قالت مجموعة مكونة من 93 دولة، في تدخل عام يهدف إلى تعزيز الدعم للهيئة القضائية، إنه يجب السماح للمحكمة الجنائية الدولية بالقيام بعملها "دون ترهيب"، في أعقاب الكشف عن تهديدات إسرائيلية للمحكمة الجنائية الدولية.
وفي بيان مشترك صدر في وقت متأخر من يوم الجمعة، تعهدت المجموعة الكبيرة من الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية بالدفاع عن المؤسسة و"الحفاظ على نزاهتها من أي تدخل سياسي وضغوط على المحكمة ومسؤوليها والمتعاونين معها".
ويأتي البيان في أعقاب الكشف الذي نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية حول الجهود التي تبذلها إسرائيل والموساد لتقويض المحكمة والتأثير عليها وترهيبها كجزء من حملة مراقبة وتجسس استمرت تسع سنوات.
قالت ممثلة الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان لدى المحكمة الجنائية الدولية 93 دولة "يعارضون بشكل جماعي التهديدات الفظيعة للمحكمة من الدول القوية بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا، ويرفضون بشدة جهودهم للتلاعب بسيادة القانون لتحقيق مكاسب سياسية"
كما يأتي ذلك في أعقاب التحذيرات الأخيرة التي أطلقها مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، من تعرضه "لعدة أشكال من التهديدات" وأنشطة استخباراتية معادية تهدف على ما يبدو إلى التدخل في عمل المدعي العام والتأثير عليه بشكل غير لائق.
وفي الشهر الماضي، أعلن خان أنه قدم طلبات لاستصدار أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير أمنه يوآف غالانت.
وتمت صياغة البيان الداعم للمحكمة الجنائية الدولية من قبل خمس من الدول الأعضاء في المحكمة، وهي بلجيكا وتشيلي والأردن والسنغال وسلوفينيا، وتم تقديمه إلى بقية الدول الأطراف في المحكمة الأسبوع الماضي للموافقة عليه.
وقال مصدر دبلوماسي مطلع على الجهود إن ما تم الكشف عنه بشأن عمليات المخابرات الإسرائيلية ضد المحكمة "فتح أعين الكثير من الدبلوماسيين حقًا" و"جعل البعض يدرك أن الوقت قد حان لإصدار بيان ما من الدول التي تنتمي إلى المحكمة للرد على ما ظهر".
ومع ذلك، قالوا إن البيان كان أيضًا ردًا على أشكال أخرى من النشاط العدائي الأخير ضد المحكمة الجنائية الدولية، مثل الهجوم الإلكتروني العام الماضي، وجاء في الوقت الذي يجري فيه المدعي العام تحقيقًا مع شخصيات سياسية وعسكرية روسية بارزة يُزعم تورطها في حرب أوكرانيا.
وقال المصدر: "المحكمة تلاحق بعض الأشخاص الأقوياء، ليس فقط في التحقيق الفلسطيني، وحان الوقت لإرسال رسالة مفادها أن الدول الأطراف موجودة للدفاع عنها".
اقرأ/ي: ترهيب وملاحقة.. مؤامرة الموساد الإسرائيلي على محكمة الجنايات الدولية
إرهاب دبلوماسي.. 10 سنوات من الضغوط الإسرائيلية على محكمة الجنايات الدولية
وقال مراقبو المحكمة الجنائية الدولية منذ فترة طويلة إنه من الملحوظ أن القوى الغربية الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا وكندا والمملكة المتحدة أيدت البيان الذي دعا "جميع الدول إلى ضمان التعاون الكامل مع المحكمة حتى تتمكن من تنفيذ مهمتها المهمة".
وأشاروا أيضًا إلى العدد الكبير من الدول المؤيدة للاتفاقية، 93 من الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية البالغ عددها 124 دولة، وأشاروا إلى أن التصريحات السابقة التي احتشدت حول المحكمة لم تحظ بالقدر نفسه من الدعم، ومن بين الموقعين الآخرين أستراليا وجنوب أفريقيا وإسبانيا والبرازيل واليابان.
وقالت دانيا تشيكل، ممثلة الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان لدى المحكمة الجنائية الدولية: "إنها لحظة فريدة من التضامن الدولي، حيث تقف 93 دولة طرفًا في المحكمة الجنائية الدولية من أجل العدالة العالمية والمساءلة عن الفظائع الجماعية".
وأضافت: "إنهم يعارضون بشكل جماعي التهديدات الفظيعة للمحكمة من الدول القوية بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا، ويرفضون بشدة جهودهم للتلاعب بسيادة القانون لتحقيق مكاسب سياسية".
