الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
كشفت وسائل إعلام عبرية النِّقاب عن تفاصيل جديدة حول أسلحة وأنظمة تعقّب ورصد، وذخائر فتّاكة من صنع أمريكي، استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي لأوّل مرة في هجومه الأخير على قطاع غزة، خلال أيار/ مايو 2023.
موقع واللا العبري: الجيش الإسرائيلي استخدم في الهجوم على غزة للمرة الأولى قنابل أمريكية بعد أن أدخل تعديلات عليها
وكتب المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية تال ليف رام: "من وجهة نظر الجيش الإسرائيلي، لم تكن عملية "الدرع والسهم" أكثر من تمرين حربيّ قصير، ومكثف من التدريبات الحربية التي كان من المفترض إجراؤها هذا الشهر على أي حال، تمامًا كما حدث في عملية "حارس الأسوار قبل نحو عامين. عمليًا، منحت الجولة الأخيرة من التصعيد في غزة إمكانية تجربة أسلحة لم يتم تجربتها من قبل، على نحو كاف، ابتداءً من استخدام قدرات الرصد الخاصة بالطائرات الجبارة (F-35) إلى التمرّن على إجراء محادثة مباشرة بين جنود الاستطلاع والطيارين، قبل الهجوم".
وجاء في تقرير لمراسل الصحيفة العبرية، أنّ عملية "الدرع والسهم" استمرت 116 ساعة، بعد أن بدأت بالاغتيال المتزامن لثلاثة قادة بارزين في حركة الجهاد الإسلامي. وأشار إلى أنه في الـ 35 ساعة الأولى من العملية، أدخل الجيش قدرات جديدة في المعركة، خاصة فيما يتعلق بتوثيق التعاون بين القوات البرية والجوية، وتحويله لعملية أسرع من السابق، وللمرة الأولى تم استخدام طائرة F-35 في قطاع غزة لشنّ هجمات في مناطق بعيدة رغم أن استخدامها عادة ما يكون مخصصًا لأهداف صغيرة نوعية في الحرب، في جبهة الشمال أو للعمليات السرية خارج الحدود.
وبحسب الصحيفة لم يقتصر استخدام طائرات F-35 على شن الغارات، بل تم الاعتماد عليها في تنفيذ عمليات الرصد الميداني خلال العدوان، إذ تم استخدام تقنيات الرصد والتعقّب المتطورة الموجودة عليها من قبل قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش، والتي قادت المعركة على غزة، ما أتاح لها فرصة أسرع من السابق في رصد الأهداف وضربها.
وأضاف: في الطرف الآخر حلّقت طائرات أخرى حاملة معها صواريخ وقنابل، ولكن أيضًا من الأرض، كان هناك العديد من الوحدات الخاصة التي كانت تستقبل إحداثيات الهدف مباشرة أيضًا من طائرات F-35، مثل سيارات الأجرة التي تجوب الحي في انتظار تلقي مكالمة لتحميل الركاب.
لم يقتصر استخدام طائرات F-35 على شن الغارات، بل تم الاعتماد عليها في تنفيذ عمليات الرصد الميداني خلال العدوان، إذ تم استخدام تقنيات الرصد والتعقّب المتطورة الموجودة عليها
وكشف موقع "واللا" العبري أن جيش الاحتلال استخدم في العدوان على غزة للمرة الأولى قنابل أمريكية بعد أن أدخل تعديلات عليها، مشيرًا إلى أنّ هذه القنابل هي D SB، بوزن إجمالي يبلغ 125 كغم، وقد تم شراؤها من الولايات المتحدة، ولقبها في سلاح الجو الإسرائيلي "البرد الحاد" ويمكن أن تسقطها الطائرات المقاتلة الثلاث: F-15، F-16 و F-35. وبحسب مصادر في سلاح الجو الاسرائيلي، فإن ما يميّز القنبلة أنها صغيرة ودقيقة. يمكن إسقاطها من مدى يتجاوز 100 كيلومتر، وبالتالي يمكنها "الحفاظ على مبدأ المفاجأة للعدو الذي لا يسمع أو يرى بالضرورة الطائرة المقاتلة"، وكل واحدة تحتوي على 16 كغم من المواد المتفجرة وبالتالي كل طائرة مقاتلة يمكن أن تحمل كمية كبيرة من القنابل من هذا الطراز، وأنظمة الملاحة الخاصة بالقنبلة متطورة للغاية وتسمح لها بتحديد الهدف تلقائيًا ومن ثم ضربه بمساعدة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ما "يتيح دقة غير عادية في الهجوم".
وفي ذات السياق كشف قائد سرب الطائرات الاستطلاع المسيرة "تسوفيت" للقناة 13 الإسرائيلية أن حركة الجهاد الإسلامي نجحت خلال المعركة الأخيرة بتطوير قدراتها بتقليص الفترة الزمنية التي يتواجد فيها مطلق الصواريخ فوق الأرض.
وطائرة "تسوفيت" المأهولة التي تنفذ عمليات استطلاع من على ارتفاع 20 ألف قدم، وتعمل كـ "غرفة عمليات جوية" على مدار الساعة، لا يُسمع صوتها، رغم أنها تشارك في جميع العمليات، بدءًا من الاعتقالات وحتى الاغتيالات. وهذه الطائرة تنسّق أعمالها مع "الشاباك" على الأرض ومع قوات التدخل السريع، وقادرة على إصدار التعليمات لطائرات مسيرة تحلق على علو منخفض. كما أن هذه الطائرة مزوّدة بكاميرات في غاية الدقة قادرة على معرفة أشخاص في المناطق المستهدفة.