19-يوليو-2024
عبوة ناسفة في الضفة الغربية

(Getty) شهدت الأسابيع الماضية، عمليات مراقبة وقصف جوي وحملة اعتقالات، بهدف "مواجهة العبوات الناسفة"

تُقر قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي بـ"خطورة العبوات الناسفة في الضفة الغربية"، وذلك بعد إصابة 4 إسرائيليين بينهم جنديّان إثر انفجار عبوة ناسفة، في عملية تبنتها كتائب القسّام، يوم أمس، بالقرب مستوطنة "حرميش" شمال طولكرم. 

وأعلنت كتائب القسام- كتيبة قفين، في بيان لها، أنّ عناصرها زرعوا عبوة ناسفة بين مستوطنة "حرميش" وبرطعة، وقاموا بتفجيرها بمركبة إسرائيليّة، وحققوا إصابات، ثم "انسحبوا بسلام".

صادرت قوات جيش الاحتلال والشاباك والشرطة حوالي 150 كيسًا من المواد المخصصة لتصنيع المتفجرات

واعترف جيش الاحتلال في الضفة الغربية بتنفيذ عن سلسلة من الإجراءات للحد من "خطر المتفجرات"، التي تُصنع بواسطة الفصائل الفلسطينية، وتعيق قدرات الجيش على "العمل بعمق في الضفة الغربية"، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست".  

وفي الفترة الأخيرة، صنعت الفصائل الفلسطينية العبوات الناسفة باستخدام الأسمدة، وقد شهدت الأسابيع الماضية، عمليات مراقبة وقصف جوي وحملة اعتقالات، بهدف "مواجهة العبوات الناسفة".

وحتى الآن، صادرت قوات جيش الاحتلال والشاباك وشرطة الاحتلال حوالي 150 كيسًا من الأسمدة، التي تصنفها من المواد التي تدخل في تصنيع المتفجرات.

وأفادت مصادر محلية لـ "الترا فلسطين"، في 10 يوليو/تموز، بأن قوات الاحتلال داهمت محلات تجارية ومشاتل زراعية، وصادرت كميات من الأسمدة، وهذه المحلات والمشاتل في بلدتي عتيل وعلار قضاء طولكرم، وضاحية ذنابة في طولكرم أيضًا، ومخيم عين السلطان في أريحا، وحلحول شمال الخليل، وسردا شمال رام الله، وبلدتي القبيبة وبدو بالقدس، ومدينة سلفيت.

وجاءت هذه الحملة بعد عمليتين كبيرتين ضد قوات الاحتلال في مخيم جنين ومخيم نور شمس، أسفرتا عن مقتل ضابطين، وإصابة 17 آخرين. واستُخدم في العمليتين عبواتٌ ناسفةٌ ثقيلة، بحسب تقارير إسرائيلية، وعلى أثر ذلك قال قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال يهودا فوكس، إن "ما يجري في الضفة يهدد مستقبل إسرائيل".

وأكد صاحب مشتل لـ"الترا فلسطين"، أن هذه الأسمدة يُمنع منذ عام 2000 إدخالها إلى الضفة الغربية، وعندما تُهَرَّب من الداخل، يصل سعر الكيس الواحد منها -بوزن 25 كغم- أكثر من 250 شيكلًا، "هذا في الوضع الطبيعي، أما اليوم فلا أعرف كم تباع"، وفق قوله.

وقال موقع جيروزاليم بوست، أمس الخميس، إن الإجراءات تشمل استهداف عناصر المجموعات الفلسطينية، المسؤولين عن زراعة العبوات الناسفة، ومنع دخول الأسمدة إلى المنطقة لمنع استخدامها في التصنيع، وتقييم إمكانية استخدام ناقلات الجنود المدرعة في المنطقة، وزيادة الرقابة الاستخباراتية لتحديد مواقع زراعة المتفجرات. 

وبيّن نائب قائد العمليات الخاصة في لواء إفرايم: "نحن نقوم بالعديد من الأنشطة الهجومية، نعتقل العناصر التي تُعد المتفجرات، ونصادر المتفجرات والمواد المستخدمة في تصنيعها".

في العام الماضي، اعترف جيش الاحتلال أنه صادر أو دمر أكثر من 50 مختبرًا لتصنيع الأسلحة والمتفجرات، وعثر على أكثر من 1000 عبوة ناسفة محلية الصنع ومئات القنابل

وتُعرف أكبر هذه العمليات باسم عملية "ديشين" [السماد]، وحددت القوات الأمنية للاحتلال أن أحد المواد الرئيسية المستخدمة في تصنيع المتفجرات هو السماد الذي يُعثر عليه في المشاتل، واعتبرت أن منع دخول هذا السماد يُعتبر أولوية قصوى، بحسب ما أكدت "جيروزاليم بوست".

وفي العام الماضي، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه صادر أو دمر أكثر من 50 موقعًا لتصنيع الأسلحة والمتفجرات، وعثر على أكثر من 1000 عبوة ناسفة محلية الصنع ومئات القنابل، وفكك أكثر من 150 عبوة ناسفة مزروعة في المناطق المدنية.

وقال العقيد فالاري، نائب قائد فرقة إفرايم في جيش الاحتلال: "لن نتوقف حتى يتم اقتلاع مشكلة المتفجرات من جذورها". 

تأتي هذه الإجراءات في سياق زيادة التخوفات الإسرائيلية من الهجمات بالضفة الغربية، حيث تستمر الفصائل الفلسطينية في تطوير تقنيات جديدة في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي.