10-يوليو-2024
مدرعة النمر

صورة أرشيفية: تفجير مدرعة الفهد الإسرائيلية في شمال الضفة

نفذ جيش الاحتلال في الـ24 ساعة الماضية، حملة اقتحامات لعدد من المشاتل الزراعية في مختلف المناطق بالضفة الغربية، تخللها اعتقالات ومصادرة أنواع من الأسمدة الزراعية.

هذه الأسمدة يُمنع إدخالها إلى الضفة الغربية منذ انتفاضة الأقصى، ولا تصل إليها إلا عبر التهريب من داخل الخط الأخضر، وأسعارها مرتفعة

وأفادت مصادر محلية لـ "الترا فلسطين"، بأن قوات الاحتلال داهمت محلات تجارية ومشاتل زراعية، وصادرت كميات من الأسمدة، وهذه المحلات والمشاتل في بلدتي عتيل وعلار قضاء طولكرم، وضاحية ذنابة في طولكرم أيضًا، ومخيم عين السلطان في أريحا، وحلحول شمال الخليل، وسردا شمال رام الله، وبلدتي القبيبة وبدو بالقدس، ومدينة سلفيت.

وجاءت هذه الحملة بعد عمليتين كبيرتين ضد قوات الاحتلال في مخيم جنين ومخيم نور شمس، أسفرتا عن مقتل ضابطين، وإصابة 17 آخرين. واستُخدم في العمليتين عبواتٌ ناسفةٌ ثقيلة، بحسب تقارير إسرائيلية، وعلى أثر ذلك قال قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال يهودا فوكس، إن "ما يجري في الضفة يهدد مستقبل إسرائيل".

أحد أصحاب المشاتل الزراعية التي اقتحمها الاحتلال في محافظة طولكرم، ورفض الإفصاح عن اسمه، قال لـ "الترا فلسطين"، إن قوات الاحتلال داهمت المشتل الخاص به بحثًا عن نوعين من الأسمدة، تدخل في مركباتها مواد متفجرة.

وأوضح، أن هذه الأسمدة يُمنع إدخالها إلى الضفة الغربية منذ سنوات، ولا تصل إليها إلا عبر التهريب من داخل الخط الأخضر، مبينًا أن التشديد والرقابة على هذه المواد زاد بشكل كبير في الآونة الأخيرة. وأكد، أن أنواع هذه الأسمدة نادرة الوجود في مشاتل الضفة الغربية، وأسعارها مرتفعة.

وأفاد صاحب مشتل آخر في محافظة قلقيلية لـ "الترا فلسطين"، أن قوات الاحتلال لم تداهم المشتل لديه، ولكن سبب هذه الحملة معلوم بالنسبة له، فقوات الاحتلال تبحث عن أنواع محددة من الأسمدة، وهناك تشديد ورقابة عليها.

وأكد، أن هذه الأسمدة يُمنع منذ عام 2000 إدخالها إلى الضفة الغربية، وعندما تُهَرَّب من الداخل، يصل سعر الكيس الواحد منها -بوزن 25 كغم- أكثر من 250 شيكلًا، "هذا في الوضع الطبيعي، أما اليوم فلا أعرف كم تباع"، وفق قوله.

مصدر خاص، أوضح لـ "الترا فلسطين"، أن الأنواع التي يشدد عليها الاحتلال، وتعتبر من المواد ذات الاستخدام المزدوج هي سماد "أوريا" وسماد "كبريت"، ومصدرها من إسرائيل والكتابة كلها عليها باللغة العبرية، وهي مسموحة هناك، ولكن هناك تشديد ورقابة على إدخالها للضفة الغربية، مؤكدًا أن هذه الأسمدة فيها مواد شديدة الانفجار.

الباحث في الشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس، قال إن جيش الاحتلال والشاباك لم يصدرا -حتى لحظة نشر هذا التقرير- بيانات صحفية حول هذه الحملة، "ولكن هناك مصادرة للأسمدة ومستلزمات زراعية في الآونة الأخيرة".

وأوضح عزام أبو العدس لـ "الترا فلسطين"، أن الأسمدة التي يصادرها الاحتلال تستخدم لأغراض زراعية في إسرائيل، وتُهَرَّب إلى الضفة، حيث استخدمت منذ انتفاضة الأقصى في تصنيع العبوات الناسفة، جزءٌ منها يستخدم كمواد خام، وأخرى يُعَاد تصنيعها.

وبين أبو العدس، أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية تشددان بشكل كبير جدًا على موضوع الكيميائيات والتعامل بها، "وكل مادة كيميائية مزدوجة الاستخدام بحاجة إلى تصاريح وتدقيق أمني كبير جدًا من الطرفين"، حسب قوله.

وأضاف عزام أبو العدس، أن جيش الاحتلال يحاول الآن أن يجفف مصادر العبوات الناسفة، بعدما أصبحت هذه العبوات تشكل الخطر الاستراتيجي الأكبر على الاحتلال؛ بسبب النقص في المعدات المجنزرة والآليات التي أرسلها إلى قطاع غزة وشمال فلسطين.

وأكد، أن الآليات الموجودة في الضفة الغربية غير قادرة عن التعامل مع العبوات كبيرة الحجم التي بدأت المقاومة في استخدامها مؤخرًا، "والإعلام العبري أفرد مساحة واسعة مؤخرًا للحديث عن أثر هذه العبوات الناسفة وخطرها وزيادة تأثيرها بشكل كبير".

ورأى عزام أبو العدس، أن "ما يحدث الآن لم نشهده من قبل حتى في أيام انتفاضة الأقصى، فقد أصبحت هذه العبوات تشكل هاجسًا كبيرًا لجيش الاحتلال وخطرًا كبيرًا على قواته".

أشار أبو العدس إلى مخاوف إسرائيلية من انتقال الهجمات بالعبوات الناسفة إلى سيارات المستوطنين، وهذا سيجعل تأثيرها أكبر بكثير

وقال: "الاحتلال حاول أكثر من مرة القضاء على مصادر تمويل الفصائل الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية، سواءً بقطع وتجفيف مصادر الأموال أو السلاح أو المواد، وذهب لتفاهمات أمنية مع السلطة الفلسطينية، التي فككت عدد كبير من هذه العبوات في نابلس وطوباس وجنين ومخيم الفارعة".

وأشار أبو العدس إلى مخاوف إسرائيلية من انتقال الهجمات بالعبوات الناسفة إلى سيارات المستوطنين، وهذا سيجعل تأثيرها أكبر بكثير.