس على قيادة الحزب، وهم الآن يُحاولون نزع الشرعية عنه، معتبرًا أن هذه "مجموعة صغيرة من النشطاء الفاشلين التي تقتات على حساب أموال الحزب وتبرم الصفقات وتعيد ترشيح الرئيسة القديمة للحزب زهافا غلؤون فقط لمنع المرشحين الجدد من إنعاش الصفوف والسماح بتدفق دماء جديدة في اليسار".
وتُشير التقديرات إلى أن فرص جولان في الفوز برئاسة الحزب كبيرة للغاية.
وأشار أبو عرقوب إلى أن حزب "ميرتس" يُعرف نفسه بأنه "حزبٌ يساري إسرائيلي يهودي - عربي"، وقد تم تشكيله في عام 1992 بالدمج بين أحزاب "راتس" و"مبام" وجزء من حزب "شينوي"، وتترأسه حاليًا زهافا غالئون، مبينًا أن الحزب يزعم أنه "اجتماعي ديمقراطي سلمي، ويسعى للسلام من خلال تسوية تعتمد على العودة إلى حدود الخط الأخضر".
وهذه ليست المرة الأولى التي يُكشف فيها عن انتهاكات وجرائم يقوم بها أشخاصٌ ينتمون لليسار الإسرائيلي. فبالعودة إلى العام 2015، كانت القناة العاشرة الإسرائيلية قد كشفت عن قصة حارس مستوطنة وصفته بأنه "بطل"، وهو يريف اوبنهايمر، سكرتير حركة "السلام الآن" المناهضة للاستيطان ومؤيدة لحل الدولتين، موضحة أنه أدى خدمته العسكرية الإلزامية في حراسة مستوطنة "مافو دوتان" المقامة في جنين.
وفي حديثه للقناة، آنذاك، اعتبر أن أداء الخدمة العسكرية في حماية المستوطنة هو "واجب"، مؤكدًا أنه يحظى بتقدير المستوطنين، "وهم أشخاص لطفاء" على حد وصفه.