حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن مراكز توزيع الغذاء والمطابخ المجتمعية التي يدعمها في غزة تتعرض لتعطيل متزايد بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية، حيث يُضْغَط الفلسطينيين اليائسين في "مساحة تتقلص باستمرار".
وفي بيان صحفي، قال برنامج الأغذية العالمي: "تواجه عمليات برنامج الأغذية العالمي صعوبات بالغة بسبب تصاعد الصراع، والعدد المحدود من المعابر الحدودية، والطرق المتضررة. وفي الشهرين الماضيين، وفي ظل استمرار المجاعة الكارثية، اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تقليص محتويات الطرود الغذائية في غزة مع انخفاض تدفقات المساعدات وتناقص الإمدادات".
قال برنامج الأغذية العالمي: إلى جانب الاحتياجات اليائسة اليوم، يتعين علينا أن نفكر في ما هو آت. لن نتمكن من توصيل الغذاء إلى سكان غزة ما لم تُجْرَى إصلاحات عاجلة للطرق
ومع فتح معبرين حدوديين، أو ثلاثة معابر في بعض الأحيان، دخل نحو نصف المساعدات الغذائية المطلوبة إلى غزة في شهر تموز/يوليو. ومن المتوقع أن ينتهي شهر آب/أغسطس بنتيجة مماثلة.
كما يحذر برنامج الأغذية العالمي من حالة الطرق التي تستخدمها المنظمة لنقل المساعدات الغذائية في أنحاء غزة والتي مزقتها الحرب. فالحفر التي خلفتها القذائف والحطام تجعل القيادة بطيئة، وتشكل تحديًا لسائقي الشاحنات حتى في الطقس الجاف. وفي غضون شهرين، عندما يتوقع هطول الأمطار والفيضانات، ستصبح معظم الطرق غير صالحة للاستخدام.
قصف عدد من المواطنين في حي الزيتون وجيش الاحتلال يمنع شاحنات الوقود المنسق لها من قبل منظمة الصحة العالمية من الدخول إلى الشمال عبر حاجز نتساريم.. التفاصيل مع مراسلنا إسلام بدر@islambader1988 pic.twitter.com/ll1KwR79WT
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 26, 2024
وقال أنطوان رينارد، مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين: "إلى جانب الاحتياجات اليائسة اليوم، يتعين علينا أن نفكر في ما هو آت. لن نتمكن من توصيل الغذاء إلى سكان غزة ما لم تُجْرَى إصلاحات عاجلة لهذه الطرق. يتعين علينا أن نتمكن من جلب الآلات الثقيلة اللازمة والعمل مع المجتمعات المحلية، حتى يتسنى لنا الحصول على العمالة اللازمة لإصلاح الطرق قبل هطول الأمطار".
وتابع البيان: "الآن أصبح أغلب الفلسطينيين في غزة نازحين، ويعيشون في خيام أو أكواخ مؤقتة، في مناطق معرضة للفيضانات في كثير من الأحيان. وبسبب أوامر الإخلاء، فإنهم يحاولون أيضًا البحث عن الأمان في مساحات ضيقة على نحو متزايد، حيث انهارت الخدمات الأساسية، وأصبحت الظروف تجعل تفشي الأمراض أمرًا محتملًا".
"كانوا يبتاعون بعض احتياجاتهم الأساسية".. شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على شارع الهوجا بمخيم جباليا، كاميرا التلفزيون العربي ترصد آثار الاستهداف الإسرائيلي على المكان@islambader1988 pic.twitter.com/bMdtJTshuh
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 26, 2024
وأضاف رينارد "إن نقل الغذاء والمياه والأدوية ومعدات النظافة أمر بالغ الأهمية لبقاء المجتمعات في غزة اليوم، وسوف تكون هناك حاجة إلى ذلك في الأشهر المقبلة. والطرق جزء من شريان الحياة هذا. ويجب أن نتمتع بالضمانات الأمنية اللازمة حتى يكون موظفونا ومقدمو الخدمات في أمان عند تنفيذ إصلاحات الطرق هذه".
وفرضت إسرائيل حصارًا كاملًا على القطاع منذ بداية الحرب، ودمرت الحرب معظم قدرة غزة على إنتاج غذائها، وألحقت الضرر بمعظم بنيتها الأساسية.
وفي الأيام الأخيرة، أصدرت إسرائيل عدة أوامر إخلاء في مختلف أنحاء غزة، وهي أكبر عدد منذ بداية الحرب التي اندلعت في تشرين الأول/أكتوبر.