17-أكتوبر-2023
غزة

الترا فلسطين | فريق التحرير

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل ما معدله 100 طفل يوميًا في قطاع غزة، منذ بداية الحملة الشرسة التي طالت المدنيين في القطاع، وأكثرهم من النساء والأطفال.

المرصد الأورومتوسطي:إن أطفال غزة تأذوا بشكل حاد منذ بدء الهجوم الحالي من الاحتلال، وظهروا كهدف أول لمذبحة الجماعية متواصلة ضد الفلسطينيين

وذكر المرصد الأورومتوسطي في بيانه الصادر الثلاثاء أن ١٠٤٦ طفلًا فلسطينيًا استشهدوا حتى ليلة أمس الاثنين، فيما يقدر بوجود ١٦٧ آخرين تحت أنقاض المباني السكنية المدمرة بفعل هجمات الاحتلال، حيث يتعذر انتشالهم حتى الآن.

وأضاف المرصد أنه وثق إصابة 3250 طفل آخرين بجروح مختلفة -بينهم ما لا يقل عن ١٢٤٠ جراحهم تحتاج إلى رعاية طبية متخصصة- يعانون مرارة الألم والفقد وسطوة الجراح بفعل هجمات الاحتلال المكثفة على أحياء سكنية، ومقرات مدنية، في انتهاك صارخ لقواعد حماية الأطفال المكفولة بموجب القانون الدولي والإنساني.

أوضح المرصد الحقوقي إن أطفال غزة تأذوا بشكل حاد منذ بدء الهجوم الحالي من الاحتلال، وظهروا كهدف أول لمذبحة الجماعية متواصلة ضد الفلسطينيين، حيث أزهقت الأرواح وتمزقت الأسر ولحقت آثارا مدمرة بالأطفال.

وذكر المرصد أن من نجا من القتل من أطفال غزة، فقد أحد الوالدين أو كلاهما، أو دمرت أو تضررت منازلهم، أو أُجبر على النزوح مع عوائله هربًا من هجمات الاحتلال، أو خشية من إنذارات الإخلاء القسري.

ونبه المرصد الأورومتوسطي إلى توثيق مئات الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر تهشمًا لرؤوس الصغار، وشظايا تخترق البطون والقلوب الصغيرة، في وقت حطم الركام المتناثر من البنايات السكنية التي دمرت فوق رؤوس قاطنيها أجساد مئات الأطفال الصغار.

وأضاف المرصد في بيانه أن النسبة الأكبر من الأطفال الجرحى في غزة تركوا يعانون من حروق مروعة وجروح بالقذائف وفقدان أطراف، فضلًا عن معدلات قياسية من التأثير النفسي والرعب بينما يتركون مع عوائلهم من دون أي ملجأ أمن.

وقال المرصد الأورومتوسطي إن التأثير على العائلات والأطفال لا يتمثل فقط في أعداد القتلى والإصابات، وإنما كذلك في التأثير النفسي الحاد، وتأثرهم بانقطاع الإمدادات الإنسانية من كهرباء وماء وغيرها من الخدمات الأساسية.

وأوضح أن ما يجرى لأطفال غزة الذين يمثلون أكثر من 45% من المجتمع المحلي يهددهم بأعراض نفسية قوية، مثل الفزع الليلي والهلاوس والوساوس القاهرة والهلع الزائد والخوف الشديد، وصعوبة شديدة في النوم في ظل استهداف المناطق السكنية.

وأكد الأورومتوسطي أن أطفال غزة يدفعون ثمنًا باهظًا لتداعيات هجمات الاحتلال العشوائية بشكل مضاعف، ليس فقط لأنهم عرضة للقتل والإصابات البالغة، ولكن للآثار والرواسب النفسية المؤذية التي قد تلازمهم بقية حياتهم.

وأشار إلى مخاطر الارتفاع الشديد في معدلات الاكتئاب للأطفال في غزة، لاسيما في حالة مقتل أحد من عائلته أو أقاربه أمامه أو يصابون إصابات بالغة، أو يتهدم منزلهم وتتبعثر محتوياته، وبعضهم قد يفقد النطق من فرط الرعب.

ولفت إلى أن هذه المضاعفات النفسية تهدد حاليا عشرات الآلاف الأطفال في غزة ممن أجبروا على النزوح القسري، وباتوا مشردين عند أقارب لهم أو في مراكز إيواء أو حتى ممن أجبروا على البقاء في العراء.

المرصد الأورومتوسطي: سلطات الاحتلال تنتهك في حربها على غزة واستهدافها الممنهج للأطفال العديد من قواعد القانون الدولي

وشدد المرصد الأورومتوسطي على أن سلطات الاحتلال تنتهك في حربها على غزة واستهدافها الممنهج للأطفال عددًا من قواعد القانون الدولي، في مقدمتها عدم الالتزام بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين وتعمد الإضرار بالمدنيين وممتلكاتهم. ولفت إلى أن المادة "25" من اتفاقية لاهاي تنص بوضوح على حظر مهاجمة أو قصف المدن والقرى والأماكن السكنية أو المباني المجردة من وسائل الدفاع أيا كانت الوسيلة المستعملة.

وختم المرصد الأورومتوسطي بأن قوات الاحتلال الإسرائيلية تمتلك تقنيات عسكرية متقدمة، تمكنها من تحديد الأهداف بدقة تكفل تجنيب المدنيين والأطفال دائرة القتل، وهو ما يعني أن الابتعاد عن حصد أرواح الأطفال الأبرياء "ممكن عملياً"، إلا أن الهجمات الإسرائيلية بعيدة عن هذا الالتزام بشكل واضح.