قالت الباحثة الإسرائيلية في جامعة حيفا، سارة يائيل هيرشهورن، إن عدد المستوطنين الذين يحملون جنسية أميركية ويقيمون في مستوطنات الضفة الغربية يصل إلى 60 ألف مستوطن، وفقًا لما نقلت صحيفة "ذا ماركر"، الثلاثاء.
أوضحت الباحثة هيرشهورن، أن الكثير من هؤلاء المستوطنين الأميركيين يسكنون في مستوطنات متطرفة مثل "كريات أربع"، و"يتسهار"، والعقوبات ستؤثر عليهم، إلا أنها لن تشكل رادعًا لهم
وجاء الكشف عن هذا الرقم مع إعلان إدارة بايدن عن عقوبات على منظمات استيطانية، إذ أكدت الصحيفة احتمالية أن "المستوطنين الأميركيين سيتأثرون بهذه العقوبات".
وأوضحت الباحثة هيرشهورن، أن الكثير من هؤلاء المستوطنين الأميركيين يسكنون في مستوطنات متطرفة مثل "كريات أربع"، و"يتسهار"، وهذه المستوطنات ترتبط بشكل وثيق مع تيار الحاخام كاهانا، مؤسس حركة "كاخ" الإرهابية.
وأكدت هيرشهورن، أن العقوبات الأميركية، رغم أنها ستؤثر على هؤلاء المستوطنين، إلا أنها لا تشكل رادعًا لهم، بل ربما تحفزهم على مواجهة ما يعتبرونه "قوى معادية لإسرائيل".
وأشارت صحيفة "ذا ماركر" إلى أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على منظمة "أمانا"، الذراع الاستيطاني الرئيسي لحركة "غوش إيمونيم"، التي سبق أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها. وشملت العقوبات الحديثة أيضًا، شركة عقارية تدعى "إيال هاري يهودا"، وثلاثة مستوطنين.
وبحسب الصحيفة، فإن شركة "إيال هاري يهودا" تسيطر على مستوطنات في الضفة الغربية يقيم فيها عشرات آلاف الأميركيين، ونتيجة لهذه العقوبات لن يتمكن هؤلاء من الحفاظ على علاقاتهم الاقتصادية مع الشركة.
ووفقًا للعقوبات الأميركية، سيُمنع المواطنون الأميركيون من التعامل مع منظمة "أمانا" وبقية الجهات الخاضعة للعقوبات، وستواجه المؤسسات التي تنتهك هذه العقوبات خطرًا بفرض عقوبات إضافية.
وأشار تقرير "ذا ماركر" إلى أن البنوك الإسرائيلية ستكون ملزمة بالامتثال لهذه العقوبات، بما في ذلك منع المعاملات المصرفية والخدمات الأخرى التي تقدمها للمستوطنين والمنظمات الخاضعين للعقوبات.
وأكد أنس أبو عرقوب، الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أن حركة "غوش إيمونيم"، التي توصف منظمة "أمانا" بأنها ذراعها الاستيطاني، ما زالت تتمتع بتأثير كبير رغم غيابها الرسمي، مبينًا أن الحاخام حاييم دروكمان، الأب الروحي للحركة، هو أحد الشخصيات البارزة في تيار "الصهيونية الدينية" الذي يقوده في الكنيست بتسلئيل سموتريتش، وكان له دور محوري في إطلاق مشروع الاستيطان بعد احتلال الضفة الغربية في حرب حزيران 1967.
وأوضح أنس أبو عرقوب لـ"الترا فلسطين"، أنه منذ تسعينات القرن الماضي، تدير منظمة "أمانا" شركة "إيال هاري يهودا" الاستيطانية البارزة في الضفة الغربية، التي يقودها زئيف حيفر، المعروف بلقب "زامبش"، وله علاقات وثيقة مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
ويأتي إعلان العقوبات هذه الخطوة بعد يوم من عرقلة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لمشروع قانون تقدم به حزب "عوتسما يهوديت"، الذي يرأسه بن غفير، كان يهدف إلى إجبار البنوك الإسرائيلية على تقديم "خدمات للمستوطنين الذين فُرضت عليهم عقوبات".
وأفادت صحيفة "ذا ماركر"، أن منظمة "أمانا" التي شملتها العقوبات الأميركية، المعلن عنها يوم أمس الإثنينـ هي واحدة من الكيانات الرئيسية في الاستيطان بالضفة الغربية، حيث تهيمن على بناء المستوطنات، وإنشاء البؤر الاستيطانية غير المرخصة ثم شرعنتها، وتقديم الخدمات العقارية مثل تأجير الكرفانات وشراء الأراضي.